بعد قرابة أسبوعين على ارتكاب مجزرة صنعاء، اعترفت ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، بمسؤولية 11 من عناصرها عن الحادثة التي أعلنت أنه راح ضحيتها 46 مهاجرا إثيوبيا وإصابة 170 آخرين.
وسبق ونشر موقع "سكاي نيوز عربية"، نقلا عن مصادر مقربة من الجالية الإثيوبية في صنعاء، أن عدد القتلى كان بالمئات.
وذكرت وزارة الداخلية التابعة للميليشيا، أن تحقيقا أجرته خلص إلى أن 11 جنديا من إدارتي مكافحة الشغب والجوازات تسببوا بإحراق 45 مهاجرا إثيوبيا وإصابة 170 آخرين، في صنعاء ووفاة مهاجر في وقت لاحق من ضمن 5 لا يزالون في العناية المركزة.
وكان حريق قد شبّ، في 7 مارس الجاري، بأحد مراكز الاحتجاز بمبنى الجوازات، وذلك بعد إلقاء مسلحين حوثيين قنابل يدوية دخانية من نوع "CS" على عنابر يتواجد فيها مهاجرون إثيوبيون.
وأوضح بيان وزارة داخلية الميليشيا أن العنبر الذي وقع فيه الحادث، ليس مكان اعتقال كما تروّج بعض المنظمات، ومنها منظمة الهجرة الدولية، بل مركز إيواء ساعدت في تجهيزه منظمة الهجرة ذاتها.
وسبق لمنظمة الهجرة الدولية أن أدانت الحادثة ونفي قيامها بأي إيواء لأي من النازحين أو المهاجرين في صنعاء أو أي دولة حول العالم.
محاولة تهرب
وكان موقع "سكاي نيوز عربية"، نشر في وقت سابق نقلا عن مصادر مطلعة، محاولة الحوثيين تزييف الحقائق خلال اجتماع مع مسؤولي الجالية الإثيوبية في أحد الفنادق، وأبلغوهم أن ما حدث يتحمل مسؤوليته "بعض العناصر الموالية للرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح المندسين وسط الحوثيين"، وأنهم مستعدون لدفع التعويضات اللازمة لأسر الضحايا وتوطين بعضهم في اليمن.
وأشارت المصادر إلى وجود عرض آخر، وهو تمكين اللاجئين من الحصول على بلد ثالث للتوطين فيها، مقابل إنهاء الاحتجاجات المستمرة بشكل يومي أمام المفوضية السامية للاجئين بصنعاء، ووقف الحديث عن المجزرة في وسائل الإعلام.
حالة انكشاف
المحلل السياسي اليمني وضاح الجليل، قال لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن هذه الجريمة لا يمكن تغطيتها بأي شكل من الأشكال، مهما حاول الحوثيين تقديم إغراءات للجالية الإثيوبية.
وتابع: "الجريمة كبيرة جدا، وهم (الميليشيات) ترتكب كثير من الجرائم المماثلة بحق المدنيين في عدن وتعز والحديدة ومختلف جبهات القتال، وهو أسلوب حوثي متبع من قبل سيطرتهم على صنعاء قبل 2014".
وأضاف الجليل أن هذه الجريمة شهدت عليها منظمات دولية كانت توصل الأغذية والمعونات والخدمات إلى اللاجئين في السجن، لكنها لم تصدر بيانات إدانة لتكشف حقيقة ما جرى.
وأشار إلى أن الميليشيا الموالية لإيران، أصبحت في حالة انكشاف أمام المجتمع الدولي، إضافة إلى تراجع قواتها في جبهات القتال.
خيارات قاتلة
المحلل السياسي اليمني، محمود الطاهر، يقول لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن جماعة الحوثي وضعت اللاجئين بين 3 خيارات إما دفع غرامات مالية أو الذهاب لجبهات القتال، والخيار الثالث كان الحرق، وعندما رفض اللاجئون تم احتجازهم وإطلاق قنابل حارقة على السجن، أدت لمقتل المئات منهم.
وأضاف الطاهر، أن الأفعال التي يقوم بها الحوثيون تتخطى ما فعله تنظيم داعش، ومن الغريب أن المنظمات الدولية تتعامل معهم كحزب سياسي، ولكنهم في الحقيقة جماعة إرهابية.