وصل البابا فرنسيس إلى بغداد بعد ظهر الجمعة في زيارة تستغرق 3 أيام، وتشمل عدة محافظات عراقية، إلى جانب إقليم كردستان العراق.
وتنتظر البابا فرنسيس أيام حافلة ومزدحمة، بالفعاليات والقداسات والصلوات والعظات، حيث سيزور 5 محافظات عراقية، هي: بغداد والنجف وذي قار وأربيل ونينوى (الموصل)، والتي سيستهلها من العاصمة بغداد، التي وصلها ظهيرة اليوم الجمعة، حيث بعد الاستقبال الرسمي في المطار من قبل رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، سيتوجه إلى القصر الرئاسي، ويكون في استقباله رئيس الجمهورية العراقية برهم صالح، حيث يقام حفل استقبال رسمي في قصر السلام الرئاسي ببغداد لقداسته، وليعقد بعدها اجتماعا مع الرئيس العراقي في مكتبه الخاص في القصر الرئاسي.
ويلتقي البابا فيما بعد مع السلطات الحكومية وممثلي المجتمع المدني والدبلوماسيين، في القاعة الكبرى بالقصر الرئاسي.
وليجتمع بعد ذلك في كاتدرائية سيدة النجاة للسريان الكاثوليك ببغداد، مع الأساقفة والكهنة والرهبان والراهبات والاكليريكيين ومعلمي التعليم المسيحي.
ولا شك أن محطته البغدادية تتمتع بأهمية خاصة كون البابا فضلا عن منزلته الروحية والدينية فهو رئيس دولة الفاتيكان ما يفسر أن الزيارة في بغداد تغلب عليها المراسيم البروتوكولية والسياسية وإن كانت ستتخللها زيارته لكنيسة سيدة النجاة التي هي من أكبر كنائس العاصمة بغداد والتي أضفى استهدافها في العام 2010 من قبل تنظيم القاعدة الارهابي اهمية مضاعفة عليها ما يفسر كونها أول كنيسة سيزورها ويصلي فيها البابا فرنسيس في العراق".
وفي اليوم التالي: السبت يزور قداسة البابا فرنسيس مدينة النجف، للقاء المرجع الشيعي علي السيستاني، حيث هذه المرة الأولى التي يتم فيها لقاء على هذا المستوى بين رأس الكنيسة الكاثوليكية والمرجعية الشيعية العراقية والذي يرى مراقبون أنه قد يشكل تتمة لقمة أبوظبي العام 2019 بين بابا الفاتيكان وشيخ الأزهر الشريف برعاية ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد والتي تمخض عنها توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية.
ويغادر بالطائرة بعدها إلى مدينة الناصرية في محافظة ذي قار، لإقامة صلاة الأديان واللقاء بينها في مدينة أور الأثرية التاريخية، حيث سيجتمع ممثلو مختلف الديانات السماوية الإبراهيمية وغيرها من ديانات ومعتقدات كالصابئة المندائيين والأيزيديين .. خاصة وأن مدينة أور تتمتع برمزية روحية مقدسة لدى مختلف تلك الديانات كونها مسقط رأس النبي إبراهيم ومهد الديانة الإبراهيمية التوحيدية ومن ثم يتوجه بالطائرة عائدا إلى بغداد، لترأس القداس الاحتفالي في كاتدرائية القديس يوسف للكلدان في بغداد.
وفي يوم الأحد 7 مارس يتوجه قداسة البابا، إلى أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، حيث سيكون على رأس مستقبليه في مطار أربيل الدولي رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان البارزاني، وحشد غفير من الشخصيات الدينية والروحية والحكومية، حيث سيجتمع رئيس الإقليم مع البابا، في صالة الشرف الرئاسية بالمطار.
وليستقل بعد ذلك طائرة مروحية هليكوبتر لزيارة الموصل لإقامة الصلاة عن راحة نفس ضحايا الحروب في حوش البيعة (ساحة الكنيسة) في الموصل القديمة، تلك الكنيسة التي دمرها الدواعش، وعاثوا فيها فسادا ونهبا، إبان احتلالهم للموصل، ولا زالت آثار الدمار بادية عليها، رغم الانهماك في ترميمها واعدادها استعدادا لزيارة البابا، والذي سيغادر بالهليكوبتر من الموصل إلى بلدة قره قوش، مؤديا صلاة التبشير الملائكي في كنيسة الطاهرة الكبرى هناك، حيث سيلتقي الأهالي في تلك البلدة، التي تعد من أقدم المناطق المسيحية وأعرقها في الشرق ككل .
وكما هو معلوم، فإن الموصل تاريخيا كانت، وحتى قبل موجة الهجمات التكفيرية القاعدية والداعشية الدامية على المناطق المسيحية في تلك المحافظة، كانت تعد مركز المسيحيين ومهدهم في العراق ككل، سيما في مركز مدينة الموصل وفي مناطق كقره قوش وتل أسقف.
وليعود بعدها إلى أربيل، لإحياء القداس الاحتفالي في ملعب فرانسوا حريري، والذي يعد أكبر فعالية سيحييها البابا خلال زيارته لبلاد الرافدين، والتي سيحضرها أكثر من 10 آلاف شخص.
وتكتسي محطة البابا الكردستانية أهمية استثنائية، كون كردستان العراق باتت المكان الأكثر أمانا واحتضانا لمسيحيي العراق ككل، سيما مع الاستهدافات الإرهابية المتواصلة بحقهم، على مدى السنوات الماضية، منذ زمن تنظيم القاعدة وأبي مصعب الزرقاوي وصولا لتنظيم داعش وأبي بكر البغدادي، والذي أوغل في قتلهم وتهجيرهم، وتدمير مناطقهم، وكنائسهم ودور عبادتهم، الموغلة في القدم سيما في منطقة سهل نينوى.
يقول ستيفان شاني مسؤول الإعلام في الكنيسة الكلدانية في أربيل في تصريح لموقع سكاي نيوز عربية: "زيارة قداسة البابا ستكون فرصة، لإظهار العطاء والكرم هنا في إقليم كردستان العراق، عبر حرصنا على القيام بواجب الاستضافة والترحيب، بما يعكس الأهمية الاستثنائية لضيفنا المبجل، حيث تتعانق الأديان والطوائف هنا، ويتعايش الناس دون تفرقة، وتمييز وبلا تعصب وتطرف".
وبعد قداس أربيل سيرجع البابا إلى بغداد، مغادرا في اليوم التالي لإيطاليا، بعد مراسيم توديع رسمية في مطار بغداد الدولي.