لم يكن احتجاز المليشيات للرحال الليبي عبدالعالي الحبوني ونحر ناقته، فور وصوله إلى منطقة "العقربية" جنوب مدينة الجميل، في أقصى غرب ليبيا، سوى رسالة من المجموعات المسلحة تؤكد استمرار رفع السلاح بوجه السلام، مما يؤشر إلى ضرورة التحرك في هذا الملف الذي يهدد جهود العملية السلمية بالبلاد.

مصادر ليبية مطلعة أوضحت لـ"سكاي نيوز عربية"، أن الحبوني وصل إلى الرجبان قبل يومين، حيث استقبل بحفاوة من أهلها ومسؤوليها، وقضى فترة راحة بها، قبل أن يقرر استئناف رحلته، وأصر عميد المجلس البلدي، محمد الشعباني، على مرافقته حتى نهاية الحدود الإدارية للرجبان.

ولدى وصولهما إلى منطقة "العقربية"، خرج عليهما مسلحون تابعون لمليشيات بمدينة الزاوية، واحتجزوهما، قبل أن يطلق سراح الشعباني، ويظل مصير الحبوني مجهولا حتى الساعة.

أخبار ذات صلة

ماكرون يعلن إعادة فتح سفارة فرنسا في طرابلس الليبية

 

أخبار ذات صلة

"لجنة ديسمبر".. مبادرة لإزالة العراقيل أمام انتخابات ليبيا

 

أخبار ذات صلة

"تفكيك بالقوة".. اقتتال الميليشيات يهدد العاصمة الليبية

 

أخبار ذات صلة

عين إيطاليا على إفريقيا.. ما سر زيارة دى مايو إلى ليبيا؟

ونشر تابعون لتلك المليشيات، عبر حساباتهم وصفحات في موقع التواصل "فيسبوك"، صورا لنحرهم ناقة الحبوني، وسط تعليقات من الليبيين، الذين شبهوا هذا الفعل بالجرائم التي كان يقترفها تنظيم "داعش" الإرهابي.

مخاوف من "الوحدة"                        

المحلل السياسي الليبي عبدالرحيم الجنجان، يرى أن هذا الحادث يعكس خشية المليشيات من مظلة الدولة، وقال: "ما يحدث الآن من تسليم للسلطة، يسهم في توحيد المؤسسات الأمنية والعسكرية والمدنية والقضائية ولا يصب في مصلحة هذه المليشيات، التي وجدت نفسها مرفوضة محليا ودوليا".

وأشار الجنجان في حديثه لـ"سكاي نيوز عربية"، إلى أن المليشيات لم يبق لديها الكثير من الأوراق، وتستهلك الآن في سلاحها الذي يستنزف يوما بعد يوم، في ظل "انحصار" منابع تمويلها، مردفا أن محاولتها عرقلة السلام في البلاد صارت معروفة للجميع.

ويعتقد أن نهاية "فوضى" المليشيات صارت قريبة، خصوصا عندما يتم الانتهاء من توحيد الأجهزة الأمنية، وسيصبح بالإمكان "السيطرة" عليهم، وجعلهم يمثلون أمام القضاء بما اقترفوه من جرائم.

إخفاق الوساطات

وتشير مصادر ليبية مطلعة لـ"سكاي نيوز عربية" إلى فشل محاولات الأعيان في المنطقة، التدخل من أجل الإفراج عن الحبوني، وتركه يواصل طريقه، سواء بالعودة إلى مسار رحلته أو المغادرة إلى المنطقة الشرقية، حيث أبدى آل الحبوني غضبهم لما حدث معه، منذرين من عواقب تعرضه للإيذاء.

وآخر ما نشره الحبوني عبر حسابه الشخصي تدوينة عن نيته التوجه إلى الجميل، ومن ثم إلى معبر رأس أجدير الحدودي مع تونس.

من ناحية أخرى، أشارت مصادر ليبية مقربة من آل الحبوني لـ"سكاي نيوز عربية" ‘إلى أن تنظيم الإخوان سيستغل الحادث في ضرب النسيج الاجتماعي بين المنطقتين الشرقية والغربية، وإفشال الصلح الذي سعى لتحقيقه الحبوني.

وكشفت المصادر عن الدعوة للنزول إلى ميدان الشهداء في طبرق، ودعوة الأهالي للمشاركة في وقفة من أجل مطالبة رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي ورئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة، بالتدخل لإطلاق سراح الحبوني

وانطلق الحبوني في رحلته من أقصى المنطقة الشرقية، وبالتحديد من عند معبر امساعد مع مصر، وطاف عدد من المدن هناك، قبل أن يصل إلى سرت بالتزامن مع نيل حكومة الوحدة الثقة من مجلس النواب.

ومن ثم حاول الحبوني استئناف رحلته بزيارة "مصراتة"، لكنه لم يتمكن من ذلك، دون أن يفصح عن الأسباب، لكن مقربين منه أشاروا إلى تلقيه تحذيرات من مواطنين بالمدينة بشأن سلامته، إذا ما حاول الدخول إليها.

وهنا قرر الحبوني زيارة مدن بالجنوب، ثم المعاودة غربا وحتى الوصول إلى الحدود التونسية، ثم يرجع لزيارة مدن الساحل الغربي والعاصمة طرابلس، قبل أن يسعى مجددا للذهاب إلى مصراتة، على أن يختتم "مبادرته للسلام" من مدينة بنغازي.