"الزيارة ستحمل رسائل سياسية كبيرة إلى الداخل التونسي" ، هذا ما أكده دبلوماسيان سابقان تعليقا على زيارة الرئيس التونسي قيس سعيد، ، ضريح الزعيم المصري الراحل جمال عبدالناصر، وتدوينه بدفتر الزيارات كلمات مؤثرة عن "عبد الناصر" ومواقفه "التي لا ينساها التونسيون".

ووفقا للرئاسة التونسية، عبر صفحتها الرسمية على موقع فيسبوك، زار الرئيس قيس سعيد، السبت، أضرحة الرئيسين الراحلين جمال عبد الناصر وأنور السادات والجندي المجهول،  وتلا الفاتحة ترحما على أرواحهم الطاهرة.

وافردت الرئاسة التونسية عبر صفحتها الرسمية مجموعة صور من زيارة الرئيس التونسي لضريح الزعيم الراحل جمال عبد الناصر.

وكان في استقبال الرئيس التونسي، نجل الزعيم الراحل عبد الحكيم عبد الناصر.

موسيقى ياسر عبد الرحمن.. والنغم المحفور في الذاكرة

وبدا لافتا، حرص الرئيس قيس سعيد على تدوين كلمات مؤثرة في دفتر زيارات ضريح الزعيم الراحل عبد الناصر؛ للتعبير عن إعجابه بـ"عبد الناصر"، وبمواقفه الحاضرة في أذهان التونسيين.

تداعيات سياسية في الداخل

وحملت زيارة الرئيس التونسي ضريح الزعيم الراحل جمال عبد الناصر رمزية ودلالات سياسية عديدة .

وقال السفير حسين هريدي مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق في حديث خاص لـ"سكاي نيوز عربية" : إن الزيارة سيكون لها أصداء وانعكاسات كبيرة في الداخل التونسي؛ لأنها تعكس بوضوح التوجه القومي والوطني للقيادة السياسية الحالية في تونس".

وأكد هريدي أن "زيارة الرئيس قيس سعيد تعبر عن الوجه الحقيقي والقومي والوطني لتونس، المتمثل في إعلاء قيمة الوطن فوق أي انتماء سياسي أو طائفي".

أخبار ذات صلة

الرئيس التونسي يزور ضريحي جمال عبد الناصر وأنور السادات

 

أخبار ذات صلة

كيف يستفيد الليبيون من التوافق المصري التونسي؟

وأردف: "نقدر اللافتة الكريمة والاستثنائية، من الرئيس التونسي، والتي يعبر من خلالها عن مشاعر الشعب الشقيق إزاء مصر والزعيم الراحل عبد الناصر".

رسالة سياسية للداخل

ومن جهته، قال السفير محمد العرابي وزير الخارجية المصري الأسبق أن زيارة الرئيس لضريح الرئيس الراحل عبد الناصر رسالة للداخل التونسي.

وأوضح العرابي في حديث لـ"سكاي نيوز عربية": زيارة الرئيس التونسي للضريح لم تكن مجرد زيارة عادية، وإنما أظهر قدرا كبيرا من التقدير للزعيم الراحل، وهو ما يعد رسالة سياسية للداخل لاسيما حركة النهضة الإخوانية.

وأشار العرابي إلى أن جميع الشواهد تدل على أن جماعة الإخوان بدأت في الانحسار السياسي التدريجي سواء في تونس أو تركيا بعد تلقيها العديد من الضربات الموجعة.

ورأى وزير الخارجية الأسبق أن زيارة الرئيس التونسي بشكل عام تعتبر نقطة انطلاقة هامة للعلاقات المصرية التونسية، وستصب أيضا في صالح ليبيا.

ودون الرئيس قيس سعيد" في سجل الزيارات،  ما نصه: "بسم الله الرحمن الرحيم.. وقفت اليوم أمام ضريح الزعيم جمال عبد الناصر ترحما على روحه الطاهرة ومتذكرا مواقفه ومناقبه".

وأردف: "كنا في تونس نتابع خطبه، ولا زالت العديد من مواقفه إلى حد اليوم حاضرة في أذهان الكثيرين.. رحمه الله رحمة واسعة وألحقه بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.. رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيد".

 6 عقود

ومر ما يزيد عن ستة عقود منذ قرار مجلس قيادة الثورة في مصر عام 1954 بحل جماعة الإخوان.

وسعى الزعيم الراحل عبد الناصر إلى إقصاء جماعة الإخوان في مصر بعد انكشاف مؤامراتها، وسلسلة الاغتيالات السياسية والأعمال الإرهابية التي نفذها جناحها العسكري "التنظيم السري".

وعقب مباحثات ثنائية بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره التونسي قيس سعيد في القاهرة، السبت، جرى الاتفاق على ملفات عدة أهمها مكافحة الإرهاب والتطرف.

سعيد يهدد بفضح جهات تكتنز الأموال على "حساب الشعب"

 

قيس سعيد يرد قانون المحكمة الدستورية إلى البرلمان التونسي

وأكد الرئيسان على تطابق وجهات النظر بشأن قضايا إقليمية ودولية ذات اهتمام مشترك وفي مقدمتها الملف الليبي والقضية الفلسطينية ومكافحة الإرهاب والتطرف.

وخلال جلسة المباحثات، اتفق السيسي وسعيد على ضرورة التسريع بعقد الاستحقاقات الثنائية، وفي مقدمتها اللجنة العليا المشتركة ولجنة التشاور السياسي لصياغة رؤى جديدة للعلاقات الثنائية بفكر جديد، وتنويع مجالات التعاون وتطويرها لا سيما على المستويين التجاري والاستثماري، فضلا عن إعلان اعتماد عام 2021-2022 سنة الثقافة التونسية المصرية.