بثت لقطات تلفزيونية مباشرة، مساء الأربعاء، تظهر حشدا من الإسرائيليين اليمينيين المتطرفين يهاجمون رجلا يعتقد أنه عربي قرب تل أبيب، فيما حذر الرئيس ريئوفين ريفلين من "حرب أهلية".
وتظهر الصور القاسية رجلا يسير مسرعا بسيارته وسط حشد ويصطدم بسيارات، ثم يجبر على الخروج من سيارته ويتعرض للضرب على يد عشرات الأشخاص، حتى فقد وعيه.
الواقعة التي بثت صورها قناة "كان" الإسرائيلية على الهواء مباشرة، حدثت على كورنيش الواجهة البحرية في مدينة بات يام جنوبي تل أبيب.
ولم تصل الشرطة وخدمات الطوارئ إلا بعد 15 دقيقة، وخلال هذا الوقت بقي الرجل ممددا بلا حركة في وسط الشارع.
وبرر أشخاص كانوا من ضمن الحشد، عملية التنكيل هذه بالقول إن الرجل "حاول دهس حشد من أنصار اليمين المتطرف".
وأشار مستشفى إيخيلوف في تل أبيب في بيان، إلى أن الضحية "مصاب بجروح خطرة لكنه في وضع مستقر"، من دون أن يكشف هويته.
والأربعاء، حذر الرئيس الإسرائيلي من نشوب حرب أهلية بين عرب البلاد ويهودها، حيث أشعل الغضب والخوف من القصف المتبادل مع الفصائل الفلسطينية في غزة، أعمال عنف في شوارع إسرائيل.
وقطع البث على تلفزيون القناة 12 اتصال من ريفلين، الذي أطلق نداء قال فيه: "رجاء أوقفوا هذا الجنون".
وتابع الرئيس الذي يعد منصبه شرفيا في النظام الإسرائيلي: "نتعرض لخطر الصواريخ التي تطلق على مواطنينا وشوارعنا، ونشغل أنفسنا بحرب أهلية لا معنى لها فيما بيننا".
ولم تكن واقعة بات يام الوحيدة التي تشهدها إسرائيل وتعكس صراعات داخلية بين السكان في المدن التي يقطنها عرب ويهود.
ففي مدينة اللد، أُضرمت النيران في كنيس يهودي وسيارات، وتعرض قائدو سيارات للرشق بالحجارة على بعض الطرق، فيما اشتبك متظاهرون يلوحون بالعلم الفلسطيني مع الشرطة في ميناء حيفا في الشمال.
ويوم الأربعاء قالت الشرطة إن الاعتداءات كانت أكثر من جانب اليهود ضد العرب فيما يبدو.
وتمثل الأقلية العربية 21 بالمئة من سكان إسرائيل، وهم من قرروا البقاء هناك بعد عام 1948، وكثيرا ما يشكون التمييز الممنهج وكذلك عدم الحصول على خدمات الإسكان والرعاية الصحية والتعليم.
وفي اللد فرضت الشرطة حظر تجول ليلا، لكن وسائل إعلام إسرائيلية أظهرت شبانا يهودا في الشوارع.
وقال رئيس بلدية اللد يائير ريفيفو في تصريحات تلفزيونية: "فقدنا السيطرة على المدينة والشوارع"، وذلك بعد عدة ليال من المواجهات العنيفة قتل خلالها عربي بالرصاص واعتقل اثنان من اليهود للاشتباه بهما في القتل.
وفي مدينة عكا الساحلية أضرمت النيران في مطعم "أوري بوري" المملوك ليهود، وقال بعض السكان العرب إنهم يخشون الخروج من منازلهم.
وفي يافا القريبة من تل أبيب، اشتبك محتجون عرب مع الشرطة التي أطلقت قنابل صوت لتفريقهم.
وقال رئيس بلدية أم الفحم سمير محاميد: "ندين ونرفض أن يكون هذا التضامن والالتحام مع أهلنا في القدس وقطاع غزة عبر أعمال تخريب للأملاك العامة والخاصة، وذلك كما يحصل الآن في مدخل أم الفحم".
وكانت الأحياء التي يسكنها عرب، ومنها اللد ويافا، من بين التي دوت فيها صفارات الإنذار من الصواريخ التي أطلقت من غزة.
وقالت الشرطة الإسرائيلية إن اثنين من سكان اللد قتلا الأربعاء، بعد إصابة سيارتهما بصاروخ.