قام حشد من أهالي قرية في دلتا النيل الأحد بضرب شخصين حتى الموت بسبب محاولتهما خطف فتاة وسرقة حافلة صغيرة ثم قاموا بتعليقهما كالذبائح، حسبما قال مصدر أمني، وذلك في ظل حالة فراغ أمني أدت إلى انتشار مثل تلك الحوادث مؤخرا.

وقال المصدر إن "الأهالي بقرية محلة زياد بمحافظة الغربية (دلتا النيل) ألقوا القبض على شخصين مجهولين متلبسين بسرقة "توك توك" (وسيلة نقل على ثلاث عجلات منتشرة في المناطق الشعبية وفي ريف مصر) وضربوهما حتى الموت باستخدام الأسلحة البيضاء والآلات الحادة"، وأضاف أن "الأهالي قاموا بتعليقهما والتفوا حولهما ومنعوا اقتراب أحد منهما حتى لفظا أنفاسهما الأخيرة".

واتهم الأهالي كذلك القتيلين بالانتماء لعصابة قامت بخطف سيدات في قريتهم من قبل وطلب فدية لإطلاق سراحهن وبمحاولة اختطاف فتاة عمرها أربع سنوات من أمام إحدى حضانات القرية.

يأتي الحادث بعد أسبوع من قرار أصدره النائب العام المصري طلعت عبد الله يخول المصريين بالقبض على الخارجين على القانون المتلبسين بارتكاب جرائم وتسليمهم للشرطة، وهو ما أثار جدلا كبيرا في البلاد ومخاوف من إمكانية أن تفتح مثل هذه الدعوة الباب أمام قيام الحركات الإسلامية بتشكيل ميليشيات تحت ذريعة حفظ الأمن خصوصا في ظل الاضطرابات السياسية التي تشهدها البلاد منذ عدة أشهر.

وتعليقا على الحادث، نقلت وكالة أنباء الأناضول عن وزير العدل المصري أحمد مكي  قوله إن "تطبيق المواطنين لحد الحرابة بأنفسهم على البلطجية وقطاع الطريق هو دليل واضح علي وفاة الدولة".

وحد الحرابة الذي يتضمن القتل والصلب، هو عبارة عقوبة منصوص عليها في الشريعة الإسلامية لمن يروع الآمنين.

وأضاف الوزير أن "الحكومة التي تسمح بذلك هي حكومة ظالمة، لأنها لا توفر الحماية لأفرادها"، في انتقاد علني للحكومة التي ينتمي إليها.

وتعاني مصر من حالة انفلات أمني منذ الإطاحة بنظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك في فبراير 2011.

وأضرب ضباط الشرطة في مصر عن العمل قبل عشرة أيام احتجاجا على محاولة استخدامهم في السياسة وعلى عدم توافر الوسائل التي تتيح لهم الدفاع عن نفسهم.