مع إغلاق باب تقديم الترشيحات وتسجيل الكيانات والتحالفات السياسية، للتنافس والمشاركة في الانتخابات العامة العراقية المبكرة المقررة، في يوم 10 أكتوبر من العام الجاري، تبدو المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق، كخلية نحل منهمكة في وضع اللمسات الأخيرة، على جدولة قوائم أسماء المرشحين والقوى المتنافسة وترتيبها وتبويبها.
تقول الناطقة الإعلامية باسم المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق، جمانة الغلاي في حوار مع "سكاي نيوز عربية": "صادقتا على 44 تحالفا و267 حزبا، وجميعها أحزاب مرخصة، تمتلك شهادات تأسيس، ومجموع المرشحين بلغ نحو 3523 مرشحا، منهم 1002 مرشحا قدمتهم التحالفات، والأحزاب قدمت 1634 مرشحا، أما المرشحون المستقلون فعددهم 887 مرشحا، ومن ضمن العدد الكلي للمرشحين تمت مراعاة الكوتا النسائية بواقع 25 في المئة، حيث ثمة 963 مرشحة".
وتتابع جمانة: "والآن يتم تبويب وتدقيق بيانات المرشحين ومعلوماتهم، حيث ستحال إلى الجهات المعنية بالأمر، كوزارات الداخلية والتعليم العالي والتربية، والهيئة الوطنية المساءلة والعدالة، وهيئة النزاهة، وخلال 15 يوما من تاريخ إرسال الملفات لتلك الجهات المذكورة، ستصلنا نتائج وخلاصات عمليات الفحص والتمحيص والتدقيق وحيث هناك في هذا الصدد، غرفة عمليات مشتركة بيننا كمفوضية انتخابات، وبين تلك الجهات التي عددتها أعلاه".
وتضيف: "وعليه فعدد المرشحين الحالي الخاضع للمراجعة والمداولة ليس نهائيا، بانتظار اكتمال إجراءات التحقق وورودها لنا، حول أهلية كل مرشح على حده، فقد يكون أحد المرشحين عليه جنحة ما، أو لديه شهادة مزورة وهكذا، وبعدها سيصادق مجلس المفوضين بطبيعة الحال، على الأسماء النهائية للمرشحين".
وتخلص المتحدثة الرسمية بلسان المفوضية العليا المستقلة للانتخابات العراقية، في حديثها مع "سكاي نيوز عربية" للقول: "وبعد الانتهاء من مرحلة تدقيق وغربلة المرشحين، والمصادقة على أسمائهم من قبل المفوضية، ستبدأ عملية القرعة لبيان تسلسل أرقام المرشحين".
يذكر أن هذه الانتخابات المبكرة، تقررت على وقع الاحتجاجات الشعبية العارمة أواخر العام 2019، الرافضة لسوء إدارة البلاد وتخلف الخدمات، وتفشي الفساد والبطالة، وتردي واقع الناس المعيشي والحياتي، في بلد غني يسبح على بحار من الموارد الطبيعية.
وكان مقررا تنظيم هذه الانتخابات بداية في شهر يونيو من هذا العام، لكن لاعتبارات فنية متعلقة بضيق الوقت، وتفشي وباء كورونا المستجد، وطبيعة المناخ الصيفي الحار في العراق خلال شهر يونيو، قررت الحكومة العراقية تأجيلها، بطلب من المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، لتتم في أكتوبر القادم، وهو الموعد النهائي الذي بات نافذا لا رجعة عنه.