فاز الرئيس السوري بشار الأسد، بولاية رئاسية جديدة، في الانتخابات الرئاسية الأخيرة في سوريا، وحصل على نسبة تفوق 95 في المئة من أصوات الناخبين.
وبعد الاعلان عن فوز الرئيس السوري الحالي بشار الأسد، في الانتخابات الرئاسية السورية، التي جرت الأربعاء الماضي الموافق 26 مايو، والذي سيتولى بذلك منصب رئاسة الجمهورية في البلاد، لمدة سبع سنوات قادمة، فإن أكثر ما يلفت الأنظار في المشهد، هو الصلاحيات والامتيازات الدستورية الواسعة، شبه المطلقة، التي يمنحها الدستور السوري، الذي أقر في العام 2012، لرئيس الجمهورية والتي تصل لحد الحق في حل البرلمان وتشريع القوانين، وتعيين قضاة المحكمة الدستورية العليا.
فهو من يقوم بتسمية رئيس مجلس الوزراء ونوابه، وتسمية الوزراء ونوابهم، وقبول استقالاتهم، واعفاءهم من مناصبهم.
كما أنه هو من يضع السياسة العامة للدولة، ويشرف على تنفيذها، ويصدر القوانين التي يقرها مجلس الشعب، ويحق له الاعتراض عليها.
ويعلن الرئيس الحرب والتعبئة العامة، ويعقد الصلح بعد موافقة مجلس الشعب، كما أنه هو من يعلن حالة الطوارئ ويلغيها.
ورئيس الجمهورية هو القائد الأعلى للجيش والقوات المسلحة السورية.
والذي يبرم المعاهدات والاتفاقيات الدولية ويلغيها، وفقا لأحكام الدستور وقواعد القانون الدولي.
وللرئيس الحق في منح العفو الخاص والأوسمة، ويمكنه حل مجلس الشعب، بقرار معلل يصدر عنه.
ويتولى سلطة التشريع خارج دورات انعقاد مجلس الشعب، أو أثناء انعقادها إذا استدعت الضرورة القصوى ذلك، أو خلال الفترة التي يكون فيها المجلس منحلا، وغير ذلك العديد من الصلاحيات الكبيرة، التي تجعل من نظام الحكم رئاسيا بامتياز.
وكان رئيس مجلس الشعب السوري حمودة صباغ، خلال مؤتمر صحفي في العاصمة السورية دمشق، قد كشف عن نتائج الاقتراع في الانتخابات الرئاسية في سوريا، والتي فاز فيها الأسد بنسبة 95.1 في المئة من أصوات الناخبين.
وبلغت نسبة التصويت العامة في الانتخابات 78.6، حيث أن عدد المواطنين السوريين ممن يحق لهم الاقتراع داخل سورية وخارجها، هو 18 مليونا و107 آلاف و109، شارك من هذا العدد الاجمالي، 14 مليون و239 ألف و140 في الاقتراع الرئاسي، وصوت منهم 13 مليونا و540 ألف و860، لصالح الأسد، فيما حصد المرشح محمود أحمد مرعي المرتبة الثانية، حاصلا على 470 ألف و276 صوتا، بنسبة 3.3 في المئة من الأصوات، وحل المرشح عبد الله سلوم عبد الله ثالثا، حيث حصل على 213 ألف و968 صوتا، بنسبة 1.5 في المئة من الأصوات.
ويتولى بشار الأسد منصب رئيس الجمهورية السورية منذ العام 2000، حيث ستكون هذه الولاية الرئاسية الرابعة له، وكان قد فاز في آخر انتخابات رئاسية جرت في العام 2014، بنسبة تفوق 88 في المئة من الأصوات.
وبحسب الدستور السوري المقر في العام 2012، لن يكون بمقدور الأسد الترشح في الانتخابات المقبلة، والتي يفترض أن تتم في العام 2028، كون الدستور ينص على الحق في تولي ولايتين رئاسيتين فقط.
يذكر أن هذه الانتخابات تمت فقط، في مناطق سيطرة الحكومة السورية، التي تبلغ نحو ثلثي مساحة البلاد، بينما لم تشارك المناطق الخاضعة للاحتلال التركي ومرتزقته، في شمال غربي سوريا كإدلب وعفرين ورأس العين وجرابلس، والتي تقدر مساحتها بنحو 10 في المئة من مساحة سوريا.
واقتصرت المشاركة في المناطق الخاضعة للإدارة الذاتية في شمال شرقي سوريا، والتي تقدر بربع مساحة سوريا على بعض المناطق التي تسيطر عليها الحكومة السورية، وخاصة في مدينتي الحسكة والقامشلي.
تجدر الاشارة إلى أن الانتخابات الرئاسية السورية هذه، هي ثاني انتخابات من نوعها، تجري في سوريا في ظل الحرب الطويلة التي تعصف بالبلاد، مدمرة مختلف بناها التحتية، ومرافقها الإنتاجية الحيوية ومخلفة انهيارا اقتصاديا واسعا.
وأودت الحرب بحياة ما يقارب من 400 ألف سوري، فيما خلفت مئات آلاف الجرحى والمصابين، فضلا عن تشريد وتهجير نحو نصف عدد السكان (قرابة 13 مليون نسمة) داخليا وخارجيا.