طرح تنظيم الإخوان الذي يعاني تضييقا غير مسبوق في تركيا بسبب إجراءات التقارب بين القاهرة وأنقرة، عدة دعوات عبر وسائل مختلفة لفتح أي قنوات للاتصال مع الجانب المصري، وهو ما يعكس حالة الفشل الذريع التي يعيشها التنظيم.

فالجماعة التي تدور في حلقات متصلة من الفشل، لم تنجح، وفق مراقبين، في اختيار الوقت المناسب لتلك الدعوات والتي وجدت لها مساحة على تطبيق كلوب هاوس الصوتي، لكنها لم تجد أي صدى.

وتزامنت رسائل الصلح الإخوانية مع حالة من الغضب يعيشها المصريون ضد الجماعة بسبب إعادة عرض مشاهد من عملياتهم الإرهابية التي نفذوها في مصر في سياق العمل الدرامي التوثيقي "الاختيار2".

وكان المرشد العام للتنظيم إبراهيم منير قد طالب تركيا بالتوسط للمصالحة بين الجماعة والدولة المصرية في حال نجح التقارب، وذلك في لقاء مع إحدى القنوات أعقب الإعلان التركي عن بدء إجراءات التفاهم مع مصر، لكن الدعوة تم تجاهلها من الجانبيين بينما استقبلها المصريون بالغضب والسخرية معبرين عن رفضهم القاطع لأي تصالح مع التنظيم.

مراوغة سياسية بعد فشل العمليات الإرهابية

ويقول النائب طارق الخولي، عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب المصري عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، إن المصريين يرفضون تماما هذه الدعوات التي تخرج من وقت لآخر، لما يسمى مصالحة مع التنظيم" يطلقها أعضاء الإخوان أو بعض الشخصيات المتحالفة معهم، موضحًا أن الحديث حول هذا الأمر يستهدف إعادة الإخوان للمشهد السياسي من جديد بعد أن فشلت محاولة الجماعة لترهيب المجتمع بتنفيذ العمليات العدائية ضد مؤسسات الدولة المصرية وكذلك استهداف عدد كبير من الشخصيات العامة ورجال الأمن والقضاء والسياسيين والإعلاميين، عقب إسقاط الجماعة عن الحكم في عام 2013، والتي عبرت عنها تصريحات قيادات التنظيم، عندما قالوا "إما أن نحكم مصر أو نحرق مصر".

ويوضح الخولي لـ"سكاي نيوز عربية" أن تلك الدعوات ليست سوى "محاولة فاشلة"، من جانب التنظيم الإرهابي الذي نفذ عمليات اغتيالات استهدفت جميع المصريين، وحرق 70 كنيسة في يوم واحد من إجل ترهيب المصريين وإجبارهم على قبول حكم التنظيم للبلاد، وكذلك العمليات الإرهابية التي اجتاحت مصر شرقا وغربا، مؤكدًا أن الدولة المصرية نجحت في دحر هذه المخطات ومواجهة الإرهاب والتصدي له، ما دفع الإخوان للبحث عن سبل جديدة للعودة إلى المشهد السياسي.

ويصف الخولي دعوات التنظيم بأنها "بائسة وفاشلة وكاذبة" ومحاولة للعودة إلى المشهد السياسي من باب آخر بعدما فشل الإرهاب في تأدية هذه المهمة، مؤكدا أن الشعب المصري لن ينسى أنه وضع في مرمى نيران الإرهاب ودفع ثمن ذلك من أرواح أبنائه، دون أي ذنب سوى خروج المصريين للتظاهر ضد حكم الجماعة في 30 يونيو.

وأكد الخولي أن جموع المصريين يرفضون أي مصالحة مع تنظيم الإخوان الإرهابي، كما يرفضون عودته للمشهد السياسي لأنه مصنف إرهابي بحكم القضاء وبسبب ضلوعه في تنفيذ عمليات إرهابية داخل البلاد، مشيرا إلى أن الجماعة هي نشاز داخل المجتمع المصري الذي لم يعرف يوما التفرقه بين أبنائه على أساس طائفي أو عرقي. 

أخبار ذات صلة

"الاختيار2" يوثق لحظات مخيفة عاشتها مصر.. وقصة أم المتطرفين
سقت الضابط "ماء نار".. من هي سامية شنن "سفاحة كرداسة"؟

المصريون يريدون القصاص وليس المصالحة

وتؤكد النائبة المصرية أميرة العادلي، على ضرورة التفريق بين الاختلاف السياسي والإرهاب قبل أن نتحدث عن المصالحة، فهناك فرق بين المعارضة وبين التحريض والإرهاب.

وتؤكد العادلي في تصريح لـ"سكاي نيوز عربية" أن مصر لن تسامح أبدا من حرضوا ونفذوا عليات لقتل أبنائها واستقوا بالخارج على أوطانهم، وكذلك الشعب المصري الذي يعيش حربا على الإرهاب من سنوات بل أنه يريد المحاسبة والقصاص لدماء شهدائه، مشيرة إلى أن تنظيم الإخوان لا يعترف بالوطن ولا ينتمي إلا لأجندته التي يسعى لتنفيذها بكافة الطرق.

وأوضحت أن "المصريين يروا هذه الجماعة المارقة وقياداتها قتلة ويدهم ملوثة بدماء المصريين، تلك الجماعة رفضت إرادة المصريين وحاولت الانقضاض على مقدرات وهوية الوطن وحين فشلت، استباحت دماء المصريين وحرضت على قتلهم وباعت الوطن مقابل حفنة دولارات لأعدائه والآن حين جفت المنابع تتحدث عن المصالحة، الإخوان جماعة إرهابية على المستوي الشعبي وبحكم القانون، كل من قتل وحرض و ساهم في قتل المصريين، ونشر وبث الشائعات لإسقاط الدولة المصرية يستحق المحاسبة لا الحديث عن المصالحة".