خلال ساعات قليلة من حادث تصادم قطارين في سوهاج جنوبي مصر، توافد مئات المواطنين من الشباب والسيدات وحتى كبار السن إلى المستشفيات التي استقبلت المصابين داخل وخارج المحافظة، من أجل التبرع بالدم، في مشهد يعكس تلاحم وشهامة الصعايدة في أوقات الأزمات، رغم تأكيد الجهات المسؤولة على توافر الدم والبلازما المطلوبة.
وجاء ذلك بعد دعوات المواطنين بضرورة التبرع بالدم للمستشفيات للمساهمة في إنقاذ ضحايا حادث التصادم، الذي أصيب به أكثر من 160 شخص حتى الآن وتوفي 32، حسب بيانات صادرة عن الجهات الرسمية في مصر.
وشهدت البلاد حادثا مؤلما ظهر الجمعة، عندما اصطدم قطاران بمنطقة صوامعة المدافن التابعة لمدينة طهطا بمحافظة سوهاج، وأكدت السكة الحديد المصرية أن السبب وراء الحادث هو فتح "بلف الخطر" في بعض عربات أحد القطارين بمعرفة مجهولين.
وقال محمود آدم، أحد المتبرعين بالدم في مستشفى سوهاج الجامعي، إنه أقدم على ذلك لدعم مصابي الحادث بعد دعوات للتبرع، مؤكدا أن بنك الدم بمستشفى سوهاج الجامعي "امتلأ بالأكياس" بسبب الأعداد الكبيرة من المتبرعين.
وشدد، في حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية"، على أن المستشفى أكد عدم حاجته إلى التبرع بالدم، ووجه الأعداد الإضافية من الراغبين في التبرع إلى مستشفيات أخرى.
واعتبر آدم أن "المصريين في وقت الأزمات عادة ما يتكاتفون، خاصة في محافظات الصعيد".
واستمرت دعوات التبرع في باقي المستشفيات التي تستقبل مصابي الحادث، ومنها مستشفى اليوم الواحد بسوهاج، ومستشفى طهطا العام، ومستشفى المراغة.
ويأتي الإقبال على التبرع بالدم في ظل تأكيد وزيرة الصحة هالة زايد، على توافر كميات كافية من أكياس الدم والبلازما، مشيرة إلى أن 70 بالمئة من الحالات تعاني كدمات وكسورا، والباقي حالات تحتاج إلى تدخل جراحي دقيق.
وأضافت الوزيرة خلال مؤتمر صحفي على هامش زيارتها لموقع الحادث ضمن وفد من المسؤولين مع رئيس الوزراء، أنه تم إرسال طائرة حربية لفحص الحالات التي يمكن نقلها إلى القاهرة، مؤكدة أنه تم تجهيز مستشفى معهد ناصر ومستشفى الشيخ زايد التخصصي لاستقبال هذه الحالات.
بينما أكد أنس محمد من مركز البلينا بمحافظة سوهاج وصديق أحد المصابين في الحادث، أنه وعشرات آخرين من أبناء القرى المحيطة وأهالي المصابين، أقبلوا على المستشفيات للتبرع بالدم.
وأضاف أنس لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن "العشرات لا يزالوا يتوافدون حتى الآن، رغم تأكيد المستشفى امتلاء الثلاجات بأكياس الدم"، موضحا أن "أهالي سوهاج والصعيد دائما ما يتعاونون في مواجهة الأزمات. هذه طباع أهالي الصعيد عامة".
كما أكد أحمد محمد، وهو قريب لأحد مصابي الحادث ممن تم نقلهم إلى المستشفى الجامعي، توافد المواطنين للتبرع بالدم للمصابين في المنشأة، مشددا على أن "ذلك يحدث رغم توافر أكياس الدم في المستشفى".
وأضاف لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن المستشفى ممتلئ بمصابين من الحادث، في ظل تكدس كبير من الأهالي للاطمئنان على ذويهم والتبرع بالدم.
وتحدث مدير فرع هيئة الإسعاف بمحافظة سوهاج هاني فؤاد لموقع "سكاي نيوز عربية"، قائلا إن "بنوك الدم بالمستشفيات مستمرة في استقبال المتبرعين بصورة كبيرة".
وأضاف المسؤول أنه "تم الانتهاء من نقل المصابين إلى المستشفيات".