أحبطت السلطات اليونانية، محاولة تسعة لاجئين سوريين حاولوا الوصول عبر مطار اليونان إلى النمسا منتحلين شخصيات فريق رياضي ومتنكرين بزي فريق لكرة الطائرة وبحوزتهم جوازات سفر مزورة، في ثالث واقعة من نوعها خلال السنوات الثلاث الأخيرة.
وأفادت الشرطة اليونانية، أن الاشخاص التسعة قالوا إنهم بصدد حضور مباراة رياضية مهمة في النمسا، إلا أن موظفي المطار اكتشفوا زيف أوراقهم الثبوتية.
ووسط استمرار الأوضاع الإنسانية المزرية التي تعاني منها سوريا، يغامر السوريون بحياتهم للجوء إلى الضفة الأوربية بحثاً عن الأمن ورغد العيش، لكنهم يصطدمون بالطرق المسدودة أمامهم، ويخشون الرجوع الى الديار ولا توجد أي سبل للعيش.
ويضطر السوريون إلى ركوب المغامرة أملا في الحصول على فرصة حياة جديدة، فينتحلون صفة لاعبين وصحفيين وفنانين.
ويروي اللاجئ دلدار محمد علي الذي يعيش اليوم في ألمانيا، قصته عن الهروب من مدينته عفرين، عندما دخلتها الفصائل السورية المدعومة من الحكومة التركية لسكاي نيوز عربية.
قراصنة البحر
عبر قوارب الموت المطاطية، حاول دلدار الوصول للسواحل اليونانية عبر تركيا ونجح في الوصول بعد ثلاث محاولات فاشلة، وفي كل مرة كان يدفع مبلغ ألف دولار للمهرب الذي يلوذ بالفرار وتعرض كغيره من اللاجئين لابتزاز شبكات تهريب البشر أو الخطف والقتل أو الغرق في مياه البحر بعد تحميل القوارب المطاطية أكثر من طاقتها في استيعاب الراكبين واحتمال غرقها في أي لحظة ناهيك عن قراصنة البحر الذين يهددون المغامرين.
ويقول محمد "كنا 55 شخصاً، بيننا عائلات وأطفال ركبنا قارباً مطاطيا وتولى أحدهم القيادة باتجاه الجزر اليونانية التي أرشدنا إليها المهرب بأصبعه ورفض الركوب معنا وبعد اجتيازنا المياه الاقليمية كنا نشاهد القوارب تغرق وسط البحر والناس يموتون وأطفال يطفون على سطح الماء.
وأضاف "قبل اقترابنا من الجزر اليونانية، اقترب منا قارب مسرع بداخله أشخاص مسلحون حدثونا بلغة كانت قريبة من الإنجليزية وهددونا بالمسدسات وأزالوا محرك القارب وربطوا قاربنا بسفينتهم وتوجهوا بنا مرة أخرى الى المياه الإقليمية التركية، ثم أحدثوا ثقبا في قاربنا المطاطي بآلة حادة وغادروا وتركونا لمصيرنا المخيف".
وأردف "بقينا عدة ساعات في البحر حتى أنقذتنا خفر السواحل التركية مرة أخرى وأعادونا إلى اسطنبول بعد ان تعرضنا للضرب والشتائم من قبلهم لكن عدنا وغامرنا للمرة الاخيرة التي نجحنا الوصول فيها الى اليونان ومنها إلى ألمانيا ".
تسليم السوريين للتنظيمات الإرهابية
يقول مدير منظمة عفرين لحقوق الانسان الناشطة في الشمال السوري، إبراهيم شيخو "إنهم وثقوا أسماء العديد من الاكراد السوريين ممن أعادتهم اليونان إلى تركيا التي اعتقلتهم مع أسرهم، وبعض أطفالهم رضع، وهي بدورها سلمتهم للفصائل الإرهابية التي تدعمها في سوريا.
وقال لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن تلك الفصائل المتشددة تمارس انتهاكات جسيمة بحق المحتجزين في سجونها وغالبا ما تطلب فدى مالية من عائلات الضحايا تصل لآلاف الدولارات مقابل الإفراج عنهم لكنها تبتز ذويهم لأكثر من مرة وغالباً ما تنتهي القضية بقتل المختطفين.
وأضاف " قبل ستة أشهر، أرجعت سلطات أثينا مهندسا ينحدر من عفرين مع أطفاله الصغار وزوجته إلى تركيا التي سجنته مع أطفاله وزوجته ونتحفظ على ذكر اسمه وأسماء آخرين مثله حفاظاً على حياة من بقي من عائلاتهم في عفرين وإلى اليوم ما زال مصيره مجهولاً والمعلومات تتحدث عن تسليمهم لمسلحي جبهة النصرة في إدلب".
وكان محمد 23 عاماً، المنحدر من عفرين من الضحايا الذين لقوا الحتف بعد إعادته لتركيا التي سلمته بدورها لـ"جبهة النصرة" بإدلب.
ويقول عارف حسين، عم الضحية، إن السلطات التركية اتهمت ابن شقيقه بالتعامل مع الإدارة الكردية وبالإرهاب وسلمته في شهر يونيو 2019 لمسلحي "جبهة النصرة" في إدلب عبر المنفذ الحدودي لـ"باب الهوى".
وقال لـ"سكاي نيوز عربية"، " عذبته الجبهة وجلدته ب 300 جلدة وطالبتنا بفدية مالية لمرتين وصلت لمبلغ 6 آلاف دولار مقابل الإفراج عنه وأرسلنا مبلغ الفدية، لكنهم قتلوه وقبل قتله أجبروه على التحدث إلى شقيقه وأخبرهم أنه في حكم بالموت وبأن "النصرة" ستقتله خلال لحظات وبالفعل أرسلوا لنا صور وفيديو الجريمة عبر تطبيق "واتساب".