تحصل السودان على تعهدات وإعفاءات من ديون ثنائية بقيمة 30 مليار دولار، خلال اليوم الأول لمؤتمر الاستثمار في السودان الذي انعقد الاثنين بالعاصمة الفرنسية باريس.
كما تعهدت دول وشركات وهيئات تمويل بالاستثمار في مختلف قطاعات الاقتصاد السوداني، وعلى رأسها الطاقة والزراعة ومشروعات البنية التحتية.
حصيلة كبيرة
وأعلنت فرنسا إلغاء كافة ديونها الثنائية على السودان والمقدرة بنحو 5 مليارات دولار، وهي من أكبر الديون على السودان بنادي باريس، كما قدمت قرضا تجسيريا بقيمة 1.5 مليار دولار لتسديد متأخرات السودان لصندوق النقد الدولي.
وأعلنت النرويج أيضا عن إلغاء ديونها على السودان البالغة 4.5 مليار دولار، دعما لجهود السودان الرامية لإصلاح أوضاعه الاقتصادية بعد العزلة التي عاشها على مدى 30 عاما.
وأكدت المملكة العربية السعودية المضي قدما في اتخاذ الخطوات اللازمة لإلغاء ديونها على السودان والمقدرة بنحو 5 مليارات دولار.
وخصص البنك الدولي 2 مليار دولار للسودان للاستثمار في برامج الصحة والطاقة خلال الأشهر العشرة المقبلة.
كما قدم بنك الاستيراد والتمويل الأفريقي 700 مليون دولار لتمويل مشاريع الطاقة والاتصالات في السودان.
وأبدت كل من الولايات المتحدة الأميركية والسويد وإيطاليا استعدادها لتقديم منح لتغطية النواقص في متأخرات الديون والمقدرة بنحو 13 مليار دولار بما فيها الفوائد والغرامات الجزائية.
وتعتبر الديون الخارجية المقدرة ما بين 60 إلى 74 مليار دولار عقبة كبيرة أمام إنعاش الاقتصاد السوداني الذي يعاني من أزمات كبيرة بعد التدهور المريع الذي طال كافة القطاعات بسبب الفساد الكبير الذي استشرى خلال فترة حكم عمر البشير التي استمرت 30 عاما.
مشروعات ضخمة
وعرضت الحكومة السودانية بالتعاون مع القطاع الخاص أكثر من 18 مشروع حيوي في قطاعات الزراعة والطاقة والنقل والبنية التحتية والمشروعات الصغيرة والمتوسطة.
وأكد رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك، أن حكومته تعمل على إعادة السودان واقتصاده إلى الساحة الدولية.
وفي ذات السياق، قال مبعوث الأمم المتحدة إلى السودان فولكر بيرتيس إن الأمر متروك الآن للسودان وللمجتمع الدولي لإظهار أن السودان الجديد هو فرصة للاستثمار ولم يعد حالة ميؤوس منها.
دعم التحول
وتميز مؤتمر باريس بحضور الرئيس الفرنسي ورئيسي مجلسي السيادة والوزراء السودانيين وعدد من الوزراء والمسؤولين من أكثر من 40 دولة.
وشهد المؤتمر مشاركة لافتة لممثلين عن شباب ثورة ديسمبر السودانية، التي أطاحت بنظام البشير في أبريل 2019، وسط اهتمام كبير بالكلمات المعبرة التي ألقوها وأكدت على المضي قدما في طريق التحول المدني والديمقراطي.
وقال ماكرون إن شعارات ثورة ديسمبر المجيدة "حرية سلام وعدالة" كان لها صدى قوي في بلاده، موضحاً أن ثورة ديسمبر استمدت جذورها من نضالات مستمرة، مشيراً إلى أن الشابات والشباب كانوا يطلبون فقط الحياة بالحرية.
وأعلن ماكرون باسم كافة المجتمعين في المؤتمر التأييد الكامل لحكومة الفترة الانتقالية لنجاح عملية الانتقال الديمقراطي والوصول لانتخابات حرة ونزيهة، مؤكداً على أهمية تعزيز عودة السودان الاقتصادية للعالم كما هو الحال مع عودته السياسية.
وأضاف: "فرنسا فخورة بأن تكون الباب الذي يعود منه السودان للعالم".