لقي المغني اليهودي، شراغا جيستنر، مصرعه، مؤخرا، في حادث التدافع الذي وقع بجبل ميرون، شمالي إسرائيل، وأودى بحياة 45 شخصا، فيما أصيب آخرون، وسرى الاعتقاد بأن جنازته لن تجد من يحضرها، لأن أهله ليسوا في الدولة العبرية.
ويوم الجمعة، لبى مئات الأشخاص دعوة من أجل حضور جنازة المغني الذي يوجد أهله في كندا، وليس له أفراد من العائلة في إسرائيل.
وجاء الحاخام جيستنر، الذي يبلغ 35 عاما، من مونتريال الكندية إلى إسرائيل، لأجل حضور احتفالات "لاغ بوعمير" وإحياء ذكرى الحاخام شمعون بار يوحاي.
وبحسب موقع "تايمز أوف إسرائيل"، فإن المغني كان يعيش في ولاية نيويورك، خلال السنوات الأخيرة، وهو أبٌ لخمسة أبناء.
وبعدما جرى تحديده من بين ضحايا الحادث، تم إطلاق دعوة على المنصات الاجتماعية من أجل حضور جنازته في القدس.
وأشارت الدعوة إلى أن الراحل، وهو من يهود الحاسيديم، ليس له أقارب مباشرون في إسرائيل ممن يمكنهم أن يحضروا ويؤدوا الواجب.
في غضون ذلك، دعت وزيرة شؤون الشتات الإسرائيلية، عومير يانكيليفيتش، كل من بإمكانه أن يحضر إلى أن يفعل "يجب ألا نتركه وحيدا في لحظاته الأخيرة".
وتلبية للدعوة، حضر مئات الأشخاص إلى دار العزاء، وتمت مرافقة الجثمان إلى مثواه الأخير في مقبرة بالقدس.
وفي البيت الذي أقيمت به الجنازة، قال جيستنر، وهو ابن عم الراحل، إنه كان في احتفال جبل ميرون لكنه غادر قبل دقائق فقط من الكارثة.
وأثنى نابول، على خصال الراحل، قائلا إنه كان إنسانا رائعا وتوفي في ظروف مأساوية بعدما جاء من كندا إلى الاحتفال.
ووقع التدافع خلال احتفالات لاغ باعومر في جبل ميرون، وهو أول تجمع ديني حاشد يقام بشكل قانوني منذ أن رفعت إسرائيل جميع القيود المتعلقة بوباء فيروس كورونا.
وشارك عشرات الآلاف من الأشخاص في الاحتفالات الدينية، يوم الخميس، وحجوا إلى ضريح الحاخام شمعون بار يوتشاي.
وبدأ التدافع عندما احتشد عدد كبير من الأشخاص الذين كانوا يحاولون الخروج من الموقع في ممر ضيق يشبه النفق، وفقًا لشهود ولقطات مصورة.
الشرطة توضح
وأوردت مصادر مقربة من الشرطة أن عددا من الأشخاص عثروا في الخطى فوق السلالم، وهم بين الحشد، مما أدى إلى سقوط عشرات الأشخاص الآخرين الذين كانوا إلى جانبهم.
وقال اللواء شمعون ليفي، قائد شرطة شمال إسرائيل، إن الإلقاء باللوم على جهازه الأمني غير صائب، لأن ما حدث لم يكن من الممكن تفاديه.
ويأتي نفي الشرطة الإسرائيلية لأي تقصير بينما يوجه اليهود المتشددون انتقادات لما يعتبرونه عجزا من الشرطة عن تأمين النشاط الديني.
وقال ليفي إنه يتحمل كافة المسؤولية بشأن ما وقع في الحفل الديني، مضيفا أن الشرطة كانت قد حضرت كافة السيناريوهات، كما جرى إعطاء الأولوية لسلامة الناس، بدون أي تقصير.
وأشار إلى أن العمل جار في الوقت الحالي من أجل جمع الأدلة بشأن ما وقع في الحفل الديني الذي انتهى بشكل مأساوي.
وتواجه الشرطة انتقادات لأنها قامت بإغلاق أحد الممرات الموجودة في الموقع، وهو الأمر الذي أدى إلى الازدحام والتدافع بحسب البعض.
في غضون ذلك، شهد الاحتفال الأخير حضورا أقل مقارنة بالمواسم التي كانت تقام قبل جائحة كورونا.
وأكدت مصادر مقربة من الشرطة أنها تفقدت المكان قبل أيام من إقامة الحفل الديني من أجل الوقوف على جوانب السلامة، وأضافت أنه عندما يعثر شخص ما على السلم فإن ذلك لا يقع ضمن مسؤولية الشرطة.