تعليقا على زيارة بابا الفاتيكان فرانسيس، للموصل وقرقوش، يقول الأب بطرس سلمان كاهن كنيسة مار بطرس وبولص للسريان الكاثوليك في مدينة القامشلي شمالي سوريا، والذي يتحدر من بلدة قرقوش المسيحية العراقية، التي يزورها في هذه اللحظات قداسة البابا، والتي تعد من أعرق المناطق المسيحية وأقدمها في العراق والشرق ككل.
يقول في حوار مع موقع "سكاي نيوز عربية": "سيلتقي قداسة البابا أهالي قرقوش، التي هي مسقط رأسي، في كنيسة الطاهرة الكبرى، التي حرقها ودمرها تنظيم داعش الإرهابي، لكن ذلك لم يوقف مسيرتنا الايمانية، بل بالعكس فقد تشبثتا أكثر بأرضنا، وعدنا بعد تحريرها، ولنثبت أننا أصحاب حق وأرض، فنحن سكان هذه المنطقة الأصليين، وليس كما يحاول البعض تصويرنا، كمجرد أقلية دينية".
ويضيف الأب سلمان "هذه الزيارة للبابا إلى بلاد ما بين النهرين، تاريخية وبالغة الأهمية، والتي كان من المقرر أن تتم منذ سنوات طوال، لكن بحكم الظروف الصعبة والاستثنائية التي مر ويمر بها العراق كما تعلمون، لم تتم الزيارة".
بيد أن البابا فرانسيس أصر هذه المرة، على القيام بهذه الزيارة البابوية، رغم الظروف السياسية والأمنية المضطربة في العراق وتصارع القوى والقلاقل والميليشيات والإرهاب، لكنه قام بالزيارة متسلحا بالعزيمة والإيمان، حاملا شعار: "جميعكم أخوة، ويجب أن تتعايشوا، وفق هذه القاعدة الإنسانية".
ويضيف "نقدر إشارة البابا في كلمته الاستهلالية، خلال زيارته للعراق، إلى وضع سوريا المعذبة، ونشكر الرب على كل شيء، لكن الحرب هنا في سوريا أثرت علينا جميعا، ومن مختلف المناحي خاصة كمسيحيين، حيث فقدنا الكثير من الشباب والضحايا، والغالبية من المسيحيين هاجروا وشردوا داخليا وخارجيا، من الجزيرة ومن حلب وحمص، ومختلف مناطق التواجد المسيحي في البلاد".
ويتابع: "الوضع الاقتصادي صعب للغاية الآن في سوريا، لكننا دوما ككنيسة في صلواتنا وعظاتنا، نؤكد على ضرورة بقائنا على أرضنا، رغم كل شيء، ورغم الحرب والصراعات، والظروف المعيشية والأمنية الخانقة والمتردية، لأن سوريا هي أرض كافة السوريين، باختلاف دياناتهم وقومياتهم ومذاهبهم، وليس لفئة معينة دون أخرى".
ويردف الأب سلمان: "بالنسبة لوضعنا في منطقة الجزيرة عموما، والقامشلي خصوصا، فإن الوضع جيد ومستقر خاصة على الصعيد الأمني، رغم كوننا في منطقة حدودية، فالله معنا".
ويضيف: "رسالة قداسة البابا من زيارته للمنطقة، من البوابة العراقية لنا في هذه المنطقة هي، أننا كلنا أخوة، ونحن محكومون بالتعايش وقبول بعضنا بعضا كما نحن، فأنا مثلا لم أختر أن أكون كاهنا في سوريا، رغم كوني عراقيا، فالكنيسة أرسلتني، كي أخدم شعبا آخر غريبا عني، لكنه الآن أصبح شعبي، وأشعر أني وسط أهلي، وهكذا فنحن جميعا، يجب أن نتعاطى كأخوة فيما بين بعضنا البعض : العربي والكردي والسرياني والسني والشيعي، وكافة الأطياف، فالتواصل الإنساني هو القاعدة، كوننا قبل أن نكون دينيين، نحن بشر متساوون وإنسانيون".