أطلقت تصريحات مثيرة للجدل، جاءت على لسان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، مجددا تساؤلات عدة بشأن حقائق حسابات القوة في إيران، وذلك بصرف النظر عن أي نفي "رسمي" للتصريحات المسربة.
وكان يفترض أن تُنشر هذه التصريحات بعد انتهاء ولاية الحكومة الإيرانية الحالية، بحسب ما تردد عن اتفاق وزير الخارجية الإيراني، مع الجهة المحاورة له، لكن خبايا عدة في العلاقة بين رأس الدبلوماسية الإيرانية والحرس الثوري، تجاوزت الاتفاق في الوقت الحساس، وتسربت في تسجيل صوتي حصلت عليه قناة إيرانية معارضة.
في الحديث المسرب، بدا ظريف مستاء جدا مما وصفه بالتدخل الواسع لقائد فيلق القدس السابق، قاسم سليماني، في الشأن الدبلوماسي الإيراني.
وقال إنه في كل مرة تقريباً كان يذهب فيها للتفاوض، كان سليماني يفرض شروطه ويوجه بأن تُأخذ نقاط بعينها في الاعتبار.
وأقر ظريف بأنه ضحى بالدبلوماسية كثيرا لصالح "ساحة المعركة"، مضيفا أنه لم يتمكن يوما من إقناع سليماني بطلباته، وضرب مثلا حين طلب منه عدم استخدام الطيران المدني في سوريا، ليرفض الرجل، وفق التسريب.
واسترسل ظريف في حديثه عن نفوذ سليماني وقال، وفق التسجيل، إن وزير الخارجية الأميركي الأسبق جون كيري حذره من أن رحلات شركة الطيران الوطنية الإيرانية زادت إلى سوريا ستة أضعاف منذ رفع العقوبات الأميركية عليها.
أما في تعليقه بشأن تقديم استقالته بعد زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى إيران قبل نحو أربعة أعوام، فقال ظريف إنه رتب للزيارة مع سليماني، ولكن عندما حضر ضيف إيران السوري لم يكن هو على علم بذلك.
وفي جزء من التسجيل الصوتي، قال ظريف إنه بعد الانتهاء من وضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق النووي، في 2015 ، وحتى يوم تنفيذه، وقعت أحداث ضد الصفقة بدأت بسفر سليماني إلى موسكو دون التنسيق مع الخارجية، وانتهت باحتجاز سفينة أميركية، والهجوم على السفارة السعودية في طهران.
من جانبها نفت وزارة الخارجية الإيرانية صحة التسريب، وقالت إنه مجتزأ، لكن نفيها لا يحجب في كل الأحوال ما يبدو من حجم الانقسامات التي تعصف بأركان النظام الإيراني.