أطلقت مجموعة ناشطات في مجال المرأة والطفل، عبر منظمة "العهد المدنية"، مبادرة "نبع الحياة" لإعادة تأهيل أرامل عناصر تنظيم داعش الإرهابي في الطبقة بريف الرقة، شمالي سوريا.
وتركز المبادرة على إعادة التأهيل النفسي والسلوكي لأرامل عناصر داعش في مدينة الرقة، اللاتي خرجن من مخيم الهول شرقي مدينة الحسكة بكفالة شيوخ العشائر العربية.
القائمون على المنظمة أكدوا لـ"سكاي نيوز عربية " أن مشروعهم يأتي كخطوة للعمل على إدماجهن في المجتمع وتأهيلهن للعودة إلى حياتهن الطبيعية، لا سيما بعد تعرضهن للتنمر من قبل محيطهن.
وأشادت إيمان محمد منسقة المبادرة بفكرة المشروع، الذي طرح بعد استبيانات وجلسات عقدوها مع أرامل عناصر داعش.
وأوضحت أنهم لاحظوا معاناتهن من التنمر وعدم قدرتهن على التأقلم مع محيطهن، لأسباب تتعلق بالأفكار العالقة بأذهانهن منذ فترة تنظيم داعش.
ووفق أيمان، فإن تتضمن المبادرة التي انضمت لها 15 أرملة حتى الآن، بدأت بعقد جلسات التفريغ النفسي من قبل الناشطات اللواتي يستمعن إلى تجارب الأرامل وإلى مشاعرهن السلبية، ثم تفريغ هذه الطاقات السلبية عبر أنشطة فنية واجتماعية وثقافية، كزراعة الأشجار والاستماع الى الموسيقى، ومشاهدات المسرحيات ومعرفة مواهبهن وتشجيعهن على ممارستها.
ولفتت منسقة المبادرة إلى أنهم يلتقون السيدات فرادى أو في مجموعات صغيرة، مضيفة أنهن أبدين الندم على الزواج من عناصر داعش، كما كشف بعضهن عن زواجهن تحت قهر الظروف المعيشية الصعبة.
وأشارت إلى أن هناك مبادرات أخرى مماثلة، لضمان تخلصهن مما زرع في عقولهن من أيديولوجية متطرفة وإرهابية.
ويرفض العديد من المحللين تصديق نساء داعش اللواتي يبدين الندم ورفض توصيف بعضهن بالضحايا، ويرجع السبب إلى حملهن السلاح وانضمامهن كمقاتلات خضن معارك شرسة لدعم داعش، ومنهن لهن تاريخا دموياً بالانتهاكات التي ارتكبنها بحق نساء المناطق التي تواجدوا فيها سواء في سوريا أو العراق.
وأشادت إيمان بالخطة الإماراتية لمحاربة التطرف، حيث أدركت دولة الإمارات العربية مخاطره الفكرية فانتهجت أسلوب الوقاية منه مبكراً، بضبط الخطاب الديني في مناهجها التعليمية ومنابرها الإعلامية والدينية والرسمية.
وطالبت بـ"تعميم نهج دولة الإمارات" في محاربة التطرف، حيث ستردع محاولات المتشددين والتشكيلات المتطرفة من التسلل داخل المجتمعات لنشر أفكارهم.