تكثف مصر جهودها الإنسانية لدعم الشعب الفلسطيني في مواجهة الهجوم الاسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، حيث تجري عملية حشد للإمكانيات الطبية لإسعاف ونقل الجرحى في القطاع المنكوب.
وتزامنا مع الإعلان عن فتح معبر رفح بين مصر وغزة صباح اليوم الأحد، تتسارع تحركات عدة جهات مصرية أبرزها وزارة الصحة والهلال الأحمر المصري ونقابة الأطباء واتحاد المهن الطبية لتقديم المساعدات الطبية لضحايا الاعتداءات الاسرائيلية، وتنظيم مشاركة الأطباء المصريين في علاج الضحايا سواء بمستشفيات غزة أو مستشفيات مصرية بشمال سيناء وغيرها.
ووفق آخر التقديرات لضحايا الغارات الإسرائيلية على غزة، قتل 191، غالبيتهم من الأطفال والنساء وأُصيب 1200 بجروح مختلفة، فيما بلغ ضحايا الهجمات الإسرائيلية الأخيرة 45 جريحاً، ولا يزال رجال الإنقاذ يبحثون عن ناجين وينشلون جثثا من تحت أنقاض المنازل المدمرة.
قائمة مستلزمات طبية
وقال أمين صندوق نقابة الأطباء المصرية، الدكتور أبو بكر القاضي، في تصريحات خاصة لـ"سكاى نيوز عربية" إن النقابة تلقت رسالة بقائمة المستلزمات الطبية التي تحتاجها وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، لإسعاف وعلاج المصابين.
وأضاف "القاضي"، أن قائمة الأدوية والمستلزمات الطبية المطلوبة تضمنت "المخدر الموضعي، والمضادات الحيوية، وأدوية الصرع التي تستخدم كمهدئات للأعصاب، ومضادات الجلطات، وأدوية لعلاج الحروق".
وأوضح المسئول بنقابة الأطباء المصرية أن النقابة ستدبر هذه الأدوية والمستلزمات الطبية المطلوبة من خلال لجنة مصر العطاء، التي تستقبل تبرعات الأطباء والمواطنين في مصر سواء في مقر النقابة بالقاهرة أو عبر الحسابات البنكية لها.
ولفت "القاضي" إلى أن نقابة أطباء مصر في حالة تواصل دائم مع الدكتور عبد اللطيف الحاج مسئول العلاقات الخارجية بدائرة الشئون الصحية في غزة، لمتابعة الوضع داخل مستشفيات القطاع، وطبيعة الإصابات التي يتعرض لها أهالي القطاع وتحديث قوائم تخصصات الأطباء والمستلزمات الطبية المطلوبة.
تطوع الأطباء
وعن وضع الأطباء المصريين الذين تطوعوا من خلال النقابة للسفر إلى غزة وعلاج ضحايا الاعتداءات الاسرائيلية في مستشفيات القطاع، قال أمين صندوق نقابة الأطباء إنه لم يُسمح بعد بدخول الأطباء المصريين قطاع غزة، إلا أن هناك عددا من الأطباء تم انتدابهم من وزارة الصحة المصرية إلى مستشفيات شمال سيناء لعلاج المصابين الفلسطينيين الذين سيتم نقلهم لمصر عبر معبر رفح.
وتابع قائلا: " إن أكثر من 1200 طبيب متطوع لإنقاذ وعلاج ضحايا غزة سجلوا بياناتهم خلال 24 ساعة عبر الموقع الرسمي لنقابة الاطباء، ومازال الإقبال على عملية التسجيل كبير من جانب أبطال الجيش الأبيض، بشكل فاق المتوقع بكثير".
وأشار إلى أن أكثر التخصصات المطلوبة في غزة أو محافظات شمال سيناء في مثل هذه الأزمات "التخصصات الجراحية مثل جراحة الصدر والمخ والأعصاب والأوعية الدموية والعناية المركزة".
وكشفت مصادر لـ"سكاى نيوز عربية" أن نقابة أطباء مصر أرسلت قائمة بالأطباء المتطوعين ومخاطبات رسمية لوزارة الخارجية المصرية وعدة جهات سيادية أخرى للحصول على تصريح من الأجهزة المعنية للسماح بالأطباء المصريين بدخول قطاع غزة.
ووافق اتحاد المهن الطبية المصرية الذي يضم 4 نقابات طبية مهنية (الأطباء البشريين وأطباء الأسنان والأطباء البيطريين والصيادلة)، بالإجماع على تنظيم قافلة طبية وعلاجية لدعم مصابي غزة وتخفيف المعاناة عنهم.
مستشفيات سيناء
وقال مصدر مسئول في مديرية الصحة بشمال سيناء لـ"سكاى نيوز عربية" إن الدكتور محمود عامر مدير مرفق الإسعاف وفريق طبي كبير، وبرفقتهم 16 سيارة اسعاف مجهزة و10 مسعفين متخصصين في علاج الحالات الحرجة، مازالوا متمركزين في مستشفى رفح العام انتظارا لاستقبال الجرحى الفلسطينيين المقرر نقلهم عبر معبر رفح.
وكانت جمعية الهلال الأحمر المصري أعلنت إرسال أول دفعة من المواد الإغاثية والطبية لفرع الجمعية بشمال سيناء لمساندة مصابي غزة وتم رفع حالة الاستعداد هناك لخدمات الطوارئ وتقديم المساعدات الطبية والنفسية والإغاثية المطلوبة.