استيقظ سكان مدينة طنجة، بأقصى شمال المغرب، على وقع فاجعة أليمة راح ضحيتها العشرات من العاملات والعمال بورشة سرية لصناعة النسيج.

وأفادت السلطات المحلية لولاية جهة طنجة بأن وحدة صناعية سرية للنسيج واقعة بمرآب تحت أرضية فيلا سكنية بحي الإناس، بمنطقة المرس بطنجة، عرفت صباح الاثنين، تسربا لمياه الأمطار، مما تسبب في محاصرة عدد من الأشخاص كانوا يعملون بداخل هذه الوحدة الصناعية السرية.

وانتقلت السلطات المحلية والأمنية ومصالح الوقاية المدنية إلى المكان على وجه السرعة، حيث تم إنقاذ 18 شخصا، نقلوا إلى المستشفى الجهوي لتلقي الإسعافات الضرورية. كما تم انتشال جثث 28 شخصا آخرين، فيما تستمر عمليات البحث للوصول وإنقاذ بقية الأشخاص المحاصرين المحتملين.

وقالت إحدى العاملات الناجيات إن "الحادث وقع صباح اليوم، قرابة الساعة 8 و45 دقيقة. وتحكي أن التيار الكهربائي انقطع فجأة بفعل هطول الأمطار القوية. وبعده بدقائق تفاجأ العاملون بدخول مياه جارفة أغرقت كل من بالداخل. وبقي بعض العمال يستنجدون إلى أن غرقوا تحت المياه".

أخبار ذات صلة

المغرب.. مصرع 24 شخصا غرقا داخل مصنع سري
نساء تحت رحمة العنف بالمغرب.. كورونا ضاعف المعاناة

فيما أكد عامل آخر، من الناجين من الكارثة، وهو يغالب دموعه، أن العدد الاجمالي للعمال يقارب الأربعين. وقال إنه لا يزال تحت الصدمة، ولا يجد الكلمات للتعبير عما رأى بالداخل؛ مصرحا: "لقد شاهدت عددا من زملائي وأصدقائي يستنجدون إلى آخر أنفاسهم ولم نستطع فعل شيء لإنقاذهم". 

وقد تم فتح تحقيق من طرف السلطات المختصة، تحت إشراف النيابة العامة، للكشف عن ظروف وحيثيات هذا الحادث وتحديد المسؤوليات.

أمطار غزيرة في طنجة

وزار المكان المنكوب والي جهة طنجة تطوان محمد امهيدية، لمتابعة عملية انقاذ العاملين العالقين بالداخل والاطلاع عن كتب على الظروف الصحية لضحايا الفاجعة.

وتساءل متابعون ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي عن دور السلطات المحلية، ومسؤوليتها في الترخيص ومراقبة المصانع والورش وظروف العمل بها. كما حمل نشطاء مسؤولية وفاة هؤلاء العمال للمسؤولين، مطالبين بفتح تحقيق ومحاسبة المتواطئين في هذه الفاجعة.

حادث أليم شهدته طنجة

وعرفت مدينة طنجة، صباح الاثنين، تساقط أمطار غزيرة تسببت في اجتياح المياه للعديد من الشوارع والأحياء، ما أثر بشكل مباشر على حركة السير بعدد من شوارع المدينة، في سيناريو أعاد إلى الأذهان ما وقع بالعاصمة الاقتصادية الدار البيضاء قبل أسابيع.

وتناقلت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو، تظهر اجتياح المياه لمجموعة من المباني وتضرر ممتلكات المواطنين، بفعل انسداد قنوات صرف المياه.