انضمت الأحزاب السياسية في مصر وصندوق "تحيا مصر" ومنظمات أهلية إلى حملات دعم الشعب الفلسطيني، وبادرت بإرسال قوافل إغاثية ضخمة تضم عشرات الشاحنات المحملة بالأدوية والمساعدات الطبية والأغذية والأجهزة الكهربائية ولوازم المعيشة.
وتأتي هذه المبادرات المتوالية في مصر دعماً لجهود الدولة المصرية في إنقاذ ضحايا الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين، وكمحاولة لمساعدتهم على العودة إلى حياتهم الطبيعية التي توقفت تماما على مدار 11 يوما من المواجهات، وذلك فور سريان التهدئة في غزة، التي تم التوصل إليها برعاية مصرية.
قافلة "تحيا مصر"
وتحت شعار "نتشارك من أجل الإنسانية"، وجه صندوق "تحيا مصر" في ساعة مبكرة من صباح السبت قافلة مساعدات إلى غزة، هي الأكبر حتى الآن، ومن المرتقب وصولها إلى غزة اليوم، بعد عبورها معبر رفح فجراً.
وتضم قافلة "تحيا مصر" 130 شاحنة محملة بمواد طبية وغذائية، وأجهزة كهربائية، إضافة إلى (مراتب- وسجاد- أغطية)، ومطهرات، وكمامة طبية، وملابس.
وأعلن صندوق "تحيا مصر" عن تخصيص الحساب رقم (037037- إعادة إعمار غزة) في كل البنوك المصرية، لتلقي المساهمات من داخل وخارج مصر لإعادة إعمار غزة وتلبيةً للاحتياجات المعيشية والدوائية للأشقاء الفلسطينيين.
قافلة الأحزاب
وكذلك وجه حزب "مستقبل وطن"، صاحب الأغلبية البرلمانية في مصر، قافلة كبرى من المستلزمات الطبية والمواد الغذائية والمواد التموينية لدعم الشعب الفلسطيني.
وشاركت في إعداد القافلة إلى جانب "مستقبل وطن"، أحزاب "مستقبل وطن وحماة الوطن والشعب الجمهوري وتنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين".
وسلم وفد الأحزاب السياسية الذي يضم 79 نائبا برلمانيا، القافلة التي تضم 80 شاحنة من المواد الغذائية والطبية والمساعدات الإنسانية إلى السلطات المصرية في معبر رفح، لتوصيلها إلى قطاع غزة.
وقال المهندس أشرف رشاد الشريف، الأمين العام لحزب مستقبل وطن، في تصريحات خاصة لـ"سكاى نيوز عربية" إن قافلة المساعدات هي خطوة أولى لدعم جهود القيادة السياسية في مصر لمساندة الشعب الفلسطيني.
وأوضح أن مصر منذ بداية الأزمة تقف بجانب الشعب الفلسطيني، بداية من فتح معبر رفح ونقل المستلزمات الطبية، حتى إعلان الرئيس عبدالفتاح السيسي تخصيص 500 مليون دولار، لصالح إعادة الإعمار في غزة.
دور المنظمات الأهلية
ومن أبرز الجمعيات الأهلية التي بادرت بتقديم الدعم للفلسطينيين "بنك الطعام وبنك الكساء المصري، ومصر الخير، والأورمان، ورسالة، والجمعية الشرعية، ونور على نور، وحدوته، والفيروز".
ووفرت الجمعيات الأهلية المشاركة في دعم الفلسطينيين وجبات غذائية يومية لأطقم الاسعاف والمشرفين وللأسر المتضررة، إضافة إلى توفير مستلزمات طبية من كمامات واقية وقفازات وبدل عزل وكحول، وملابس وبطاطين ومفروشات وملايات.
وتنسق الجمعيات الأهلية جهودها في هذا الإطار مع محافظة شمال سيناء ومديرية التضامن الاجتماعي.
وقال مصدر مسئول بشمال سيناء، إنه تم تقديم كافة التسهيلات اللازمة للجمعيات الأهلية لمساعدتها في مهمتها الإنسانية.
دعم نفسي للمصدومين
وقال مسؤول في جمعية الهلال الأحمر المصري في تصريحات خاصة لـ"سكاي نيوز عربية" إنه إلى جانب المساعدات الإغاثية، فإن التعاون المستمر مع الهلال الأحمر الفلسطيني يشمل إرسال طواقم طبية مساعدة وأخصائيين نفسيين لتقديم الدعم النفسي اللازم والناتج عن الصدمات خاصة للأطفال والنساء والشيوخ.
وأوضح المسؤول المصري أن الهلال الأحمر نشرت عناصرها في معبر رفح لاستقبال المصابين المنقولين للعلاج في المستشفيات المصرية وذويهم، حيث يتم تجهيز مقار إقامتهم ومستلزمات المعيشة التي يحتاجونها لتدبيرها من خلال المساعدات التي تصل إلى الهلال الأحمر وجمعيات وزارة التضامن.
وفتح مركز الإغاثة التابع للتضامن الاجتماعي أبوابه لإقامة فرق الأطباء والمسعفين والمشرفين، وساهم بمستلزمات الإقامة في منفذ رفح البري ومستشفى رفح.
ثاني شحنة مساعدات من الهلال الأحمر
وسلمت جمعية الهلال الأحمر المصري، قبل أيام، شحنة المساعدات الثانية إلى الهلال الأحمر الفلسطيني في معبر رفح، وتشمل طنين من المستلزمات الطبية والإغاثية.
وتضمنت شحنة المساعدات التي سلمتها الهلال الأحمر المصري عبر فرعها في شمال سيناء إلى الفلسطينيين "أجهزة صدمات القلب، وقياس سكر وضغط، وتنفس نيبوليزر، وقياس حرارة عن بعد، وأجهزة ضغط ديجيتال، وبدل متعددة الاستخدام، وجوانتيات طبية، وأكياس قطنية، وشاش وأسطوانات أكسجين، ومحاليل ملح وجلوكوز، وأكياس نفايات، وكراسي نقالة للإسعاف، وشنط نظافة شخصية، كمامات وبدل طبية وسرنجات وزجاجات كحول".
حملات تبرع للفلسطينيين
ولفت المسؤول في الهلال الأحمر إلى أن الجمعية تلقت على مدار الأيام الماضية وطوال فترة الاعتداءات على غزة مساهمات عديدة من الجمعيات الأهلية والنقابات المهنية وجهات عديدة وكذلك المواطنين، للتبرع بمساعدات مادية وعينية لصالح الفلسطينيين، فضلا عن طلبات التطوع للعمل في أنشطة الهلال الأحمر لدعم مصابي غزة والتبرع بالدم لإنقاذهم.
وأعلنت الدكتورة نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي، نائب رئيس مجلس إدارة الهلال الأحمر المصري، أن الجمعية ومركز الإغاثة التابع لوزارة التضامن الاجتماعى بشمال سيناء والجمعيات الأهلية الشريكة، يتولون تقديم كافة أوجه الدعم للأشقاء في فلسطين.
وأفادت وزارة التضامن بأن هناك استعدادات قصوى بمركز الإغاثة بسيناء وفرع الهلال الأحمر المصري بكافة المستلزمات، وتم مدهما بمخزون إضافي لمواجهة أية طوارئ.