أعلنت قوات الأمن في تونس، يوم الثلاثاء، كشف خلية تكفيرية وإحباط مخطط إرهابي وشيك كان يستهدف أحد المقرات الأمنية بمحافظة صفاقس جنوبي البلاد.

وجاء في بلاغ لوزارة الداخلية، أنه بعد التحقيق مع عناصر الخلية الإرهابية الموقوفين تبين تلقي متزعمها لدروس معمقة في كيفية صنع وإعداد المواد المتفجرة وإجراء تجارب في الغرض والشروع في القيام بالأعمال التحضيرية لتنفيذ عملية نوعية، يتبناها لاحقا تنظيم "داعش".

وأورد المصدر، أن التعجيل بإيقاف المتزعم المتشدد ومشاركيه في الوقت المناسب حال دون تنفيذ المخطط الإرهابي.

وكانت الاستخبارات التونسية قد حذرت منذ أيام من مخططات إرهابية تستهدف شخصيات عامة ومقار سيادية، وفقا ما نقلته وسائل إعلام محلية عن مصادر أمنية.

في غضون ذلك، حذر خبراء أمنيون من أن الخطر الإرهابي ما زال موجودا في تونس، خاصة وأن التنظيمات المتطرفة تعتبر رمضان "شهر الجهاد" ولذلك تنشط فيه العمليات الإرهابية والتهديدات الأمنية.

وسبق لهذه التنظيمات المتطرفة أن نفذت عددا من جرائمها في تونس خلال شهر رمضان، في الأعوام 2013 و2014 و2015، ومنها استهداف عدد من الأمنيين والعسكريين واغتيال النائب محمد البراهمي، وقتل سياح في هجوم على فندق بمحافظة سوسة وسط البلاد في عام 2015.

أخبار ذات صلة

الرئيس التونسي يواصل هجومه على الحكومة وحركة النهضة
السيسي وسعيد.. تطابق بشأن مكافحة الإرهاب والتطرف
هل تطوي زيارة قيس سعيد إلى ليبيا صفحة "تدخلات الإخوان"؟
الغضب مستمر بعد واقعة مطار تونس.. ودعوات لمحاسبة أذرع النهضة

 تهديدات متنامية

و في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، أكد كاتب عام نقابة الأمن الداخلي، طارق الرياحي، تصاعد التهديدات الإرهابية خلال شهر رمضان ،فهو من الأوقات التي يعتبرها الإرهابيون مناسبة لارتكاب جرائمهم.

وقال "إن الوحدات الأمنية في جاهزية ويقظة وتأهب لحماية عدد من الأماكن والمنشآت السياحية التي قد تكون مستهدفة أو "الشخصيات السياسية التي نحرص على توفير الحماية الأمنية لها بمعزل عن التجاذبات السياسية".

وفي سياق ذلك، أفاد النائب البرلماني، منجي الرحوي، في تدوينة على حسابه في فيسبوك تلقّيه تحذيرات من وزارة الدّاخليّة بوجود ''تهديدات جدّية تهم سلامته الجسديّة''.

وأكد الرحوي ''تم إعلامي من طرف الجهات الأمنية بوجود تهديدات جدية على سلامتي الجسدية وذلك بعد تلقيهم ما يفيد وجود عملية ترصّد دقيقة لتحركاتي في مدينة جندوبة من قبل مجموعات إرهابية''.
واعتذر الرحوي في تدوينته على عدم مواصلة التزاماته المبرمجة سابقا وخاصة في محافظة جندوبة شمال غربي البلاد، نظرا لتوصيات قوات الأمن لتشديد الحراسة الشخصية والحد من تنقلاته حاليا.

وبدورها، وجهت رئيسة الحزب الدستوري الحر، المحامية عبير موسي، نداء للرأي العام تحدثت فيه عن تورط حركة النهضة في تسهيل عملية تصفيتها بمنع المرافقة الأمنية عنها داخل البرلمان.

وقالت موسي في فيديو نشرته على صفحتها الرسمية "إن هناك معطيات مثبتة تفيد بوجود تهديدات جدية باغتيالها في إطار مخططات إرهابية".

وكان النائب بالبرلمان، خالد قسومة، قد تحدث في تدوينة له عن تنامي التهديدات الإرهابية تجاه عد من النواب و دعا إلى ضرورة الاستباق لأي خطر قد يهدد رئيسة كتلة الحزب الدستوري الحر عبير موسي وتوفير الحماية لها لأن التهديدات تبدو جدية.

أخبار ذات صلة

"قصة عبد السلام" تشعل تونس.. بكشف أسرار التنظيم السري للنهضة
تونس.. عملية استباقية لتحييد قيادي في تنظيم "أجناد الخلافة"

الإخوان في دائرة الاتهام

و اعتبر نائب رئيس لجنة تنظيم الإدارة و شؤون القوات الحاملة لسلاح بالبرلمان، علي بن عون، في تصريح للموقع، أن التاريخ يعيد نفسه في تونس، فكلما اشتد الخناق على الإسلام السياسي يتم الالتجاء للعنف وتنشط الجماعات الإرهابية لتقويض الأمن.

وقال النائب إن كل من يخالف جماعة الإسلام السياسي في الرأي يصبح هدفا للإرهابين وهي أساليب للضغط ولإجبار الشعب على قبول معطيات لا يقبلها في الحالة العادية.

وذكر النائب علي بن عون في هذا الصدد بتصريحات نائب حركة النهضة، نور الدين البحيري، الذي قال في وقت سابق، إن لديهم مئة ألف انتحاري في مواجهة مئة ألف أمني في البلاد، وبملف الجهاز السري لحركة النهضة الذي لم يمط عنه اللثام بعد وما زال ينشط في تونس، و بتسريبات سابقة لراشد الغنوشي قال فيها إن الأمن والجيش في تونس غير مضمون بالنسبة لحركة النهضة.

ودعا النائب إلى أخذ التهديدات بالتصفية التي تصل عدد من النواب على محمل الجد، متوقعا أن يتأزم الوضع الأمني أكثر في البلاد بعد تصريحات رئيس الجمهورية قيس سعيد بخصوص صلاحياته في الإشراف على القوات المسلحة العسكرية والمدنية .

تونس.. لجنة مكافحة الإرهاب تدرس التهديدات على الأمن القومي

 من جهته، قال الخبير الأمني علي زرمديني في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن الإرهاب اليوم بات حقيقة قائمة في تونس لا يجب إنكارها، و إن الوضع السياسي المتردي والخلافات التي وصلت إلى أعلى مستوى، مما يؤثر على المناخ الأمني ويغذي التهديد الإرهابي رغم جهود و تمساك الوحدات الأمنية.

وأضاف أن الواقع السياسي قد يفتح الباب أمام الجماعات الإرهابية لتأتي بأفعال إجرامية وفق التهديدات التي تعلن عنها وزارة الداخلية وتستهدف أطراف سياسية تعادي الإسلام السياسي، كما تبدو أن هناك نية لضرب المصالح الخارجية في تونس وخصوصا المتعلقة بدول غربية وخليجية يعتبرونها مناهضة للإسلام السياسي.

واعتبر الخبير الأمني أن "الإرهاب يعيش بيننا في الأحياء والمدن والجبال ويتغذى من دائرة إقليمية معقدة وتشهد اضطرابات في إشارة الوضع الأمني الهش في ليبيا".