كشف محمود أحمد مرعي، المرشح في انتخابات رئاسة سوريا التي بدأت الخميس بتصويت المغتربين، عن أبرز الخطوط العريضة لبرنامجه الانتخابي، متحدثا عن تصوراته لسبل إنقاذ سوريا بعد 10 سنوات من الحرب.
ومرعي من مواليد عام 1957، ويتحدر من قرية تلفيتا بمنطقة التل بريف دمشق، وهو حائز على إجازة في الحقوق من جامعة دمشق، ويعد من رموز معارضة الداخل في سوريا.
وشغل مرعي مناصب عدة، منها الأمين العام للجبهة الديمقراطية المعارضة السورية، وأمين عام هيئة العمل الوطني الديمقراطي، كما كان عضو وفد معارضة الداخل المفاوض في جنيف، وهو من مؤسسي هيئة التنسيق الوطنية وكان عضو مكتبها التنفيذي، فضلا عن كونه رئيس المنظمة العربية السورية لحقوق الإنسان.
وفي حوار مع موقع "سكاي نيوز عربية"، قال مرعي: "سوريا بعد أزمة مديدة خلال 10 أعوام بحاجة لعقد اجتماعي جديد، على أساس المواطنة المتساوية والديمقراطية التعددية وتداول السلطة".
ويضيف مرعي: "نعمل من أجل بناء مجتمع مدني فاعل، ونسعى للحفاظ على وحدة سوريا أرضا وشعبا، ومكافحة الاحتلالات على اختلافها، والمحافظة على الدولة ومؤسساتها، مع تعزيز ثقافة الديمقراطية والمواطنة ومحاربة كافة أشكال التمييز والتعصب".
ويتابع المرشح الرئاسي: "كما نهدف لاستقلال ونزاهة القضاء وفصل السلطات، ونسعى لإعادة بناء سوريا وإعمارها، وهذا يتطلب رفع الحصار والعقوبات الاقتصادية الأميركية الأحادية المفروضة عليها، كما نسعى للإفراج عن الأسرى والمخطوفين ومعتقلي الرأي وتعويض متضرري الحرب، مع توفير فرص عمل للشباب ودعم الفئات الفقيرة وذوي الدخل المحدود".
وكشف مرعي عن خططه في حال أصبح رئيسا لسوريا، حيث يهدف إلى عقد حوار سوري-سوري في دمشق "تحضره السلطة والمعارضة الوطنية، لا تلك المرتهنة لمن يمولها ويدعمها ويملي عليها"، مع الدعوة لتطوير وإعادة النظر بقوانين الأحزاب والإعلام والانتخابات، وتفعيل حقوق المرأة سياسيا وثقافيا واجتماعيا.
ورفض المرشح التقليل من حظوظه في مواجهة الأسد، حيث قال: "نحن نحتكم لإرادة الشعب والناخب السوري، وقد طرحنا برنامجنا الانتخابي وخضنا الدعاية الانتخابية طيلة هذه الفترة، ويوم الانتخاب وبعد فرز الأصوات سوف نرى النتائج".
وتابع: "بالنسبة لحظوظ الفوز والخسارة فهي ليست مهمة بحد ذاتها، إنما الأهم أن نترك بصمة ونطرح برنامجا انتخابيا يعبر عن مطالبنا وأهدافنا، وأن نلتقط الفرصة التي تم عبرها السماح للمعارضة الوطنية بأن تكون جزءا من السباق التنافسي الرئاسي، ونحن في المحصلة نقبل إرادة الشعب السوري".
كما تحدث عن رؤيته لحل الأزمة السورية، موضحا: "بعد الحوار السوري-السوري، طرحت تشكيل حكومة وحدة وطنية تشاركية على أن تضم المعارضة الوطنية الداخلية والخارجية بصورة فعلية وحقيقية".
وينفي المرشح الرئاسي تعرضه لـ"أي ضغوط أو إملاءات"، مبينا أن "له كامل الحرية في طرح رؤاه وبرنامجه الانتخابي عبر مختلف وسائل الإعلام، المحلية والعربية والعالمية".
وفي هذا السياق، وكسابقة خلال الانتخابات الرئاسية السورية، ظهر مرعي قبل بضعة أيام على شاشة التلفزيون الرسمي السوري، متحدثا بشكل مطول عن برنامجه الانتخابي.
يشار إلى أن هذه الانتخابات هي الثانية من نوعها التي تجري في ظل الحرب السورية، وستنظم في مختلف مناطق سيطرة الحكومة التي تناهز ثلثي مساحة سوريا، فيما لن تجري في المناطق التي تخضع لفصائل مسلحة أو قوات تابعة لدول أخرى.