بجهود طوعية أطلقت متطوعات من مدينة الرقة السورية مشروعاً خيرياً سمي بمطبخ الفردوس الذي يغتنم شهر رمضان لتقديم وجباته المجانية للأرامل واليتامى من أبناء المدينة وكذلك للنازحين من المدن والبلدات السورية الأخرى طيلة أيام الشهر الفضيل والأيام العادية، حيث يقدم وجباته المجانية 3 مرات أسبوعياً طوال العام.

وبدعم من متبرعين من أبناء الرقة ومساعدة متطوعات أطلق مطبخ الفردوس خدماته الإغاثية لسد وجبات المحتاجين من فئة الأرامل والأيتام للسنة الرابعة على التوالي.

رمضان ومساحات تغيير سلوكياتنا

وتقف المتطوعات في المطبخ يومياً يحضرن طعام الإفطار وسلال غذائية لوجبة السحور طيلة أيام الشهر الفضيل وتتصدر القائمة الرئيسية في وجبات الطعام لحوم الغنم والفروج وتطبخ منها مختلف المأكولات الشعبية، التي تشتهر بها المنطقة كما يقول القائمون على المشروع لـ"سكاي نيوز عربية".

.

استهداف 650 عائلة

مدير المشروع ياسر الخابور الملقب بأبو عمار تحدث لـ"سكاي نيوز عربية" قالا إن حملتهم الإنسانية، التي حملت اسم "ويطعمون الطعام" تقدم وجباتها الرمضانية وتوزعها إفطارا للفئة المستهدفة.

وأضاف "مطبخ الفردوس الإغاثي للأيتام هو مطبخ أهلي مستقل يعتمد في تمويله على جهود شخصية من عائلتنا (أشقائي وشقيقاتي) المغتربين وأصدقائي وأصدقاء إخوتي وأبناء حي الفردوس وأبناء المدينة المغتربين".

.

وأشار أبو عمار إلى أن العاملات في الفردوس يعملن في المطبخ منذ السادسة صباحا ولغاية الساعة الثانية بعد الظهر، ويبلغ عددهن 18 متطوعة لا يتقاضين أجراً عن جهودهن وكذلك محاسب وسائق المطبخ ومديره يعملون بشكل تطوعي.

ووضح ياسر خابور أن عدد الأسر المستفيدة من المطبخ الإغاثي في الأيام العادية 400 عائلة وترتفع إلى 650 وأكثر خلال شهر رمضان ليتكفل الفردوس بإطعام 1400 يتيم يوميا.

أخبار ذات صلة

داعش".. هل يسيطر مجددا على أراض بسوريا والعراق؟
الفرات جف.. والكارثة تهدد ملايين السوريين

حملات إنسانية طيلة العام

يطلق مطبخ الفردوس طيلة العام حملات إنسانية كثيرة يقول أبو عمار أن بعضها تخص 100 عائلة شهرياً تسمى بحملة "لا يسألون الناس إلحافا" يمدها الفردوس بسلال غذائية غير مطبوخة وتوصلها للأسر المتعففة ليلا، إضافة إلى الحملة الخاصة بملابس العيد التي تسمى بـ"ازرع بسمة على وجه طفل يتيم" توزع على الأطفال الأيتام.

وحول واجب مطبخ الفردوس حيال النازحين للرقة أوضح أبو عمار أن لجنة الشؤون المعيشية الخاصة بالفردوس والتي تديره أحد المتطوعات تؤمن الملابس الصيفية والشتوية لعوائل نازحة والبطانيات والمفارش الاسفنجية ضمن الإمكانيات المتاحة.

.

مأكولات تدخلها اللحوم

بحماس وانسجام تنهمك المتطوعات في تقطيع لحوم الغنم أو الفروج وتحرصن على طهي مأكولات شعبية تشتهر بها الرقة تقول إحدى المتطوعات وتدعى هند حسين أنهن يطبخن الأرز والبرغل والخضرة المشكلة مع لحم الغنم وتقطعن حوالي طن واحد من الخضار أثناء إعداد طبخة خضرة مشكلة. 

وأضافت في حديثها لـ"سكاي نيوز عربية" أنهم يحرصون في المطبخ أن يقدموا اللحم يومياً لأنهم يدركون مدى حرمان الأسر الفقيرة من مادة اللحم وعدم قدرتهم على توفيره لأولادهم.

.

وبالنسبة لشكل الوجبات فبينت هند أنهم يحرصون تقديمها معلبة لكل شخص على حدة، وتحتوي على كميات مشبعة.

ونوهت المتطوعة الثلاثينية أن الفردوس يحرص على إطلاق مبادرات عديدة خلال السنة تكون بمثابة لفتة إنسانية بين المدنيين بهدف التقرب والتودد والرحمة بينهم فهي تحث على روح الألفة والمحبة بين أهالي الرقة.

ويستمر المطبخ الإغاثي في مسيرته الخيرية يومياً لتجوب قوافل متطوعاته حارات وأزقة المدينة يوزعن عطاءات أهل الجود والإحسان ويوصلن المساعدات إلى مستحقيها من الأيتام والأرامل، والتي تحوي سلات غذائية وملابس العيد للأيتام في بادرة لتوطيد روابط التكافل الاجتماعي في مجتمع عانى ويلات الحرب والإرهاب على يد تنظيم داعش.