قال متحدث باسم الخارجية الأميركية لـ"سكاي نيوز عربية" إن وفدا أميركيا أجرى محادثات مع أطراف ملف سد النهضة اختتم زيارته إلى المنطقة، الأربعاء.
وأضاف المتحدث أن مهمة الوفد تركزت حول الاطلاع على الحقائق، إذ "أجرى محادثات بناءة مع كافة الأطراف المعنية في أديس أبابا والقاهرة والخرطوم وكينشاسا".
وذكر المصدر أن الوفد الأميركي الذي عقد أيضا محادثات مع مسؤولين من الاتحاد الإفريقي، ضم المبعوث الأميركي إلى السودان دونالد بوث، ونائب مساعد وزير الخارجية لشؤون المنظمات الدولية جوناثان مور، ونائبة مساعد وزير الخارجية لشؤون شمال إفريقيا كارين ساسارا، وأشار إلى نهج أميركي متوازن تجاه ملف سد النهضة.
وذكر المتحدث أن "الولايات المتحدة تواصل دعم الجهود التعاونية والبناءة التي تبذلها إثيوبيا ومصر والسودان للتوصل إلى تسوية بشأن سد النهضة".
وأضاف أن واشنطن تدرك أهمية مياه النيل، وتعلم أن السد يشكل قضية رئيسية للدول الثلاث، ولذلك تواصل الدعوة إلى استئناف حوار مثمر.
وتتسارع التصريحات بخصوص سد النهضة خلال الساعات الأخيرة، في نهج مغاير تتخذه الأزمة التي نشبت بين إثيوبيا ومصر والسودان.
ويرى السودان أن إثيوبيا تراوغ"، في ظل تحذيرات شديدة اللهجة أوردتها القاهرة بشأن المساس بحصتها من مياه النيل.
وقالت وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي إن الخرطوم لجأت إلى الآلية الرباعية لأن "إثيوبيا تراوغ لكسب الوقت لإكمال عملية الملء الثاني لسد النهضة".
ولدى استقبالها المبعوث الأميركي الخاص للسودان، دعت الوزيرة واشنطن إلى الدخول بقوة على خط الأزمة ودفع أديس ابابا نحو اتفاق ملزم بعدم الملء دون موافقة الأطراف المعنية.
وهي وجهة النظر التي تتفق معها واشنطن، حسب ما جاء في تصريحات المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأميركية ساميويل وربيرغ، الذي قال إن واشنطن تحث البلدان الثلاثة المعنية بأزمة سد النهضة على الوصول إلى اتفاق بشكل تفاوضي.
وشدد وربيرغ في تصريحات لـ"سكاي نيوز عربية"، على ضرورة ألا تتخذ إثيوبيا أي تصرفات أحادية الجانب في هذه الأزمة.
يأتي هذا فيما تواصل إثيوبيا تدابيرها المتعلقة بملء الثاني للسد، الذي يثير قلق مصر والسودان على حصتيهما من مياه النيل.
وأعلنت أديس أبابا عزمها على بدء عملية الملء الثاني للسد خلال موسم الأمطار المقبلة، وكشفت وكالة أنبائها عن مشروع لإزالة غابات تغطي بحيرة السد بمساحة تصل إلى نحو 4900 هكتار من الأراضي، في خطوة تمهد لعملية الملء الثاني لبحيرة السد.
وعلى الجانب الأخر يقول السفير الإثيوبي في القاهرة إنه سيتم استئناف المفاوضات بشأن السد مع مصر والسودان قريبا، وذلك من أجل التوصل إلى اتفاق مرض برعاية الاتحاد الإفريقي.
وقال إنه لم يتم التواصل مع إثيوبيا رسميا بشأن لجنة الوساطة الرباعية التي اقترحها السودان.
ويأتي الموقفان الإثيوبي والسوداني عقب تحذيرات واضحة من قبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بشأن المساس حصة مصر من مياه النيل.
وترى القاهرة أن المساس بتدفق مياه النيل يعنى "تلاعبا واضحا بمصير شعبها وعبثا بأمنه القومي"، وهو الأمر الذي وصفه الرئيس المصري بأنه خط أحمر.