انطلقت في تونس الحملة الوطنية للتلقيح ضد فيروس كورونا في مختلف محافظات الجمهورية بعد أربعة أيام من وصول 30 ألف جرعة من اللقاح الروسي سبوتنيك V.
وأعلنت مديرة رعاية الصحة الأساسية بوزارة الصحة وعضو لجنة التلقيح أحلام قزارة أن السلطات الصحية جهزت 25 مركزا للتلقيح ضد كورونا وأن مهنيي الصحة من مختلف الأسلاك لهم الأولوية في تلقي الجرعات قائلة "هم الأشخاص الرمزيون الذين كانوا في الصف الأول في مواجهة فيروس كورونا طيلة شهور".
وفي المركز الجهوي للتلقيح بولاية تونس، اصطف ثلاثة أشخاص من أعوان الصحة أمام كاميرات عشرات المصورين والصحفيين ليكونوا أول من يتلقى جرعات التلقيح التي طال انتظارها.
وقالت الممرضة محرزية الهمامي البالغة من العمر 54 عاما وتعمل في الصفوف الأولى في المنظومة الصحية ضد الفيروس في الدائرة الصحية باردو: "ثقتي عالية في أعضاء اللجنة العلمية لمجابهة وباء كورونا لذلك حرصت على أن أكون من أول الأشخاص الذين يتلقون اللقاح وأدعو كل التونسيين إلى التوجه إلى مراكز التلقيح فليس هناك أي داع للخوف أو التردد، انتظرنا طويلا وصول اللقاحات إلى بلادنا وحان الوقت الآن لكي ننهي آخر مرحلة في معركتنا مع الوباء ونتجاوز المحنة".
وأعرب الدكتور سمير عبد المؤمن رئيس قسم طب الاستعجالي بولاية تونس عن أمله في أن يقبل التونسيون بكثافة على التسجيل لتلقي التلقيح ضد كورونا قائلا "نريد أن نستعيد نسق حياتنا الطبيعي وتسترجع الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية سيرها العادي ونتمنى أن يكون ذلك بعد شهر رمضان."
وأضاف أن وزارة الصحة ومن خلال إعطاء التلقيح الأطباء والممرضين تريد أن توجه رسالة لكل التونسيين مفادها أن التلقيح آمن وفعال "لأن التونسيين يثقون كثيرا في الأطباء والمختصين".
وكان سمير عبد المؤمن أول شخص في تونس أخذت منه عينات لإجراء تحليل مخبري للتقصي عن فيروس كورونا.
كما أوضحت الدكتورة جليلة بن خليل المختصة في الإنعاش الطبي بمستشفى عبد الرحمان مامي الذي تم فيه إيواء أول المصابين بكوفيد 19 السنة الماضية: "لاحظنا أن العديد من الأشخاص يخافون من اللقاح أدعوهم لأخذ الجرعات فقد انتظرنا وصولها أشهرا ولا سبيل آخر حاليا لاكتساب المناعة ضد المرض غير التلقيح."
وتوقعت أن تتحقق المناعة المجتمعية بعد تلقيح مالا يقل عن 60 بالمائة من التونسيين مذكرة بضرورة مواصلة الالتزام بالقواعد الفردية والجماعية للوقاية من العدوى لأن أي تراجع قد يتسبب مجددا في ارتفاع عدد المصابين والوفيات.
وحسب آخر حصيلة لضحايا فيروس كورونا أعلنت وزارة الصحة تسجيل 8329 وفاة بزيادة 16 وفاة جديدة بتاريخ 11 مارس 2021 فيما تم رصد 640 إصابة جديدة.
وكان وزير الصحة فوزي المهدي شدد في وقت سابق على أن الأشخاص غير المسجلين في المنصة الإلكترونية "إيفاكس" لن يتم قبولهم للقيام بعملية التطعيم وحث التونسيين على التسجيل للانتفاع بالتلقيح مذكرا أنها مجانية.
ولم يتجاوز عدد المسجلين في المنصة المخصصة للراغبين في الحصول على اللقاحات المضادة للفيروس 537 ألفا.
وأفاد المدير الجهوي للصحة بولاية تونس طارق بن ناصر أن قرابة 200 شخص من أعوان الصحة المباشرين لمرضى كوفيد 19 تمت دعوتهم لتلقي الجرعة الأولى من اللقاح طيلة هذا اليوم على أن يعودوا بعد 21 يوما لتلقي الجرعة الثانية مؤكدا "سنتابع بدقة مدى تفاعل أجسادهم مع اللقاح".
وأضاف "أطمئن المترددين أنه لقاح آمن ولن يكون له أي مخاطر أو أعراض جانبية، سيشعرون ببعض التعب في الأربع والعشرين ساعة الأولى وهذا عادي ويحدث مع كل أنواع التلقيح".
وينتظر أن تصل إلى تونس في الأسبوع القادم أكثر من 90 ألف جرعة من لقاح "فايزر" ضمن مبادرة "كوفاكس" إضافة إلى 100 ألف جرعة اقتنتها وزارة الصحة من "فايزر".