منحت زيارة الرئيس التونسي، قيس سعيّد، إلى مصر، قبل أيام، زخما جديدا على صعيد استطلاعات الرأي، التي أظهرت تقدم زعيمة الحزب الدستوري الحر، عبير موسي.
واعتبر محللون تونسيون أن الزيارة التي تمت قبل أيام، مثلت ردا قويا على تنظيم الإخوان الذي يسعى منذ سنوات لتعكير صفو العلاقات بين البلدين.
وقالوا إن تصريحات سعيّد من القاهرة بأنه سيعمل مع نظيره المصري، عبد الفتاح السيسي، "على مكافحة الحركات الإرهابية غير المؤمنة بالدولة، خطوة جريئة وتحولا في خطابه في وجه خصومه في الداخل من حركة النهضة الإخوانية وحلفائه".
وأروا أن خطاب الرئيس التونسي بات أكثر وضوحا في كشف ممارساتهم ومعاداتهم للدولة المدنية.
وفي المقابل، أثارت زيارة قيس سعيّد موجة غضب وانتقادات بين صفوف حركة النهضة الإخوانية.
سعيّد أولا
ومع ذلك، نال سعيّد بالمرتبة الأولى في استطلاع أجرته في أبريل احالي مؤسسة "سيغما كونساي" لسبر الآراء.
وكان الاستطلاع يسأل التونسيين عن الشخص الذي سيختارونه لمنصب الرئيس.
وجاء سعيّد في المرتبة الأولى بنسبة 45.2 بالمئة من أصوات المشاركين، وتلته رئيسه الحزب الدستوري الحر عبير موسي بنسبة 14.5 في المئة.
وواصل الحزب المعارض بقيادة عبير موسي التقدم في استطلاعات الرأي المعنية بالانتخابات التشريعية، بعد كسبه ثقة نسب هامة من التونسيين بطرحه خطابا بديلا يركز على تعرية الواقع الاقتصادي و الاجتماعي الصعب بعد عشر سنوات من حكم النهضة و حلفائها.
تقدم مستمر للدستوري الحر
وبينت استطلاعات شهر أبريل حصول الحزب الدستوري الحر في نوايا التصويت بالنسبة للانتخابات التشريعية على 38.5 بالمئة متقدما ب 18 نقطة على حركة النهضة التي حظيت ب 20.4 بالمئة من أصوات المستجوبين فقط.
ويعطي الناخب التونسي حسب أرقام "سيغما كونساي" بشكل مستقر ثقته للحزب المعارض الدستوري الحر منذ أشهر .
وقال النائب عن الحزب الدستوري الحر، كريم كريفة، لموقع "سكاي نيوز عربية" إن استطلاعات الرأي ليست مؤشرا يعتمده الحزب ليستشعر تقدمه.
وأضاف أنه يعوّل على نبض الشارع خلال الاجتماعات العامة والندوات التي ينظمها الحزب، حيث لمسوا اهتمام الناس ودعمهم للحزب وميلهم لما يطرحه في برنامجه الإصلاحي البديل، الذي يرتكز على معارضة صريحة للإسلام السياسي وطرح حلول لكل ما يهم المواطن من إشكاليات معيشية.
مصداقية الحزب
وأضاف كريفة أن ثقة التونسيين في الدستوري الحر تأتي لما أبداه من مصداقية في التعامل مع وعوده التي قدمها قبل انتخابات 2019 .
ورغم أنه حزب معارض لم يتخلف عن تقديم رؤية إصلاحية لرئيس الحكومة هشام المشيشي الذي لم يعرها اهتماما حتى اليوم.
وأضاف كريفة أن الأرقام التي تثبت اليوم تقدم الدستوري الحر في الاستطاعات هي مهمة للعامة، ولكن بالنسبة لأبناء الحزب فهم حريصون بشكل دوري على تقييم أدائهم على ضوء تفاعل المواطنين و انتقاداتهم،
وأكد أن خطابهم تجاه التونسيون واضح لا يتغير، قائم على أساس إنقاذ تونس و عدم التعامل مع الإسلام السياسي ،وهو ما ينقص الكثير من السياسين في البلاد.
استقطاب مقلق
من جهة أخرى، علق المحلل السياسي وأستاذ القانون الدستوري، رابح الخرايفي، بأن ما تفرزه استطلاعات الرأي اليوم هو نوع من الاستقطاب الثنائي بين حزبي النهضة والدستور ي الحر شبيه بما عرفته البلاد في 2012 بين نداء تونس للراحل الباجي قايد السبسي والنهضة.
وأضاف الخرايفي في تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية" أن الأرقام تؤشر أيضا على عزوف نسبة هامة من المواطنين عن المشاركة في الإنتخابات في حال تنظيمها في وقت قريب ما يعكس خيبة أمل لدى التونسين من الطبقة السياسية و الحياة السياسية.
وعلق المحلل والأكاديمي، فريد العليبي، بأن اصطفاف التونسيين في الاستطلاع إلى جانب الحزب الدستوري الحر تعكس أنهم ينظرون بعين الغضب لحكومة هشام المشيشي ومن خلفها الترويكا المكونة لحزامه السياسي.
أسباب تقدم الدستوري الحر
وبخصوص أسباب تقدم الدستوري الحر الحزب المعارض، يرى العليبي إلى أن الحزب يحظى بالشخصية القوية التي تظهر بها رئيسته عبير موسي داخل البرلمان وتأكيدها المستمر على موقفها الرافض لإسلام السياسي وحكم الإخوان.
وقال إن موسي لا تقبل مساومة في ذلك قياسا مع الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي، عندما وقع صفقة تاريخيه مع حركة النهضة أفقدته الكثير من أنصاره و من المصداقية أمام التونسيين.