رحبت أطراف عدة، الجمعة، بوقف إطلاق النار بين إسرائيل وقطاع غزة ودخوله حيز التنفيذ بعد تصعيد عسكري استمر بينهما لمدة 11 يوما، فيما وجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الشكر لنظيره الأميركي جو بايدن لدوره في إنجاح المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار.
وقال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب إنه يرحب بنبأ وقف إطلاق النار في إسرائيل وغزة، وذلك بعدما اتفقت إسرائيل وحركة حماس على تهدئة اقترحتها مصر.
وكتب راب على "تويتر": "على كل الأطراف العمل على صمود وقف إطلاق النار وإنهائه الدائرة غير المقبولة من العنف وفقدان حياة المدنيين".
كما رحبت مملكة البحرين، الجمعة، بالتوصل إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.
وأكدت البحرين على أهمية مواصلة الجهود الدولية لحل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين والعمل على إحلال السلام الشامل والدائم في المنطقة.
ورحب الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، بوقف إطلاق النار، مشيدا بالمبادرة المصرية التي شكلت الأساس للدخول في هدنة، ومؤكدا أن جهود مصر وتضامنها مع أهل غزة أسهمت بشكل كبير في تخفيف الخسائر ووضع حد للهجمات الإسرائيلية على القطاع.
وأوضح أبو الغيط أن إعلان التهدئة في غزة لا يعني عدم المحاسبة على الجرائم التي ارتُكبت خلال هذه الجولة الدامية.
ومن جهته أعرب وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، عن ترحيبه بوقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، مشيرا إلى أن "التهدئة في غزة تؤكد ضرورة التوصل لحل سياسي للأزمة وفرنسا عازمة على لعب دور في هذا الشأن".
وأشاد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، كذلك، بوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، بعد 11 يوما من تصعيد عسكري عنيف.
وقال ماس في تغريدة على تويتر "إنه لأمر جيد أن يطبق وقف لإطلاق النار (...) ولم يعد يسقط ضحايا.. علينا الآن معالجة الأسباب وإعادة بناء الثقة والتوصل لحل للنزاع في الشرق الأوسط".
من جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: "أؤكد أن القادة الإسرائيليين والفلسطينيين تقع على عاتقهم مسؤولية تتجاوز استعادة الهدوء وتتمثل في بدء حوار جاد لمعالجة الأسباب الجذرية للصراع".
وأضاف "غزة جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية المستقبلية وينبغي بذل كل جهد لتحقيق مصالحة وطنية حقيقية تنهي الانقسام".
كما رحب الاتحاد الأوروبي الجمعة بوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس وتعهد بتعزيز الجهود من أجل "حل سياسي" طويل الأمد لحل الأزمة.
وقال وزير خارجية الاتحاد جوزيب بوريل في بيان إن التكتل "يرحب بوقف إطلاق النار المعلن الذي ينهي العنف في غزة وما حولها"، معبرا عن "إشادته بمصر وقطر والأمم المتحدة والولايات المتحدة وغيرها ممن لعبوا دورا في تسهيل ذلك".
وفي السياق، ذكر مبعوث الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند: "أرحب بوقف إطلاق النار بين غزة وإسرائيل، وأتقدم بأحر التعازي لضحايا العنف وذويهم.
وأضاف "أثني على مصر وقطر للجهود التي جرت بالاتصال الوثيق مع الأمم المتحدة للمساعدة في استعادة الهدوء. أعمال بناء فلسطين يمكن أن تبدأ".
كما ذكرت السفيرة الأميركية إلى الأمم المتحدة ليندا توماس-غرينفيلد: "الآن، يجب أن نحول تركيزنا نحو تحقيق تقدم ملموس بدرجة أكبر باتجاه السلام الدائم. ويجب أن نعمل معا لتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة على الأرض، والتي هي في الواقع هائلة في غزة".
السيسي يشكر بايدن
وعبّر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن تقديره للرئيس الأميركي جو بايدن "لدوره في إنجاح المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار وتحقيق التهدئة" في غزة.
وجاء في تغريدة السيسي على "تويتر": "وقد كانت الرؤى بيننا متوافقة حول ضرورة إدارة الصراع بين كافة الأطراف بالطرق الدبلوماسية، وهو الأمر الذي يؤكد عمق ومتانة العلاقات الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة".
الرئيس الأميركي
وفي وقت سابق، قال الرئيس الأميركي جو بايدن: "ما زلنا ملتزمين بالعمل مع الأمم المتحدة وغيرها من الجهات الدولية النافذة لتقديم مساعدة إنسانية عاجلة وحشد الدعم الدولي لسكان غزة ولجهود إعادة إعمار غزة".
وأضاف "أعتقد أن الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء يستحقون أن يعيشوا في أمن وأمان وأن ينعموا بدرجات متساوية من الحرية والازدهار والديمقراطية".
وتابع: "ستواصل إدارتي دبلوماسيتنا الهادئة الراسخة لتحقيق هذه الغاية. وأعتقد أن لدينا فرصة حقيقية لإحراز تقدم وأنا ملتزم بالعمل على ذلك".
هدنة غزة
ووافقت إسرائيل وحركتا حماس والجهاد مساء الخميس على وقف لإطلاق النار، بعد جهود مصرية نجحت في إقناع الطرفين بالتهدئة.
وقال بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو: "وافق مجلس الوزراء بالإجماع على توصية جميع المسؤولين الأمنيين بقبول المبادرة المصرية بوقف ثنائي غير مشروط لإطلاق النار".
وأكد مسؤولون في حركتي حماس والجهاد الموافقة على التهدئة.
وبدأ التصعيد الأخير قبل أيام، في أعقاب مواجهات بين فلسطينيين والقوات الإسرائيلية في القدس الشرقية وباحات المسجد الأقصى، مما تسبب بإصابة أكثر من 900 شخص.
وجاءت تلك المواجهات على خلفية التهديد بطرد عائلات فلسطينية من منازلها في حي الشيخ جراح، لصالح مستوطنين يهود.
ويأتي الاتفاق بعد 11 يوما من التصعيد الدامي الذي أدى إلى مقتل 232 فلسطينيا من بينهم 65 طفلا، وإصابة 1900 آخرين في القطاع من جراء الغارات والقصف الإسرائيلي.
بينما تسببت صواريخ حماس وغيرها من الفصائل المسلحة في قطاع غزة، بمقتل 12 شخصا من بينهم طفلان وجندي، وإصابة 336 آخرين في الجانب الإسرائيلي.