اعتبر محللون يمنيون أن خطة المبعوث الأميركي لليمن، تيموثي ليندركينغ، لوقف إطلاق النار، هي بمثابة الفرصة الأخيرة التي يمنحها المجتمع الدولي للمليشيات الحوثية المدعومة من إيران من أجل إنهاء الصراع في البلاد، وأن هناك رغبة جادة من التحالف العربي والمجتمع الدولي للتوصل لحل للأزمة سواء من خلال المفاوضات السياسية أو الحسم العسكري.
وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن الوزير أنتوني بلينكن أبلغ مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن مارتن غريفيث أن واشنطن تخطط لتنشيط الجهود الدبلوماسية، بالتعاون مع الأمم المتحدة وغيرها، لإنهاء الحرب في اليمن.
وكان قد كشف ليندركينغ، الجمعة، عن خطة لوقف إطلاق النار في اليمن، تم التوصل إليها بمساعدة المبعوث الأممي وسلطنة عُمان وأطراف إقليمية أخرى.
وقال ليندركينغ، في بيان، عقب عودته من جولة شملت دول الخليج العربي والأردن، إنه قدّم الخطة لقيادة الميليشيا الحوثية، مضيفاً أنه سيعود إلى المنطقة حينما يكونوا مستعدين للمفاوضات.
وأقر ليندركينغ أنه يصعب فرض حل في اليمن وجمع اليمنيين في قاعة واحدة.
وأشار المبعوث الأميركي إلى أن الولايات المتحدة استأنفت تمويل المساعدات الإنسانية إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
وفي ذات الإطار، قالت وزارة الخارجية الأميركية، السبت، إن الحوثيين يعرقلون وصول المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها.
واتهم المتحدث باسم الخارجية الأميركية ميليشيا الحوثي بأنهم يقومون بتحويل مسار المساعدات الإنسانية، وعرقلتها في بعض الأحيان، خاصة تلك المتعلقة بالوقود.
فرصة أخيرة
ويقول المحلل السياسي اليمني، الدكتور عبدالملك اليوسفي، إن تعبيرات الولايات المتحدة واضحة جدا نحو ضرورة إنهاء الصراع في اليمن في أقرب وقت ممكن، وحتى الرئيس الأميركي جو بايدن تحدث في أول خطاب له عن حتمية إنهاء الحرب في اليمن.
وأضاف اليوسفي، لموقع "سكاي نيوز عربية": "على ما يبدو أن هناك توجه دولي نحو إنهاء الصراع سواء من خلال عملية سياسية سلمية، أو من عملية عسكرية يتم تفويض التحالف العربي فيها لإنجاز الصراع بأي طريقة مناسبة."
وأشار إلى أن الإدارة الأميركية أعطت الفرصة الأخيرة للمليشيات الحوثية، عندما رفعتهم من قائمة الإرهاب، وأبقت على قيادات المليشيات في قائمة الإرهاب، والهدف كان واضحا هو إعطاء الفرصة لعملية سلمية هي الأخيرة في كل الأحوال، ولكن المليشيا الحوثية لم تقتنص تلك الفرصة ولم تستوعب الإرادة الدولية وإرادة التحالف العربي في إنهاء الصراع، وذهبت نحو مزيد من التصعيد في جبهات القتال أو عن طريق إطلاق صواريخ ومسيرات على أهداف مدنية في السعودية.
وتابع أن المجتمع الدولي والتحالف العربي أمام خيارات محدودة في سبيل إنهاء الصراع في اليمن، من خلال الحسم العسكري مع توفير غطاء دولي لهذه العمليات، وحاليا تشهد جبهات القتال تصعيدا كبيرا غير مسبوق من جانب التحالف العربي، مشيرا إلى أن هذا الضغط سيزيد في الأيام القادمة من أجل الضغط على الحوثيين لإنهاء الصراع.
وكشف أن ليندركينغ سبق وعبر عن استيائه من عدم استجابة الحوثيين لمبادرات السلام ورغبتهم في فرض الأمر الواقع من خلال السيطرة على مزيد من المدن.
مبادرة متوازنة ورفض حوثي
ويتفق مع اليوسفي المحلل السياسي اليمني، عبدالكريم المدي، الذي يقول إن المبادرة الأميركية لحل الأزمة في اليمن كان ينتظرها الكثيرون وخاصة الشعب اليمني، وأن المبادرة كانت متوازنة ولكن المليشيات الحوثية لا تؤمن بالسلام ولا تسعى إليه.
وأضاف المدي، لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن المبادرة ركزت بشكل كبير على الجانب الإغاثي، لمحاولة مساعدة الشعب اليمني قدر المستطاع، لأن هناك أكثر من 20 مليون يمني بحاجة لمساعدات إنسانية، نصفهم بحاجة إلى إنقاذ عاجل جدا، وهناك حالة نزوح داخلي وتشرد في الخارج، بسبب ما تقوم به ميليشيات الحوثي.
وأشار إلى أن الحكومة الشرعية رحبت بهذه المبادرة، وأبدت استعدادها للتعاطي معها، ولكن الميليشيات الحوثية استقبلت المبادرة بالرفض التام، وواصلت تطوير الهجوم في مأرب والساحل الغربي وحجة ومناطق أخرى، وهذع رسالة مهمة للأميركيين والقوى الغربية والحكومة اليمنية والتحالف العربي المعني بالملف اليمني.
ونوه بأن الحكومة الشرعية والتحالف العربي والجيش الوطني وقوات المقاومة لا خيار أمامهم سوى المواجهة العسكرية، وإلغاء اتفاق ستوكهولم واستعادة اليمن من خلال تحريك الجبهات العسكرية.
وتابع: "نحن نأمل في الحقيقة أن يتم إنهاء الأزمة من خلال مفاوضات سلام، لكن الحوثيين لا يؤمنون بالسلام إطلاقا، ولديهم مشروع طائفي عنصري إرهابي، لم يعد قابلا للحياة في العصر الحالي، وهو من المشاريع العنصرية التي تلغي وتصادم الآخر وتسعى لحماية مصالحها الخاصة فقط".
تقدم الجيش
يأتي ذلك، فيما أعلنت السلطة المحلية في محافظة تعز التعبئة العامة لعملية تحرير شاملة في المحافظة، من سيطرة ميليشيا الحوثي.
وحققت قوات الجيش انتصارات على المليشيا الحوثية غربي المحافظة، وسط التفاف شعبي كبير.
كما أطلقت قوات الجيش الوطني في المنطقة الخامسة عملية عسكرية مفاجئة، ضد مليشيا الحوثي، شمالي محافظة حجة.