يبلغ عدد سكان السودان 43 مليونا، وثمة توزان نسبي بين الذكور والإناث في تركيبة السكان، لكن الأمر لا ينطبق على مؤسسات التعليم العالي "الجامعات".

وتبدو أن هناك أكثرية أنثوية في الجامعات السودانية بنسبة كبيرة تصل إلى ما حوالى 75 بالمئة من عدد المسجلين في معظم كليات وجامعات البلاد البالغ عددها 34 جامعة حكومية و20 أخرى خاصة.

ولا يقتصر التفوق الأنثوي على الناحية العددية فقط، بل يمتد إلى التفوق الأكاديمي الملحوظ، فمن بين المائة الأوائل في امتحان الشهادة الثانوية عام 2020 في السودان، كان نصيب الإناث 74 مركزا منها 7 في العشر الأوائل.

وخلال الفترة من 2010 وحتى 2020 تمكنت 7 بنات من احتلال المركز الأول في امتحان الشهادة الثانوية المؤهل لدخول الجامعة مقابل 3 ذكور فقط.

انعكاس مباشر

انعكس التفوق الأنثوي على نتائح القبول للجامعات في هذا العام، ففي بعض الكليات العلمية مثل الطب والصيدلة يصل عدد البنات إلى أكثر من 3 أضعاف أعداد الذكور.

وتظهر قوائم القبول لكلية الطب بجامعة الخرطوم، التي تشترط أعلى معدلات النجاح على مستوى البلاد، دخول 169 بنتا مقابل 66 شابا فيما قبلت كلية طب جامعة الجزيرة وهي الثانية من حيث صعوبة متطلبات القبول، 52 بنتا مقابل 14 شابا.

ويبدو الفارق الأكثر وضوحا في كلية الصيدلة بجامعة الخرطوم التي قبلت فيها 55 بنتا مقابل 11 ذكرا فقط.

أخبار ذات صلة

السودان.. حضور بارز للمرأة في الحكومة الجديدة
نصف السودانيين يصارعون الفقر.. والفساد في "دائرة الاتهام"
"الهوة التكنولوجية" أبرز تحديات الاقتصاد السوداني
مبادرة سودانية "غير مسبوقة" تستهدف ذوي الاحتياجات الخاصة

تحول ملحوظ

تقول أسماء عبد العال رئيسة قسم طب المجتمع بكلية الطب بجامعة الخرطوم لموقع "سكاي نيوز عربية" إن السنوات الأخيرة شهدت تحولا كبيرا في توجهات الطلاب.

وأضافت أن إقبال البنات غدا أكبر على الكليات الطبية، وذلك لأسباب ربما تعود إلى التفوق الأكاديمي للبنات خلال السنوات الأخيرة، حيث أصبحن يستحوذن على عدد كبير من المقاعد الأولى، وبالتالي بتن أكثر تأهيلا لدراسة الطب والصيدلة وغيرها من التخصصات التي تحتاج إلى معدلات قبول عالية.

وأشار إلى أنها عندما دخلت كلية الطب بجامعة الخرطوم في سبعينيات القرن الماضي كانت دفعتها هي الأكبر من حيث عدد البنات في ذلك الوقت حيث بلغ عددهن 46 طالبة مقابل 134 طالبا.

وبعدما أصبحت عبد العال أستاذة جامعية في العقد الأول من الألفية الحالية، لاحظت تحولا سريعا في نمط القبول، إذ مالت الكفة أكثر للبنات، إذ صرن يتفوقن عدديا وبشكل ملحوظ.

وتعزي عبد العال ظاهرة التفوق العددي للإثاث في الجامعات الحكومية إلى الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، التي تثقل كاهل الطلاب الذكور بالكثير من الالتزامات، مما يجعل البنات أكثر تفوقا من الناحية الأكاديمية.

مجالات جديدة

لا يقتصر الزحف الأنثوي على الكليات الطبية والأدبية فقط بل وصل إلى تخصصات ومجالات كانت حتى نهاية التسعينيات تشهد تفوقا ملحوظا للطلاب الذكور.

وفي هذا الإطار، تقول هبة حسن نائب عميد كلية الهندسة بجامعة الخرطوم لموقع "سكاي نيوز عربية" إن عدد البنات بدأ يتصاعد بشكل كبير في العديد من التخصصات الهندسية، حتى تلك التي لم تكن مفتوحة أمام البنات من قبل.

وترى حسن أن التطور التكنولوجي وتغير نمط التفكير المجتمعي، إضافة إلى الانفتاح العالمي كلها أسباب رفعت الحواجز عن دخول البنات إلى الكليات والأقسام الهندسية.