ألقت حادثة جنوح ناقلة الحاويات العملاقة "إيفر غيفن" وإغلاق قناة السويس لأكثر من 6 أيام الضوء على أهمية القناة ودورها في الاقتصاد العالمي وحركة التجارة والملاحة العالمية.
تعد قناة السويس أقصر طريق يربط بين الشرق والغرب، وذلك بسبب موقعها الجغرافي، إذ تصل بين البحر المتوسط عند بورسعيد والبحر الأحمر عند السويس، الأمر الذي يضفي على الموقع طابعا من الأهمية الخاصة للعالم ومصر.
وتحتفل قناة السويس، التي تعد شريان الاقتصاد العالمي الحيوي والاستراتيجي، هذا العام بمرور 152 عاما على افتتاحها.
ومرت القناة، منذ افتتاحها عام 1869، بسلسلة من الأحداث البارزة والتحسينات التي جعلتها شريان التجارة العالمية، حيث يمر خلالها 10 % من إمدادات النفط العالمية ونحو 12 % من حركة التجارة العالمية، بالإضافة إلى نحو 30 % من حركة سفن الحاويات العالمية.
ظهرت فكرة قناة السويس لأول مرة في العام 1798 عندما اكتشف نابليون بقايا قناة قديمة، لكنه أهمل مشروع إنشائها بعدما خلص نتائج دراسة أولية إلى اعتقاد خاطئ بأن مستوى البحر الأحمر أعلى من البحر المتوسط بنحو 10 أمتار.
في العام 1859، بدأ العمل في مشروع القناة الذي تبناه المهندس والدبلوماسي الفرنسي فيردناند ديليسبس.
وعمل حوالي 1.5 مليون عامل مصري في المشروع، الذي استغرق الحفر فيه وتجهيزه 10 سنوات، وبلغت التكلفة البشرية له حوالي 120 ألف عامل قضوا في المشروع.
وتم افتتاح القناة في نوفمبر 1869، وسط احتفالات ضخمة بمشاركة ديليسبس والخديوي إسماعيل، الذي يعد المؤسس الثاني لمصر الحديثة.
وسيطرت فرنسا وإنجلترا على القناة حتى تأميمها عام 1956 بواسطة الزعيم المصري جمال عبد الناصر، وذلك قبل 12 سنة من النهاية المفترضة لعقد امتياز استغلالها، وأعقب ذلك ما بات يعرف لاحقا بـ"العدوان الثلاثي" وتسبب بإغلاق القناة، ليعاد افتتاحها في العام 1957.
في أعقاب تأميمها، تم تأسيس هيئة قناة السويس في يوليو 1956، وهي الهيئة التي مازالت تدير الممر المائي الحيوي حتى اليوم.
ومنذ افتتاحها، أغلقت قناة السويس عدة مرات، أطولها مدة 8 سنوات في أعقاب حرب يونيو 1967، حتى إعادة افتتاحها في 5 يونيو 1975، أما آخرها فهي جنوح الناقلة "إيفر غيفن".
ويبلغ طول القناة نحو 193 كيلومترا، وقد نفذت مصر عمليات توسيع ضخمة عام 2015، أتاحت مرور السفن الأكبر في العالم عبرها.
وقالت هيئة قناة السويس إن حوالي 19 ألف سفينة - أو 52 في المتوسط يوميا- عبرت القناة خلال 2020، في حين كان هذا الرقم في عام افتتاحها 1869، مجرد 3 سفن فقط.
وتمثل القناة، التي يبلغ طولها 190 كيلومترا وعرضها 205 أمتار، مصدرا أساسيا للعملة الصعبة في مصر، وبلغت عوائدها 5.6 مليار دولار في عام 2020.