قال مستشار الرئيس المصري لشؤون مشروعات قناة السويس والموانئ، مهاب مميش، يوم الأحد، إن العمل متواصل لأجل تعويم السفينة التي جنحت في المجرى المائي، وأدت إلى إرباك حركة النقل التجاري في العالم.
وقال مميش في مقابلة مع قناة "سكاي نيوز عربية"، "نصل الليل بالنهار لأجل تعويم السفينة، ونمتلك كفاءات عالية للقيام بذلك".
وأوضح أنه يجري انتظار المد العالي، خلال فترة الليلة، من أجل تحريك سفينة الحاويات الضخمة، وهو ما يبدأ على الساعة العاشرة ليلا، لأن مستوى الماء يزيد، حينئذ، بستين سنتمترا عن المعدل.
وأردف أن هذا الحادث يحصل للمرة الأولى في قناة السويس، فلم يغلق هذا الشريان الحيوي للتجارة العالمية منذ 54 سنة.
وأشار مميش إلى وجود أكثر من سيناريو للتعامل مع الوضع، قائلا إن السيناريو الأول يعتمد على الشد بالقاطرات، فتم جلب قاطرات من الخارج لأجل حل المشكلة.
وأضاف أن هذا قد لا يؤدي إلى خروج السفينة وتعويمها بأمان وسرعة، ولذلك تقوم الخطة الثانية على تخفيف وزن السفينة وإزالة بعض الحاويات والوقود والزيوت، وعندئذ، ستقوم القاطرات بعملها.
وحين سئل عن موعد البدء في الخطة الثانية أي تخفيف الحمولة، أجاب مميش بأن ذلك سيجري بعد غد، في إشارة إلى الثلاثاء، أي بعد استنفاذ محاولات القطر.
وأشار مميش إلى أن تخفيف الحمولة يحتاج إلى تجهيزات لوجستية، لأن الإفراغ يتطلب سفنا حتى تحمل ما يجري تفريغه.
في غضون ذلك، أوضح مميش أن محاولات التعويم عن طريق القطر ستتواصل لأجل تعويم السفينة، عن طريق استغلال المد العالي.
وعندما سئل حول الأسباب التي تقف وراء جنوح الأسباب، أكد مميش أن تحديدها يظل غير ممكن، ما لم يكن ثمة تحقيق تقني وعلمي بعد تعويم السفينة والاستماع إلى الصندوق الأسود والاطلاع على مختلف الجوانب الأخرى "لنعرف ما حصل بالضبط".
تأثر عالمي
وأشار إلى أمن وسلامة السفينة من مسؤولية قائد السفينة، أما المرشد فرأيه استشاري، "القرار لمن يقود"، وبعد التعويم سيجري الاستماع للجميع من قبل لجنة محايدة "حتى لا يتكرر ما حصل مع أي سفينة أخرى".
أما المدة المرتقبة لإجراء التحقيق في حادثة مماثلة لما وقع لسفينة "إيفر غيفن" البنمية، فيتراوح بين شهر وثلاثة أشهر، بحسب مميش.
وقال مميش إن خسائر مصر ليست بالكبيرة "نحن نخدم العالم كله، والعالم تأثر بهذا الحادث"، وأشار إلى تقديرات رئيس هيئة قناة السويس، أسامة ربيع، الذي قدر الخسارة اليومية من جراء هذا التعطيل بـ14 مليون دولار.
وأشار مميش إلى تأثر سفن كثيرة محملة بمختلف البضائع، وهذه الخسائر ملقاة على عاتق شركات التأمين، فيما ترتبط السفن العالقة بحجز أرصفة في موانئ الوجهات، وهذا يعني أن اضطرابا قد حصل.
واستبعد مميش أن يؤثر هذا الحادث على سمعة قناة السويس، لأن الأمر يتعلق بحادث واحد في 54 سنة "عندنا أكفأ المهندسين والمرشدين والعاملين، وهذا الحادث عابر وسيتمر ونتعلم منه".
وفيما تثار الأسئلة بشأن بقاء سفن كثيرة عالقة في قناة السويس بسبب الناقلة الجانحة، عوض سلك طريق بديل عن طريق رأس الرجاء الصالح، أوضح مميش أن هذا الأمر يعود لمالك السفينة، لكن القيام بهذا التحويل ليس بالأمر السهل في الوقت الحالي.