فتحت زيارة الرئيس التونسي قيس سعيد إلى ليبيا التي جرت الأربعاء ملفات كانت عالقة بشدة بين البلدين وأثارت كثيرا من الجدل خلال العشر سنوات الماضية.

ولعل أهم هذه الملفات هو المنفذ الحدودي رأس جدير الذي يربط بين البلدين والذي شهد كثيرا من الأزمات الاقتصادية والأمنية.

الأمن والاقتصاد موضوع المباحثات

وقال مصدر مقرب من حكومة عبدالحميد دبيبة لـ"سكاي نيوز عربية" إن الطرفين ناقشا خلال المباحثات التي عقدت في العاصمة طرابلس بعض المواضيع التي تخص المعبر منها ضرورة وجود تسهيلات اقتصادية مطلوب تحقيقها من الجانبين وضرورة تشديد الأمن لخنق الإرهاب وتأمين الحدود.

وأكد المصدر أن الخلل السياسي والأمني أفقد الجانبين تبادل تجاري كبير خلال السنوات السابقة، مشيرا إلى أن تونس كانت الشريك الاقتصادي الأول هي ومصر فترة كبيرة نظرا لأنهما دولتين حدوديتين مع ليبيا.

وأوضح أنه منذ زعزعة الاستقرار السياسي والأمني في ليبيا انخفض حجم التبادل لأقل من النصف، وفق إحصائيات صدرت عن الجهات المختصة.

دولتان مكملتان بعضهما لبعض

ويقول المحلل السياسي معاذ الثليب لـ"سكاي نيوز العربية" إن تونس دائما شريك تجاري مهم لليبيا وأن الأمن في البلاد يؤثر بشكل كبير على حجم التبادل التجاري بين البلدين.

وأكد أن ملف التبادل التجاري والأمني بين البلدين كان دون شك محل حديث بين دبيبة وسعيد نظرا لأن تأمين هذين الملفين سيعود بالخير على الجارتين.

وأوضح أن الفوضى الأمنية جعلت عملية إدخال البضائع بين البلدين يصاحبها فوضى كبيرة، فمن جهة قامت عصابات التهريب بإدخال البنزين والنفط الليبي بطرق غير شرعية بعيد عن أعين الأمن التونسي والليبي ما صاحبه خلل كبير في ميزان التجارة بين البلدي ووضع الأمور في غير نصابها.

وأشار الثليب إلى أن البلدين تأثرا بسبب هذه الفوضى، مشيرا إلى أن هناك مصانع تونسية كانت تخصص إنتاجها فقط لليبيا وأنها توقفت عن العمل تماما بسبب فوضى التهريب.

أخبار ذات صلة

هل تطوي زيارة قيس سعيد إلى ليبيا صفحة "تدخلات الإخوان"؟
الرئيس التونسي يصل إلى ليبيا.. والمنفي في استقباله

وعلى المستوى الأمني أكد الثليب أن تونس تشبعت بالأسلحة والإرهابيين من الجنوب الليبي وقت سيطرة المليشيات الإرهابية على مدن قرب الحدود.

وأضاف أن هناك عمليات إرهابية وقعت في تونس وراح ضحيتها سياح وتبين في النهاية أن الأسلحة المستخدمة في العملية دخلت من ليبيا، بل أن هناك عناصر تونسية نفذت هذه العمليات تلقت تدريبها في درنة وسرت.

وذكر الثليب أن ليبيا أيضا في فترة من الفترات دخلها مئات الإرهابيين من الحدود في تونس وتلقوا تدريبات داخل معسكرات في سرت وقت سيطرة تنظيم داعش الإرهابي عليها مستشهدا بأخبار عودة أسر الإرهابيين من ليبيا إلى تونس اليوميين الماضيين.

واختتم حديثه بأن الوضع الأمني من السهل أن يتحسن الآن نظرا لأن داعش أصبحت في خبر كان داخل ليبيا حتى وإن بقي لها بعض الجيوب الصغيرة ولكنها لن تؤثر على الأمن خلال هذه الفترة.

مشكلات اقتصادية وتجارية

بدوره قال الباحث السياسي الليبي إبراهيم بلقاسم لـ"سكاي نيوز عربية" إن زيارة الرئيس التونسي هدفها في المقام الأول بأن تكون تونس صاحبة السبق في إخراج ليبيا من عزلتها، موضحا أن الملفين الأمن والتجاري أيضا لن يخلو من أي مباحثات ليبية تونسية على مر التاريخ.

وأوضح بلقاسم أن الحكومات التونسية منذ عام 2014 اقترفت كثر من الأخطاء التجارية بحق ليبيا أفقد تونس مليارات الدولارات وجعلها تبحث عن شريك اقتصادي غيرها.

وأكد الباحث السياسي أن زيارة قيس سعيد قد يكون سببها إرجاع العلاقات الاقتصادية لسابق عهدها، مشيرا إلى أن المناخ الاقتصادي قد يكون شجع تونس على ذلك.

وأشار بلقاسم، أن توحيد المؤسسات الاقتصادية والمالية في ليبيا سيساعد تونس وكثير من الدول في إبرام اتفاقات تكون نافذة وتعود بالنفع على الجميع.