كشف عمار أمون دلدوم، السكرتير العام لـ"الحركة الشعبية شمال" بقيادة عبد العزيز الحلو، لموقع سكاي نيوز عربية عن قبول رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان بمبدأ فصل الدين عن الدولة وهو مبدأ اساسي تطالب به الحركة ذات الثقل الكبير في جنوب كردفان والنيل الأزرق للتوقيع على أي اتفاق للسلام مع الحكومة السودانية.
وقال دلدوم إن مخرجات لقاء البرهان والحلو في جوبا السبت يمكن أن تمهد الطريق للتوصل إلى اتفاق سلام مع الحكومة السودانية.
استئناف التفاوض
وفي تصريحات صحفية أعقبت لقاء البرهان برئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت، أوضح توت قلواك مستشار سلفاكير للشؤون الأمنية، رئيس فريق الوساطة الجنوبية في محادثات السلام السودانية، أن البرهان عقد جلسة محادثات الحلو، وبحث الخلافات حول إعلان المبادئ بين حكومة الفترة الانتقالية والحركة، توطئة لبدء مفاوضات السلام الرسمية بين الطرفين.
وأكد قلواك أن خارطة طريق السلام بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية شمال، باتت واضحة، مشيرا إلى أن اللقاء قطع أشواطا متقدمة في إطار التفاهمات المشتركة حول إعلان المبادئ، مبشرا الشعب السوداني بقرب اكتمال عملية السلام في السودان ومشيرا إلى أن البرهان والحلو سيوقعان الأحد إعلان مبادئ توطئة لاستئناف المفاوضات.
وقال قلواك إن لجنة الوساطة ستقوم مباشرة، بعد توقيع إعلان المبادئ بوضع جدول المفاوضات بين الأطراف التي قال إنها أصبحت الآن جاهزة للجلوس إلى طاولة المفاوضات.
خلافات أساسية
وظلت الخلافات حول فصل الدين عن الدولة تشكل عقبة كبيرة أمام عودة الحركة الشعبية - جناح الحلو إلى طاولة التفاوض.
وأكدت الحركة في فبراير استعدادها لاستئناف التفاوض مع الحكومة السودانية "في أي زمان ومكان"، على أساس "وثيقة أديس أبابا" الموقعة بين رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، ورئيس الحركة بالعاصمة الإثيوبية في سبتمبر 2020.
خطوة مهمة
وأكد دلدوم، الذي تحدث لموقع "سكاي نيوز عربية" عبر الهاتف من نيروبي، إلى أهمية الخطوة في تحقيق السلام الشامل لكنه أشار إلى أن الحركة تمتلك كافة الخيارات التي تضمن تحقيق مطالبها.
وفي سبتمبر الماضي وقعت الحركة على وثيقة مبادئ مع رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا تضمنت 6 بنود تنص على "التفاوض على أساس إقامة دولة ديمقراطية، وبناء دستور يقوم على فصل الدين عن الدولة، مع احتفاظ الحركة بحق تقرير المصير في حال إخفاق المفاوضات في التوصل إلى اتفاق حول المبادئ الموقع عليها".
وإضافة إلى مبدأ التفاوض على أساس فصل الدين عن الدولة، اتفق الجانبان على "وقف العدائيات والتفاوض على أساس احترام حقوق المواطنة والتعدد الإثني والثقافي".
حرب طويلة
ويعيش السودان منذ نهاية العقد الخامس من القرن الماضي حروبا أهلية، حصدت أرواح نحو 4 ملايين شخص، وأجبرت أكثر من 10 ملايين على النزوح الداخلي هربا من الموت، أو اللجوء إلى بلدان أخرى بحثا عن الأمان والاستقرار.
ورغم انحصار الحرب منذ عام 1955 في جنوب السودان، الذي انفصل وفقا لمقررات مؤتمر "نيفاشا" وكوّن دولته المستقلة عام 2011، فإن نطاقها الجغرافي بدأ في الاتساع مع مطلع الألفية الحالية، ليشمل مناطق عديدة في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، وأدى ذلك إلى إهدار كم ضخم من الموارد وتسبب في خسائر مادية مباشرة وغير مباشرة، تقدر بأكثر من 600 مليار دولار.
اتفاق ناقص
وقعت الحكومة السودانية اتفاق سلام في أكتوبر الماضي مع عدد من الحركات المسلحة لكنه لم يشمل حركتين رئيسيتين هما حركة الحلو التي تسيطر على مناطق واسعة في جنوب كردفان والنيل الأزرق وحركة تحرير السودان بقيادة عبدالواحد محمد نور ذات النفوذ القوي في دارفور.
ويأمل مراقبون في أن يؤدي اتفاق سلام شامل إلى نهاية حقيقية لتلك الحرب، لكن دلدوم شدد على "عدم جدوى أي اتفاق لا يخاطب جذور الأزمة السودانية، وينهي أسباب الانقسام والحرب إلى الأبد، بدلا من التركيز على المحاصصة وتقاسم السلطة".