جهاز هاتف محمول وإنترنت جيد هو كل ما تحتاج إليه حسناء فرضي، الطبيبة الأخصائية في الطب العام، لتقديم استشارة طبية عن بعد عبر الفيديو، دون حاجة المرضى إلى مغادرة منازلهم والتنقل صوب عيادتها بمدينة الدار البيضاء، وسط المغرب.

وتربط الطبيبة اتصال فيديو بمريضة سبق وأن حجزت موعد عبر منصة رقمية متخصصة في تدبير المواعيد الطبية، وتشرع في تشخيص حالتها و توجيه أسئلة تمكنها من تقيم وضع المريضة الصحي، ثم تقدم لها بعد ذلك نصائح طبية تساعدها على التخفيف من أعراض المرض، إلى جانب وصفة دواء ترسلها لها عبر البريد الإلكتروني.

وتقول الطبيبة حسناء فرضي، في تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية": "منذ ظهور فيروس كورونا المستجد تضاعف الإقبال وبشكل ملحوظ على الخدمات الطبية عن بعد، لا سيما بعدما فرضت السلطات إجراءات احترازية لمنع تفشي الوباء وما تضمنه ذلك من توصيات تحث على التباعد الاجتماعي".

وقد لجأ العديد من المغاربة أمام صعوبة التنقل إلى العيادات الطبية بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد، إلى الخدمات الطبية عن بعد التي يقدمها الأطباء من خلال منصات رقمية تعرض خدمات مجانية لحجز المواعيد عبر الإنترنت.

تقنيات حديثة في خدمة الصحة

وتشير الطبيبة حسناء فرضي، إلى أن ظهور فيروس كورونا ساهم بشكل كبير في تقريب مجموعة من الخدمات للمواطنين عبر الاعتماد على الإنترنت، من ضمنها الخدمات الطبية المقدمة عن بعد ورقمنتها.

وتوضح الطبية، على أن أغلب الحالات التي تلجأ إلى الخدمات الطبية عن بعد، هي حالات المرضى اللذين يصعب عليهم التنقل إلى العيادة لأسباب مختلفة.

وتذكر أن معظم هذه الحالات ترتبط بأشخاص يعانون من أعراض لها علاقة بفيروس كورونا، فيما تتعلق باقي الحالات بأمراض بسيطة أو حالات مستعجلة.

أخبار ذات صلة

المغرب يمدد حالة الطوارئ الصحية إلى 10 مارس
المغرب.. إغلاق الحمامات يثير استياء الزبائن وحسرة العمال

وتشدد الطبيبة، على أن تشخيص المرض عن بعد يتطلب الكثير من الوقت والتدقيق في الأعراض قبل إرسال الوصفة الطبية إلى المريض أو دعوته لإجراء تحاليل مخبرية.

ورغم التباعد بين المريض والطبيب، فإن الدكتورة فرضي، تؤكد على أن التواصل عبر تقنية الفيديو يكتسي أهمية مثل التطبيب المباشر، أهمية قصوى في تشخيص العديد من الأمراض التي لا تستوجب عيادة الطبيب.

تسهيل تواصل المريض مع الطبيب

وتنخرط الطبيبة حسناء فرضي، رفقة 8000 طبيب وأخصائي صحة، في المنصة الرقمية المجانية دابا ضوك (DABADOC)، المتخصصة في تسهيل حجز المرضى للمواعيد الطبية و مساعدتهم على تحديد الطبيب الأقرب من محل سكناهم أو مقر عملهم والمناسب لحالتهم الصحية.

هذه المنصة الرقمية التي أنشأت منذ سنة 2014 واستفاد من خدماتها 5 ملايين شخص إلى حدود اليوم، تسعى حسب مؤسستها زينب إدريسي القيطوني، إلى تقريب المريض من الطبيب، ومساعدة المرضى على التواصل بشكل مباشر مع أطباء من مختلف الاختصاصات، وتحديد موقعهم حسب المدينة التي ينتمون إليها.

وتؤكد زينب القيطوني في تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية"، على تزايد الإقبال على الخدمات التي تقدمها منصة "دابا ضوك" مع تفشي فيروس كورونا المستجد، وبشكل خاص خدمة التطبيب عن البعد التي سهلت على مستعملي المنصة استشارة طبيبهم دون الحاجة إلى التنقل.

وهذه الخدمة الرقمية ساهمت وفق المتحدثة، في التزام المواطنين بتطبيق تدابير الحجر الصحي، مما جنبهم الازدحام داخل قاعات الانتظار وبالتالي حماية أنفسهم من خطر العدوى.

أخبار ذات صلة

"القرية الدافئة".. مبادرة مغربية لحماية المشردين من البرد
بفضل "خدمة غير مسبوقة".. التجارة الإلكترونية تزدهر في المغرب

هل تناسب الخدمة جميع المرضى؟

وترى مؤسسة منصة "داباضوك" أن التطبيب عن بعد، أضحى اليوم وفي ظل جائحة كورونا، أمرا ضروريا للاستمرار في تقديم الخدمات الصحية، سواء تعلق الأمراض بالاستشارات الطبية ذات الصلة بالأمراض النفسية والأمراض المزمنة أوغيرها من المشاكل الصحية البسيطة، مثل الالتهابات في الحلق، الآلام والأوجاع، أو بعض الأمراض الجلدية.

كما تمكن الاستشارة الطبية عن بعد حسب زينب القيطوني، من تتبع الحالات التي تستلزم الفحوصات الروتينية و المراقبة المستمرة، مثل ارتفاع الكوليسترول، وارتفاع ضغط الدم ومرض السكري.

في المقابل تشدد المتحدثة، على أنه لا يمكن استبدال الزيارات الاعتيادية التي تتطلب الفحص السريري، بخدمة التطبيب عن بعد، حيث تستوجب بعض الحالات فحصا مباشرا وكشوفات داخل العيادة.