زاد العثور على جثمان محمد إسماعيل، الملقب بـ"ود عكر"، وهي واحدة من بين 198 جثة مكدسة في مشرحة تتبع لأحد المستشفيات وسط الخرطوم؛ من الشكوك الكبيرة التي تدور حول تلك الجثث، والتي يعتقد على نطاق واسع أن جزءا كبيرا منها يعود لمفقودي ثورة ديسمبر الشعبية، التي أطاحت نظام عمر البشير في أبريل 2019.

واختفى ود عكر في الثالث من أبريل 2021 بعد حضوره فعالية ضمن الفعاليات المستمرة التي كان يشارك فيها بشكل منتظم تخليدا لذكرى قتلى ومفقودي جريمة فض اعتصام الثوار أمام القيادة العامة للجيش السوداني بالخرطوم، والتي قتل فيها المئات وفقد فيها عدد كبير لا يزال مصيرهم مجهولا حتى الآن.

تأكيد رسمي

وأكد الطيب أحمد العباس، رئيس لجنة المفقودين، وهي لجنة تابعة للنيابة العامة، أن نتائج فحص الحمض النووي لإحدى الجثث تطابقت مع العينة التي أخذت من والدة ود عكر.

وقال العباس لموقع سكاي نيوز عربية إن اللجنة قيدت بلاغا تحت المادة 130 للقتل العمد لدى الشرطة، وتعتزم تشريح الجثة لمعرفة أسباب الوفاة.

أخبار ذات صلة

صدمة أميركية من واقعة المظاهرات بالسودان.. وحمدوك يتوعد
احتجاجات في مناطق مختلفة من السودان بسبب غلاء المعيشة

شكوك كبيرة

تدور شكوك كبيرة حول الطريقة التي قتل بها العديد من السودانيين خلال الفترة الأخيرة وسط اتهامات جدية لجهات أمنية. وجاء الكشف عن الجثمان بعد تضارب كبير في التصريحات الرسمية، حيث نقلت وسائل إعلام محلية عن النائب العام السابق القول بأن الجثث المكدسة في المشرحة لا علاقة لها بمفقودي الثورة وعملية فض الاعتصام.

ووفقا لتقارير إعلامية فقد وصل جثمان ود عكر إلى المشرحة بواسطة أحد رجال الشرطة، وأدرج كجثمان مجهول الهوية رغم العثور على شريحة هاتفه التي كان يمكن أن تدل على هويته.

وقائع واتهامات

وأشار بيان صادر عن مجموعة من لجان المقاومة السودانية إلى أن إدارة الأدلة الجنائية "ماطلت كثيرا" في استخراج النتيجة، متهمة إياها بإخفاء صور مسرح الحادث الخاصة بالجثمان، مما يثير الشكوك في وجود تعمد مقصود في إظهار الحقيقة.

وقال أحد افراد لجان المقاومة لموقع سكاي نيوز عربية أن الجثمان أخرج للتشريح تحت ضغط من المعتصمين.

ورأت لجان المقاومة أن المعطيات تشير إلى اختطاف الضحية من قبل قوات نظامية وميليشيات تعودت على إخفاء الأشخاص وتعذيبهم حتى الموت.

أخبار ذات صلة

السودان.. إغلاق جسور الخرطوم والأمن يفرق الاحتجاجات
تظاهرات 21 أكتوبر.. الخرطوم تغلق الجسور وتنشر الجيش

غضب عارم

ومنذ منتصف أبريل يعتصم مئات الشباب أمام مستشفى "التميز" الحكومي وسط الخرطوم، في ظل موجة غضب عارمة تجتاح الشارع السوداني، على إثر الكشف عن تكدس نحو 198 جثة في مشرحة المستشفى.

وعبر المعتصمون عن غضبهم الشديد حيال الطريقة اللاإنسانية التي اتبعت في تكديس الجثث التي فاحت رائحتها بشكل فظيع بسبب انقطاع التيار الكهربائي عن المشرحة في بعض الاوقات.

وقال أحد المعتصمين لموقع سكاي نيوز عربية إن وجود هذه الجثث من دون الإعلان عنها لفترة تقترب من العامين يعني أن هنالك جريمة يراد إخفاؤها.

ورأى متظاهر آخر أن الجريمة ذات شقين، الأول يتعلق بالشكوك الكبيرة التي تدور حول الطريقة التي قتل بها الضحايا، أما الثاني فيتمثل في عدم اهتمام جهات الاختصاص بالأمر وعدم احترام حقوق الضحايا.