لاقت قرارات الحكومة العراقية الأخيرة بنقل قرابة 500 من مناصري وعوائل تنظيم داعش من مخيم الهول شرق مدينة الحسكة السورية إلى مخيم "جدعة" جنوبي مدينة الموصل العراقية هجمةً معارِضة من قبل الشارع الإيزيدي، الذي رفض مرور حافلات عوائل التنظيم من سنجار، الموطن الأصلي للإيزيديين، في العراق باتجاه الموصل.

وطالبت السياسية الإيزيدية فيان دخيل الحكومة العراقية ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بمنع مرور قوافل داعش عبر سنجار احتراماً للضحايا الإيزيديين، وامتعضت في بيانٍ نشرته على صفحتها الخاصّة على فيسبوك من هذه الخطوة التي تُشكل، بحسب وصفها، صفعةً أخرى في وجه الإنسانية والألم الذي لايزال آلاف الضحايا الإيزيديين يعيشونه، وهي إهانة كبيرة جداً لجراحهم التي لم تندمل بعدُ.

كشف مذبحة مروعة ارتكبت بحق إيزيديات

 

أخبار ذات صلة

عذراوات بدل الراتب وجرائم جنسية مروعة يرويها داعشي

 

وقالت دخيل على صفحتها، "نطلب من القائد العام للقوات المسلحة ألا تمر قوافل الدواعش على أرض سنجار الطاهرة، وأن يجدوا معبراً آخر غير مقابرنا الجماعية ليمرّروا عليه عوائل من دفنونا أحياءً".

رفض شعبي

وبرفقة الجيش العراقي وقوات الأمن والحشد الشعبي والشرطة الاتحادية، عبرت حافلات عوائل داعش الحدود السورية إلى مخيم الجدعة القريب من بلدة القيّارة جنوب الموصل وسط رفض شعبي باستقبالهم.

وكان نجم الجبوري محافظ نينوى قد أكد في وقت سابق، على رفض شعبي في نينوى  لعودة أُسر داعش من سوريا، مشيراً إلى أن محافظة  نينوى غير مستعدة لاستقبالهم، ودعا الجبوري الحكومة العراقية إلى إعادة النظر في قرارها، والتفكير في إيجاد أماكن لتلك العوائل بعيداً عن المحافظة التي عانت من ممارسات مقاتلي داعش إبّان سيطرتهم على تلك المناطق.

مطلوبة للقضاء العراقي

وفي حديثه لسكاي نيوز عربية، كشف الكاتب الإيزيدي خالد تعلو، والذي خطف داعش من عائلته قرابة 20 شخصاً لايزال العديد منهم مصيرهم مجهولاً، إن من بين النساء القادمات من مخيم الهول امرأة تُدعى نورا وهب إبراهيم, زوجها عنصر في داعش يدعى عمر ولديها ولدان (مصعب وريان) وهي مطلوبة للقضاء العراقي.

العتق من داعش.. إيثار إيزيديات محررات

 

وأشار تعلو إلى أن "نورا" عملت في ديوان الحسبة لدى داعش، وهي متورطة بعدد من الجرائم داخل مخيم الهول.

ولم يستبعد تعلو وجود عدد كبير من المختطفين الإيزيديين بين عوائل داعش القادمين من الهول، مطالباً الحكومة العراقية بمحاكمة هؤلاء الدواعش، والبحث عن المختطفين الإيزيديين بينهم، والتحقيق معهم لمعرفة مصير المختفين الإيزيديين لاسيّما الأطفال منهم .

فيديو يثير الغضب

وتداول ناشطون إيزيديون على منصّات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو قالوا إنه  لأحد نساء داعش من الجنسية العراقية.

وفي الفيديو الذي أثار موجة غضب بين العراقيين وخاصة الإيزيديين منهم، تظهر فيه  امرأة جالسة داخل الحافلة وهي في مقابلة تلفزيونية مع محطة كردية محلية في طريقها إلى مخيم جدعة, وعرّفت عن نفسها أنها أرملة لمقاتل في داعش وشقيقة لثمانية مقاتلين في التنظيم قتلوا في معارك متفرقة.

وتوعّدت الأرملة الداعشية بقتل الإيزيديين، وأن بإمكانها قتلهم أينما وُجِدوا, كما وتفاخرت بامتلاك زوجها لسبية إيزيدية وصفتها بالكافرة والملحدة, معبرة  في الوقت نفسه عن حبّها لتنظيم داعش ورغبتها في عودته.

من جانبه، عقّب الناشط العراقي أحمد حمو على الفيديو الذي وصفه بالقنبلة الموقوتة، وصرّح لسكاي نيوز عربية على  أن العديد من مقاتلي داعش ممّن ثبت تورطهم في ارتكاب الجرائم بحق الإيزيديين قد أُطلِق سراحهم في أوقات سابقة، وعادوا إلى ممارسة حياتهم الطبيعية بدل أن تُشدّد الحكومة بعقابهم ومحاكمتهم.

وأضاف حمو، أن هذه العوائل المشبعة بالأفكار المتطرفة هم كارثة تهدد المجتمع العراقي، وفنّد الإجراءات الخجولة للحكومة فيما يخصُّ ملف ضحايا داعش، وملاحقة الجناة ومحاكمتهم، وقال " خلال ستة أشهر ستعمد الحكومة على تسوية أوضاع تلك العوائل، وستسمح لهم بمغادرة المخيم والعودة إلى بيوتهم دون الاكتراث لحقوق الضحايا الإيزيديين، لاسيما المختفين منهم".

لقاء مع مقاتلات إيزيديات

 

أخبار ذات صلة

مجلس الإيزيديين يتخلى عن أطفال المغتصبات من داعش

 

وأعلن مكتب إنقاذ المخطوفين الإيزيديين بإقليم كردستان العراق في تصريحات صحفية، عن وجود نحو 400 من النساء والأطفال الإيزيديين في مخيم الهول، معلِّلاً سبب عدم تحريرهم هو رفضهم الكشف عن أنفسهم.

وقبل أسبوعين، تمكّنت قوات الأمن الداخلي في شمال شرق سوريا المعروفة بــ"الأسايش" من تحرير طفل إيزيدي من مخيم الهول يدعى "أردوان خضر" من مواليد 2008، وسلّمته للبيت الإيزيدي، وهو الجهة الرسمية الممثلة للإيزيديين في الشمال السوري، والذي يشرف على تسليم الناجين منهم لذويهم.

وبحسب الاحصاءات الاخيرة لمكتب إنقاذ المختطفات في دهوك  فان، داعش خطف حوالي 7000امراة وطفل حرر منهم 3500 شخص وتسبب بقتل الاف الايزديين وبنزوح داخلي لأكثر من 360 ألف إيزيدي وهجرة نحو 100 ألف شخص منهم إلى خارج العراق.