في مناطق حدودية عدة بسوريا، تبسط حكومة دمشق سيطرتها أو هكذا تقول، لكن معلومات عدة تفيدة بأن إيران وميليشياتها هي المسيطر فعليا، وهي تعيد إعادة انتشارها بتمويه خشية تعرض لضربات جوية.
وتمتد هذه من المناطق من الحدود مع العراق إلى جنوبي سوريا وصولا إلى الحدود مع لبنان.
وتفيد معلومات بأن ميليشيات حزب الله اللبناني وميليشيات أخرى مدعومة من إيران تسيطر على 20 بالمئة من حدود البلاد.
ورغم أن سلطات الجمارك السورية هي المسؤولة رسمياً عن إدارة المعابر مع العراق (البوكمال)، والأردن (نصيب)، ولبنان (العريضة وجديدة يابوس وجوسية والدبوسية)، إلّا أن السيطرة الحقيقية تكمن في الواقع في أماكن أخرى.
وتحتل ميليشيات حزب الله الحدود اللبنانية، وأقامت قواعدها على الجانب السوري وخاصة في الزبداني والقصير، التي يسيطر منها على منطقة القلمون الجبلية.
وبالمثل، تدير الميليشيات العراقية الموالية لإيران كل من جانبي الحدود من البوكمال إلى التنف.
وتمتد قبضة القوات الموالية لإيران أيضا إلى العديد من المطارات العسكرية السورية، والتي غالباً ما تكون بمثابة وسيلة لنقل الأسلحة الإيرانية الموجهة إلى ميليشيات حزب الله في الجولان ولبنان.
ويكشف هذا الوضع عن اندماج سوريا الكامل في المحور الإيراني.
إعادة تموضع
وفي السياق، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن الميليشيات الموالية لإيران في سوريا، عمدت مجددا إلى إعادة التموضع في ريف دير الزور الشرقي المتاخم للحدود مع العراق، عند الضفاف الغربية لنهر الفرات.
وتأتي خطوة المليشيات في محاولة للتمويه لتفادي الاستهدافات المتصاعدة على مواقعها من قبل إسرائيل أو التحالف الدولي.
وقامت تلك المليشيات بنقل مقرات قديمة إلى مواقع جديدة ونقل سلاح وذخيرة إلى مستودعات جديدة في منطقتي البوكمال والميادين وأطراف مدينة دير الزور.
التمويه
وتعمد الميليشيات أيضا إلى التمويه بغطاء مدني خوفا من القصف المتكرر والذي تكبدت فيه خسائر بشرية ومادية في الآونة الأخيرة.
وتأتي خطوة الميليشيات غداة تأكيد المرصد أن طائرة مسيرة استهدفت سيارة تحمل شحنة أسلحة قادمة من العراق، بالقرب من معبر عسكري غير شرعي بين العراق وسوريا، وهو معبر تستخدمه الميليشيات عادة للتنقل بين البلدين وإدخال التعزيزات العسكرية قرب مدينة البوكمال بريف دير الزور الشرقي.
وكانت هذه المنطقة قد شهدت عمليات استهداف كثيرة، أغلبها إسرائيلية، ضد مواقع عسكرية وقوافل للميليشيات.
واندلعت الحرب في سوريا عام 2011، وتحولت من احتجاجات شعبية إلى اشتباكات مسلحة، وسرعان من تدخلت أطراف خارجية مثل إيران لدعم الرئيس السوري بشار الأسد.
وبعد انحسار حدة القتال في الحرب في سوريا، خاصة مع تقهقر المعارضة إلى محافظة إدلب وهزيمة تنظيم داعش الإرهابي، أصبحت الميليشيات الإيرانية ذات نفوذ في مناطق عدة في البلاد، تستغله طهران لمصالحها في المنطقة.
وتحاول إيران بكل قوة المحافظة على وجود لها على الحدود السورية العراقية، باعتبار ذلك نقطة رئيسية في خط إمداد ميليشيات حزب الله اللبناني، أبرز وكلائها في المنطقة.
وينظر كل من التحالف الدولي وإسرائيل لوجود إلى وجود هذه الميليشيات على أنها خطر، وهذا ما قد يفسر تعرضها المتكرر لهجمات صاروخية، من دون الإعلان عن صريح عن الفاعل.