يرى مراقبون أن الظروف والتعقيدات الحالية المحيطة بملف مفاوضات سد النهضة ستضغط على الكونغو الديمقراطية، للعمل على استعادة زمام المبادرة وإنجاح الاجتماع الثلاثي لوزراء خارجية السودان واثيوبيا ومصر والذي ينعقد السبت بكنشاسا من خلال الخروج باتفاق على آلية التنسيق.

إلى جانب تبادل المعلومات بين السودان واثيوبيا تمهيدا لوضع المفاوضات في مسارها الصحيح.

يفسر المحلل الصحفي مأمون الباقر الدعوة المفاجأة التي قدمتها رئاسة الاتحاد الأفريقي لاستضافة اجتماع وزراء خارجية البلدان المعنية بالملف بمثابة محاولة إلى إعادة الملف للبيت الأفريقي بعد دعوة السودان في فبراير الماضي وتأييد مصر لتوسيع مظلة التفاوض تحت رعاية لجنة رباعية، تضم إلى جانب الاتحاد الأفريقي كل من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

ويتوقع الباقر أن تسعى الكونغو الديمقراطية لإنجاح الاجتماع بعد اتهام الاتحاد الافريقي بالفشل في إحداث اختراق في المفاوضات طوال الأشهر الماضية.

ويعتقد أن الاتحاد الأفريقي سيسعى لتهدئة مخاوف دولتي المصب، السودان ومصر، والتأكيد على إمكانية تحقيق التعاون والفوائد التنموية للسد الأثيوبي الذي تبلغ تكلفته 5 مليار دولار وبطاقة تخزينية تقدر بنحو 74 مليار متر مكعب.

تقصير امد التفاوض

وفقا لخبير السدود أبوبكر مصطفى فإن من المتوقع أن يذهب السودان إلى اجتماعات كنشاسا بتكتيك يضمن وقف أي محاولة لإطالة أمد المفاوضات التي استمرت 9 سنوات والخروج برؤية واضحة حول آلية التنسيق مع الجانب الأثيوبي مع بقاء نحو ثلاثة أشهر على بداية الملء الثاني لبحيرة السد والتي يعتقد السودان أنها ستسبب له اضرار كبيرة حال تنفيذها دون اتفاق واضح حول تبادل البيانات.

السيسي: حصة مصر في مياه النيل "خط أحمر"

 وقال مصطفى لموقع "سكاي نيوز عربية" إن موقف السودان التفاوضي يجب أن يركز بشكل أساسي على الدفع نحو اتفاق التنسيق الذي يشكل جوهر المخاوف السودانية في هذه المرحلة.

ويبدي وزير الري السابق عثمان التوم تفاؤلا محدودا بإمكانية التوصل إلى اتفاق بشأن آلية تبادل المعلومات إذ إن إثيوبيا المحت أكثر من مرة بعدم ممانعتها من ذلك خصوصا أن هنالك اتفاق سابق على الملء الثاني بمقدار 13.5 مليار مكعب.

أهمية آلية التنسيق

في ذات السياق، اعتبر عثمان التوم وزير الري السوداني السابق أن إبرام اتفاق حول آلية التنسيق يمكن أن يقلص من الناحية الفنية مخاوف السودان بشرط أن يتضمن برنامج تفصيلي تلتزم من خلاله أثيوبيا على ملء منسق او منتظم بحيث لا يسمح بحجز كميات أكبر في وقت واحد أو مدد زمنية أقصر، ويستكمل الجزء الاقل في المدة المتبقية من الشهرين المحددين.

أخبار ذات صلة

جولة جديدة لسد النهضة.. وزير خارجية مصر يتوجه إلى كنشاسا
رئيسة إثيوبيا: مستعدون للملء الثاني لسد النهضة
سد النهضة.. إثيوبيا تبلغ المبعوث الأميركي بـ"قرارها الحاسم"
إثيوبيا تتحدث عن استئناف مفاوضات سد النهضة قريبا
وزير الري المصري: نواجه تحديا يتعلق بمستوى أمان سد النهضة

 ومن جانبه، يؤكد خبير السدود صادق شرفي حتمية التوصل إلى اتفاق يضمن تطبيق آلية محكمة للتنسيق بين سدي النهضة الاثيوبي والروصيرص السوداني اللذان تفصلهما مسافة لا تزيد عن 100 كيلومتر، مما يعرض السد السوداني لمخاطر كبيرة في حال غياب المعلومات الوقتية.

لكن شرفي يرى أن هنالك إمكانية للوصول إلى هذا الاتفاق خصوصا أن إثيوبيا لم تمانع بشكل واضح على إبرامه وربما تأخرت فيه لأسباب تكتيكية تتعلق بمجمل مسيرة المفاوضات.

وزير الري السوداني يدعو إثيوبيا لقبول الوساطة الرباعية
تحذير مصري شديد اللهجة بشان أزمة سد النهضة

 ويتفق الخبراء الثلاثة على أن إقدام إثيوبيا في الخريف الماضي على تنفيذ الملء الأولي بمقدار 4.9 مليار متر مكعب دون تنسيق مسبق مع السودان أربك حسابات التخزين والانسياب في خزان الروصيرص السوداني مما تسبب في أزمة كبيرة في مياه الشرب والري في المدن والمشروعات السودانية بعد انحسار المياه في بعص الفترات في النيل الازرق ونهر النيل وارتفاعها في الفترة التي تلت اكتمال الملء مما إثر على قدرات وعمل طلمبات الضخ.