تطورات جديدة طرأت على كارثة التلوث النفطي التي ضربت الشواطئ الجنوبية للبنان في فبراير الماضي بعد تسرب كمية كبيرة من القار (القطران الأسود) من باخرة قبالة السواحل الإسرائيلية، ووصلت إلى شواطئ لبنان.
وذكر خبراء بيئيون في لبنان لآ"سكاي نيوز عربية"، أن القطران الذي يشكل تهديدا للحياة البحرية تمدد ليصل إلى مناطق جديدة مثل العاصمة بيروت وشواطئ جبيل والبترول وشكا، وصولا إلى طرابلس في شمال البلاد.
وأدت العواصف والرياح خلال الأسبوع الماضي إلى إعادة تلويث بعض الشواطئ الجنوبية التي كان تم تنظيفها كشاطئ محمية صور.
وربما تتعرض الشواطئ اللبنانية إلى لموجات جديدة من التلوث القطران، وفق الخبراء.
وقال الخبير البيئي الدكتور ميلاد فخري لموقع "سكاي نيوز عربية" إن الرياح ساهمت في إعادة انتشار مادة القطران شمالاً.
وأضاف: "أن لجنة مختصة من الأمم المتحدة وصلت للمساعدة وبدأت عملية مسح شامل للشاطىء بدءا من ساحل محمية صور الجنوبية وصولا إلى شاطئ بيروت".
وتابع: "الفريق اللبناني يجد صعوبة في تحديد البقع المتحركة في مياه البحر المتوسط شمالا، وقد تمكن الفريق من تحليل بعض صور الأقمار الصناعية بمعاونة شخصية من بعض المختصين اللبنانيين الذين يتابعون دراساتهم العليا في فرنسا بعد حال الغموض الذي يلف الموقف الإسرائيلي".
وكان المجلس الوطني للبحوث العلمية في لبنان أصدر تقريرا، ساهم فيه فخري وآخرون عن هذه الكارثة جاء فيه أن موجة أولى ملوثة وصلت إلى الساحل اللبناني إبتداء من 22 فبراير2021.
وظهر التلوث البحري على شكل كتل من القطران الأسود اللزج بمختلف الأحجام من 2 مم حتى 50 سم ، وغطى بكثافة متفاوتة الشواطئ الجنوبية الممتدة من رأس الناقورة حتى بعض شواطىء العاصمة بيروت.
وكشف التقرير أن جهود تنظيف الساحل لا تزال محصورة بالمبادرات الطوعية للناشطين البيئيين بإشراف الجمعيات المسؤولة عن المحميات الطبيعية والبلديات المعنية، وقد استفادت من دعم متواضع من قوات الطوارىء الدولية العاملة في جنوب لبنان وتمثل بتقديم بعض المعدات والموارد المحدودة.
وجاء في التقرير أن السواحل اللبنانية تعرضت خلال الفترة المنصرمة إلى موجة ثانية من التلوث النفطي وبالأخص بعد العاصفة التي ضربت لبنان في 11 مارس 2021، إذ أدت الرياح إلى ارتفاع أمواج البحر، مما دفع بكميات إضافية من الكتل النفطية الكبيرة إلى الشواطئ اللبنانية.
وكانت بقعة من القطران الأسود إنتشرت خلال الشهر الماضي من شواطئ إسرائيل، وتحركت شمالا لتضرب المحميات الطبيعية في جنوبي لبنان.
وتسبب التلوث في نفوق أنواع من الأسماك والسلاحف التي تتخذ من المحميات الجنوبية ملاذا آمناً لها .