حذر خبراء سياسيون في ليبيا من تكرار سيناريو حرب عام 2014 التي أشعلها تنظيم الإخوان في البلاد بعد خسارته الانتخابات التشريعية آنذاك، إذ تتشابه الأحداث الحالية كثيرا بما كان الوضع عليه أبان هذه الحرب.
وتأتي هذه التحذيرات بعد رصد تحركات كثيفة للميليشيات وعودة طائرات الشحن التركية للحط في المطارات الليبية محملة بالسلاح والمرتزقة.
وحطت طائرة عسكرية تركية في قاعدة الوطية الجوية الأسبوع الماضي، حسبما ذكر موقع "فلايت رادار 24" المتخصص في الرصد الجوي، فيما أكدت مصادر ليبية مطلعة لموقع سكاي نيوز عربية، أن الطائرة كانت تنقل شحنات من الأسلحة والمرتزقة السوريين.
من جانبه قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إن هناك تزايدا في نشاط المرتزقة المتواجدين في الأراضي الليبية، فضلا عن رصد تحركات عسكرية جديدة تقوم بها بعض الميليشيات.
وأضاف غوتيريس، أن ليبيا "لم تشهد أي تراجع في عدد المسلحين الأجانب أو أنشطتهم"، مشيرا إلى أنه "رغم الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف، إلا أن أنشطة الشحن الجوي متواصلة إلى قواعد عسكرية مختلفة".
وبحسب مصادر ليبية مطلعة لسكاي نيوز عربية، تم رصد تحركات مريبة لبعض الميليشيات التابعة لتنظيم الإخوان، حيث إن هناك الآن خلافات ضخمة بين أمراء تلك المليشيات بسبب بعض الأمور السياسية.
وأكدت المصادر أن هذه الخلافات دفعت تنظيم الإخوان إلى طلب إعادة تموضع ميليشياته وإعلان حالة الطوارئ داخلها، تحسبا لوقوع أي اشتباكات.
وأوضحت المصادر أن تنظيم الإخوان يخشى الأن من الخروج دون أي مكاسب سياسية، وأنه أعطى أوامره للميليشيات بالجاهزية للتحرك في أي وقت للسيطرة على الغرب الليبي بأكمله، وإزاحة أي قوى معارضة له، حتى ولو كانت حليفة في السابق، كي يظهر وكأنه القوى العسكرية الوحيدة الموجودة هناك.
وقال عضو مجلس النواب الليبي، جاب الله الشيباني في تصريحات صحفية، أن هناك تزايدا ملحوظا في دخول المرتزقة الأجانب إلى ليبيا، بالتزامن مع تعزيزات عسكرية جديدة في عدة مناطق".
وأضاف الشيباني أن هذا التحرك قد يهدد اتفاق وقف إطلاق النار في البلاد، مؤكدا أن تركيا لا تريد إخراج قواتها من ليبيا اعتمادا على الاتفاقية التي وقعتها مع السراج".
من جانبه قال المحلل السياسي الليبي محمد صالح جبريل اللافي في تصريحات لسكاي نيوز عربية، إن تواجد المليشيات وسيطرتها على أراضي ليبية دون أن تكون تحت تصرف أو مسؤولية الحكومة خطر كبير على المصالحة الليبية، خاصة أن هناك أطرافا دولية مثل تركيا تحرك هذه الكيانات المسلحة.
وأضاف أن تركيا مازالت تلعب بورقة هذه الميليشيات من تحت الطاولة وأكبر دليل على ذلك ما تعرض له المجلس الرئاسي، عندما قام بتعيين رئيس المخابرات حسين العائب بديلا عن عماد الطرابلسي المعين من قبل السراج الموال لأنقرة.
وأوضح أن هذه الميليشيات من المؤكد أنها تعبث بالأمن في ليبيا، والجميع يعلم جيدا ما قامت به الجماعات المسلحة عام 2014 عندما أبعدتهم الانتخابات عن المشهد السياسي.
وحذر اللافي من تكرار سيناريو هذه الحرب، خاصة أن هناك تشابها كبيرا بين أحداث الماضي والأحداث الحالية التي تمر بها التنظيمات المشغلة لهذه الميليشيات من تخبط سياسي نتيجة إبعادها عن المشهد.
وطالب اللافي المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته لدحض أي تحرك من شأنه تعطيل العمل السياسي في ليبيا.
من جانبه، قال المحلل السياسي الليبي فايز العريبي إن الميليشيات في طرابلس ضد تحويل إدارة المؤسسات إلى عناصر مهنية تتولى قيادتها، وأنها أحد أشكال إعاقة توحيد المؤسسات.
وأضاف العريبي في تصريحات لموقع سكاي نيوز عربية، أن كافة الأحداث في غرب ليبيا، والتي كان آخرها حصار المجلس الرئاسي، تعد إشارة قوية لسيطرة الميليشيات ومحاولة عرقلة كافة المسارات التي يقودها المجلس.
وأضاف العريبي أنه لا بد من إصرار المجتمع الدولي على إجراء الانتخابات واستكمال الخطوات لتحجيم سطوة الميليشيات وتجنب تكرارا السيناريوهات الكارثية التي تسببت فيها.