بدعوة من هيئة اعيان شمال شرق سوريا’ اتفق ممثلون عن قبائل وعشائر عربية وكردية وأيزيدية وسريانية وأشورية تشكيل قضاء عشائري لمتابعة وضبط قضايا السرقة والثأر والسلب وقطع الطرق بالسلاح وتجاوز الخلافات ذات الطابع العشائري بين ابناء المنطقة المتنوعة القوميات والطوائف والتي تضر بمصلحة ابناء الجزيرة السورية.
ووقع ممثلون عن 18 عشيرة سورية الثلاثاء على مضبطة احتوت على ثلاثة بنود اتفقوا على الالتزام بها تخص قضايا القتل والسرقة وعادات العزاء.
ونجحت هيئة الأعيان بعقد الصلح بين عشيرتين عربيتين عن نزاع عشائري دام لعشرات السنين بين عشيرتي الجحيش والعلي من الجبور بالحسكة.
وقالت هيئة الاعيان على صفحتها الخاصة على الفيس بوك تابعته سكاي نيوز عربية إن الصلح عقد بمنزل الشيخ فواز الزوبع الملحم عضو هيئة الاعيان في الحسكة ووجهاء وشيوخ الحسكة.
ثلاثة بنود
وتحدث حكم خلو عضو هيئة الاعيان لشمال شرق سوريا لسكاي نيوز عربية عن بنود اتفاق المضبطة أو ما يعرف بالقضاء العشائري تضمنت وفق ما ذكر: "حالات القتل التي يمنع شرطها أهل الضحية التعدي وسلب ما يخص عائلة القاتل من أراضي وعقارات واملاك واجبار من يضع يده على املاك القاتل اعادتها بعد تغريمه وتسليم القاتل للقضاء لينال حكمه قانونياً".
وأشار خلو الى البند الثاني للاتفاقية حول مقتل السارق، فيسقط حق العشيرة بأخذ الثأر له ولا يدفع ديته من أحد بعد اثبات البينة، وأضاف: "وفيما يخص البند الثالث، المجتمعون اتفقوا على اعفاء ذوي المتوفى في حالات الوفاة والعزاء وتحديد ساعات تقديم واجب العزاء من العاشرة صباحا ولغاية الواحدة ظهرا ومن العصر الى العشاء".
المضبطة قضاء عشائري
وقال الشيخ فواز الزوبع الملحم، لسكاي نيوز عربية، إن المضبطة عرف قديم نظم قوانين العشائر فيما يخص قيمة الدية المادية واختلافها من عشيرة لأخرى والغاء او تعديل بعد العادات المتوارثة كعادة الغاء تقديم الطعام في العزاء والاعراس وعادة (الحيار) وتوزيع مخصصات الماء والمراعي.
وأضاف: "طرأت تعديلات على المضافات العشائرية في منطقة الجزيرة فيما يخص قضية الثأر أو ما يعرف بالمطلوب بالدم هو إلغاء الحد من اقارب القاتل حتى الجد الخامس الذي يعرف بـ"قضاب العصا" وعدل الى ما سمي بعائلة القاتل من الاب والابناء ويعرف بحد "الآكلين في الصحن".
يقول جاسم الذي رفض الكشف عن اسمه الأخير لسكاي نيوز عربية عن مقتل شقيقه قبل أحد عشر عاماً في دمشق بعد اختفائه ليومين: "خطف شقيقي من قبل مجهولين وبعد يومين أخبرتنا الشرطة عن عثورها على جثته ملقاة في مكان لتجميع النفايات بريف دمشق وقد اقتلعت عينه اليمنى ولم نكن على دراية ان الجريمة كانت اخذ بالثأر والتي تعود لأكثر من خمسين عاماً حيث قتل جدي أحد أبناء عشيرة الطي فانتقم احفاد المقتول من شقيقي فقتلوه".
الصلح بين العوائل
وقال خلو أن هيئة الاعيان بادرت لعقد الصلح بين العديد من الأسر والعشائر وفضت النزاعات بينهم، وأضاف: "تمكنت الهيئة قبل شهور من فض خلاف نشب بين عائلتين من عشيرتين مختلفتين منذ ثلاث سنوات في بلدة "تل تمر" بعد مقتل أحد أبناء عشيرة النجارة على يد أحد ابناء عشيرة الشرابين، ونظمنا خيمة الصلح الذي حضره شخصيات اجتماعية وممثلين عن العشائر، كما أفضت خلافات اخرى بين مختلف العوائل والقبائل".
ويقول الشيخ فواز ملحم الذي يستقبل يومياُ عشرات حالات الخلافات العشائرية مشيراً الى أن المضبطة العشائرية قد نجحت في الفصل بين العديد من القضايا التي عجز القضاء في حلها.
وتسبب تفاقم الوضع المعيشي بارتفاع حالات القتل والسلب وقطع الطرقات بالأسلحة وخطف المدنيين والمطالبة بفدية مالية للأفراج عنهم وغالبيتهم من ابناء عشائر المنطقة، لا سيما في ريف مدينة الحسكة ودير الزور مما استدعى احياء عادة المضبطة العشائرية كقانون لمحاسبة مرتكبي الجرائم، ومنها جريمة خطف تاجر من ريف الحسكة وقتله ومطالبة ذويه بمبلغ مالي كبير وتبين ان الخاطفين هم من أبناء أحد عشائر المنطقة.