تتواصل الجهود لإتمام تشكيل السلطة الليبية الجديدة وصولا إلى الحصول على الثقة من مجلس النواب، حتى تباشر مهامها "الكثيرة" خلال الفترة الانتقالية التي من المقرر أن تنتهي في 24 ديسمبر المقبل، موعد إجراء الانتخابات العامة.
ووصل رئيس المجلس الرئاسي الجديد محمد المنفي إلى البيضاء اليوم الأحد، وهي ثالث مدينة يزورها في المنطقة الشرقية خلال 4 أيام، حيث التقى هناك رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح، لتناول الترتيبات الخاصة بالمرحلة المقبلة، ومنح الثقة للحكومة الجديدة.
وكانت بنغازي أولى محطات جولته، حيث قدم إليها يوم الخميس الماضي من أثينا، وهناك كان يشغل منصب سفير ليبيا لدى اليونان، وقد استقبله ممثلو الجيش الوطني الليبي في اللجنة العسكرية المشتركة "5+5"، وعدد من المسؤولين الأمنيين والعسكريين والشخصيات الاجتماعية.
ثم التقى المنفي القائد العام للجيش المشير خليفة حفتر في مكتبه بمقر القيادة العامة في الرجمة، حيث تبادل الطرفان وجهات النظر إزاء الوضع السياسي مستجدات الوضع السياسي.
وأكد حفتر دعم القوات المسلحة عملية السلام وسعي الجيش للحفاظ على الديمقراطية والتداول السلمي للسلطات، ودعم المجلس الرئاسي الجديد وحكومة الوحدة الوطنية التي أنتجها الحوار السياسي لتوحيد المؤسسات، والوصول بالبلاد إلى الانتخابات المنتظرة في ديسمبر القادم.
ثم توجه المنفي إلى جامعة بنغازي، حيث اجتمع برئيسها عزالدين الدرسي وعمداء الكليات ومديري المراكز العلمية بها وأيضا اتحاد الطلبة، وبدا مهتما بتسجيل العديد من التوصيات والمطالبات التي خرجت عن تلك الجلسة، وفق المصادر.
وكانت مدينة طبرق ثاني محطات الجولة، حيث هبطت طائرة المنفي في القاعدة الجوية هناك، واستقبله عمداء بلديات طبرق، إضافة إلى رئيس أركان القوات الجوية بالقيادة العامة صقر الجروشي، ثم التقى في مقر إقامته المؤقت عدة وفود من أعيان ومشايخ وممثلي المكونات الاجتماعية لقبائل العبيدات والعواقير والمغاربة والعريبات والقبايل.
وعود "المنفي"
ووعد المنفي بالعمل على تنفيذ ثلاث مهام للسلطة الجديدة، يعتبرها "أولويات" له، وأولها "توحيد الجيش"، حيث أكد دعمه المسار الأمني الخاص باللجنة العسكرية، مضيفا أنه "بدأ من المؤسسة العسكرية في المنطقة الشرقية للتأكيد أن توحيد المؤسسات هو من أهم المسارات" في إشارة إلى لقائه المشير خليفة حفتر.
ويأتي بعد ذلك في ترتيب الأولويات توحيد باقي المؤسسات التنفيذية والحكومية وفق خطة المنفي، الذي لفت إلى انعكاس تحقيق هذا الأمر بالنفع على المواطن بشكل سريع، معتبرا أن هذا المسار "يحسن الظروف المعيشية"، وقال: "لن تكون هناك انتخابات في غياب الأمن والاقتصاد".
وأخيرا، شدد على السعي في طريق المصالحة الشاملة بين الليبيين، واختيار شخصيات لقيادة هذه المصالحة، مؤكدًا أن المرحلة "صعبة وتحتاج إلى تكاتف الجميع من أجل الخروج بليبيا إلى بر الأمان، من خلال انتخابات نزيهة نهاية العام الجاري".
وبحسب المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء الليبي المكلف، عبد الحميد دبيبة، فإنه سيتواصل مع مجلس النواب وفق دوائره الـ13 آملًا التئامه في جلسة مكتملة النصاب خلال أقرب فرصة ممكنة.
وسيكون دبيبة مستعدًّا لتقديم الحكومة بطلب من مجلس النواب، بعد اكتمال نصابه القانوني لمنحها الثقة في الموعد المقرر، وفق المكتب.
وفي هذا السياق، كانت أولى لقاءات دبيبة في طرابلس مع أعضاء ملتقى الحوار الليبي، الذين وضعوا ثقتهم فيه من أجل إدارة المرحلة المقبلة، حيث التقاهم فور وصولهم إلى المطار قادمين من جنيف.
وكشفت مصادر لـ"سكاي نيوز عربية" أنه يتلقى حاليا توصيات من أشخاص حول الذين سيختارهم في الحكومة، حيث يسعى إلى خلق "توليفة" تلقى قبولا لدى الشرق والغرب الليبيين.
مصارحة "دبيبة"
كما حرص دبيبة على زيارة مدينته مصراتة، الجمعة الماضي، حيث عقد لقاء موسعا "ضم عددا كبيرا من أعيان المدينة، ورجال الأعمال بها، إضافة إلى قادة المجموعات المسلحة المنتمية لها".
وأشارت المصادر إلى أن دبيبة استهل حديثه بالثناء على مواقف أهل المدينة خلال السنوات الماضية، داعيا إلى أن تأخذ مكانها في "القيادة" ولكن عبر "المصالحة والخدمة" لباقي أهل ليبيا.
وصارح الحضور بالصورة الذهنية التي تكونت لمصراتة لدى الليبيين، قائلا: "20 إلى 30% من الليبيين يدعمون مصراتة، وهم من تجمعنا بهم علاقات قرابة وصداقة مثل زليتن وتاجوراء ومدن أخرى، أما الباقين فكانت لديهم صورة جيدة عنا، تحولت إلى شكل من الكراهية مؤخرا".
ودعا دبيبة إلى "عودة مصراتة لحضن الوطن، كي تكون في المقدمة وتقود"، مردفا أنه سيحرص على اختيار عدد من أبناء المدينة للعمل معه في الفترة المقبلة، وعلى رأسهم "وزير الداخلية في حكومة الغرب فتحي باشاغا".