بمبادرة من جمعية "الآداب المرتحلة"، ستسافر الكتب هذه السنة إلى سجون المغرب، من خلال هبة تضم  5000 كتاب من مجالات متنوعة وباللغات العربية والفرنسية والإنجليزية والإسبانية، على أن توزع على مختلف المؤسسات السجنية في البلاد.

وتقول الناشرة نادية السالمي، رئيسة جمعية "الآداب المرتحلة" في تصريح لـ "سكاي نيوز عربية"، إن هذه المبادرة تمت بالتنسيق مع المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، ويقف وراءها كتاب وحقوقيون أعضاء الجمعية، وعلى رأسهم الحقوقي إدريس اليزمي، الرئيس السابق للمجلس الوطني لحقوق الإنسان، والكاتب والسفير السابق عبد القادر الشاوي.

وتأتي هذه المبادرة على هامش الدورة الثامنة لمبادرة "الجامعة في السجون"، التي تنظمها المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج بمشاركة مجموعة من الناشطين الحقوقيين والأكاديميين والكتاب منذ عام 2016.

الناشرة المغربية نادية السالمي

وتشير السالمي، مديرة "دار يوماد للنشر" المختصة في كتاب الطفل، إلى أنهم يهدفون من خلال هذه المبادرة إلى "التشجيع على القراءة، والإسهام في توعية وتثقيف السجين، وتهييئه للإدماج في المجتمع من جديد بعد انتهاء محكوميته، خاصة أن هناك مؤسسة تحرص على القيام بذلك، وتثمن جميع المبادرات الفاعلة والمساهمة في الارتقاء بمستوى السجناء، وتوسيع مداركهم".

وتضيف السالمي، المتوجة مؤخرا بوسام الآداب والفنون بدرجة فارس من الجمهورية الفرنسية وقبلها بوسام ملكي من طرف العاهل المغربي محمد السادس، إلى أنه بعد تنظيم دورات مهمة من "الآداب المرتحلة" في الأماكن العامة المفتوحة في السنوات السابقة، كرصيف المبدعين بـ"مارينا سلا" عام 2017، وبشاطئ العاصمة الاقتصادية بالدارالبيضاء 2018، وساحة الكتبية بمدينة مراكش 2019، وتأجيل تنظيم الدورة الرابعة بمدينة فاس في عام 2020 بسبب جائحة كورونا.

وأضافت "جاء الدور هذا العام لنقتحم المؤسسات السجنية عبر بوابة الكتب، من خلال تقديم هبة للمندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، تضم 5000 كتابا لفائدة نزلاء ونزيلات السجون، آملين أن تخفف هذه الهبة التي ساهم فيها العديد من الكتاب والمثقفين في التخفيف من معاناة السجناء، وتساعدهم على الاستعداد لاستئناف الحياة خارج أسوار السجن، بمعنويات عالية وروح مفعمة بالأمل والإبداع، لأن هدفنا الأسمى من خلال تظاهرة "الآداب المرتحلة" هو تشجيع الإبداع الأدبي والكتابة لدى الشباب، ومن بينهم من يقضون محكوميتهم بالسجون، وهذا الأمر لا يمكن القيام به من دون التسلح بالقراءة والكتاب على وجه الخصوص".

أخبار ذات صلة

سجناء سابقون حزنوا عليه.. الحارس ضحية "الغول" يؤلم المغاربة

ومن جهته، أبرز مصدر من المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، لم يرغب في الإفصاح عن اسمه، لـ "سكاي نيوز عربية" أن "الهبة التي توصلت بها المندوبية من جمعية "الآداب المرتحلة" مشكورة، والمكونة من مجموعة كبيرة من الكتب سيتم توزيعها على مجموعة من سجون المملكة، حتى يستفيد منها نزلاء هاته المؤسسات، والذين يستفيدون أصلا من مبادرة "الجامعة في السجون"، التي بلغت هذه السنة دورتها الثامنة، المنظمة بالسجن المحلي سلا 2 حول موضوع "القيم المجتمعية وتأهيل النزلاء للإدماج"، ويشارك فيها مائة نزيل، وتتابعها ست مؤسسات سجنية عبر تقنيات التواصل عن بعد، التي تم توفيرها لهذا الغرض.

وأشار المسؤول إلى أنه سيتم خلال الأيام المقبلة تزويد مجموعة من المؤسسات السجنية بالكتب، حتى يستفيد منها الطلاب وغيرهم من نزلاء السجون، ويكتسبون معارف ومدارك جديدة تحصنهم من القيام بأعمال يعاقب عليها القانون، وذلك لمساعدتهم على "التأهيل وتقويم سلوكهم، وتكريس القيم الإيجابية استعدادا للإفراج عنهم واندماجهم من جديد في الوسط المجتمعي".

أخبار ذات صلة

المغرب.. قضية الطفل عدنان تؤجج الجدل مجددا حول عقوبة الإعدام

وتجدر الإشارة إلى أن المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج تنظم دورتين كل سنة من "الجامعة في السجون"، دورة خريفية وأخرى ربيعية، وفي مختلف السجون بالمملكة، وتعطي الأولوية في مواضيعها للقضايا التي تهم السجناء وإشكالية إدماجهم في المجتمع، كما تنظم لقاءات فنية من مثل "الفنون داخل السجون"، والتي أبرزت عن مواهب كثيرة لدى السجناء في مجال الفنون التشكيلية، إضافة إلى إصدار محلة "دفاتر السجين" التي تضم العديد من مساهمات نزلاء ونزيلات السجون بالمغرب.