أعلن وزير الصحة الموريتاني محمد نذير ولد حامد عن اكتشاف 4 حالات لأشخاص يحملون فيروسات متحورة من كوفيد-19، حالتان من المتحور البريطاني وحالة من المتحور الجنوب إفريقي وحالة من المتحور الهندي.
وقال الوزير في كلمة خص بها وسائل الإعلام الرسمية إن إجراءات التحقيق الوبائي قد بدأت من أجل الكشف عن مخالطي أصحاب هذه الحالات، منبها إلى أن الفيروسات المتحورة أسرع انتشارا وأكثر خطورة ومشددا على ضرورة الالتزام الكامل بالإجراءات الاحترازية من لبس الكمامات واحترام المسافة وغسل الأيدي في هذه الطرفية، من أجل تفادي موجة ثالثة من الوباء.
وفي وقت لاحق من مساء الأربعاء أوضح الوزير ولد حامد في مقابلة مع التلفزيون الرسمي أن الحالات المعلنة تتعلق بأجانب مقيمين في موريتانيا كانوا بصدد مغادرة البلاد قبل عشرة أيام، وعندما أجريت لهم الفحوص جاءت نتيجتهم موجبة، وقال وزير الصحة الموريتاني إن المعهد الوطني للصحة العمومية أرسل عينات إلى مخابر جهوية لمنظمة الصحة العالمية ليتبين أن هناك 4 حالات متحورة.
وبين الوزير أن المصالح الصحية بالبلاد كانت تتوقع الموجة الثالثة بين نهاية مارس وبداية أبريل لكنها تأخرت نتيجة الالتزام بالإجراءات الاحترازية، "رغم أننا"، يقول وزير الصحة الموريتاني "لاحظنا قبل 3 أسابيع تصاعد حالات الوباء في ولاية غيدي ماغا، وأرسلنا الفرق إلى هناك واستطعنا منع زيادة انتشار الوباء".
وقال وزير الصحة الموريتاني إن حكومته لا تنوي تشديد القيود على المواطنين رغم أن الموجة الثالثة قادمة، لكن الوزارة والجهات المعنية ستكثف حملات التوعية والتحسيس من أجل العودة إلى الالتزام بالإجراءات الاحترازية ومن أجل مزيد من الاقبال على أخذ اللقاحات، حيث تم حتى الآن تلقيح 20 ألف مواطن فقط، مشيرا إلى أن "هذا بعيد عما نطمح إليه".
خشية من موجة ثالثة
ويخشى المراقبون للشأن الصحي في موريتانيا من أن يؤدي ظهور السلالات المتحورة من فيروس كورونا إلى موجة غير مسبوقة من الوباء بالنظر إلى التراخي الملاحظ في الالتزام بإجراءات السلامة المجتمعية.
يقول ابراهيم أحمد، صاحب صيدلية في مقاطعة الرياض جنوبي نواكشوط، متحدثا لموقع سكاي نيوز عربية: "لم يعد كثير من الموريتانيين يبالي بالإجراءات الاحترازية ولا يصدق خطورة الوباء.. وأغلبهم يبرر سلوكه هذا بمبررات دينية مثل التي أدت إلى الحالة الهندية".
وأضاف أحمد: "نحن نلزم الزبائن بارتداء الكمامات واحترام المسافة ونوفر لهم معقم الأيدي ونقدم لهم النصائح باستمرار".
أما حبيب الله ولد أحمد، ممرض دولة ومدون يحظى بمتابعة كبيرة، فقد تمنى ألا تحدث موجة ثالثة من الوباء.
وأوضح ولد أحمد لموقع سكاي نيوز عربية "أنه بدون اتخاذ تدابير احترازية استعجالية وصارمة فإن الخشية مبررة من حدوث تصاعد في حالات الإصابة خاصة بعد الحشود الضخمة التي شهدتها العاصمة يوم أمس تضامنا مع الشعب الفلسطيني وهي حشود لم تراع فيها أية إجراءات وقائية مع الأسف".
ويثير حديث وزير الصحة رسميا عن ظهور حالات متحورة من الفيروس بنسخ جنوب إفريقيا والهند وبريطانيا مخاوف لدى السلطات من تفاقم الوضعية وبخاصة أنها نسخ شديدة العدوى والفتك.
وحسب حبيب الله "فإن البعض لا يأخذون حديث الحكومات عن تفشى الوباء على محمل الجد ويرون فيه تضخيما لاستدرار التمويلات والتعاطف الخارجي".
وختم قائلا: "غير أنه لا مناص مهما كانت طبيعة حديث الوزير من العودة ولو تدريجيا لأقصى درجات الحذر والاجراءات الاحترازية المعهودة".