تصل إلى تونس منتصف شهر فبراير أول شحنة من اللقاحات ضد فيروس كورونا المستجد وذلك ضمن مبادرة "كوفاكس" التابعة لمنظمة الصحة العالمية وبموجبها ستتحصل تونس على 93600 جرعة من اللقاح.
واعتبر الأستاذ في كلية الطب بتونس المختص في علم الأدوية وعضو اللجنة العلمية لمجابهة فيروس كورونا أنيس قلوز في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية" أن تونس نجحت في الحصول على موافقة المنظمة ضمن قائمة تتألف من 18 بلدا.
وكانت منظمة الصحة العالمية أعلنت في وقت سابق أن تونس ستحصل على 4.8 ملايين جرعة لقاح كورونا من برنامج "كوفاكس" التابع لها بما يشمل 20 في المئة من سكان البلاد.
وأكد أنيس قلوز أن عمليات التطعيم ضد مرض كوفيد 19 ستنطلق وفق استراتيجية أعدتها وزارة الصحة تستهدف في مرحلة أولى الأطباء وأعوان الصحة وكبار السن وحاملي الأمراض المزمنة.
وأضاف الدكتور أنيس قلوز أنه "من المنتظر أن تستقبل تونس الأسابيع القادمة ما بين 580 ألف ومليون جرعة من لقاح أسترا زينيكا البريطاني"؛ ونفى أن تكون تونس تأخرت في جلب اللقاحات وبدء عمليات التطعيم، قائلا " إن "المختصين وأعضاء اللجنة العلمية اختاروا التثبت بدقة من سلامة اللقاحات ونجاعتها".
هذا وسيكون التلقيح في تونس اختياريا ومجانيا وبعد التسجيل مسبقا على الموقع الإلكتروني evax.tn ؛و قد اقتصر عدد المسجلين في الحملة الوطنية للقاح ضد كورونا إلى غاية يوم السبت على 388 ألف و500 تونسي من إجمالي أكثر من 3 ملايين تونسي معنيين بالتلقيح في المرحلة الأولى،
وكشف إستطلاع للرأي نشرت نتائجه الجمعة عن تردّد التونسيين في الإقبال على تلقي اللقاحات وأبرز أنّ 46 بالمائة من المواطنين يرفضون التطعيم، فيما تصل هذه النسبة إلى 35 بالمائة في صفوف الأطباء وهو ما يعكس مخاوف من مضار محتملة قد تترتّب عن تلقي اللقاح.
وتعتزم وزارة الصحة القيام بحملة توعوية بهدف تشجيع التونسيين على التسجيل في الحملة الوطنية للتلقيح، وفق ما صرّح به وزير الصحّة فوزي مهدي خلال جلسة استماع له في لجنة الصحة والشؤون الإجتماعية بالبرلمان الاثنين الماضي.
وتقدر التكلفة الإجمالية لحملة التلقيح بـ111 مليون دولار، وقد أقرت الوزارة تخصيص مركز تلقيح بكل منطقة ومراكز جهوية في كل محافظة تعمل بشكل يومي.
كما قررت️ تأمين تخزين اللقاحات بخمسة مراكز جهوية تابعة للصيدلية المركزية (بكل من محافظات الكاف وقفصة ومدنين وصفاقس وسوسة) لتسهيل عملية التوزيع والتزويد.
في الأثناء، اعتبر الدكتور الهاشمي الوزير مدير معهد باستور تونس وعضو اللجنة العلمية لمجابهة فيروس كورونا أن "الوضع الوبائي مازال خطيرا ويتّسم بانتشار مكثف وغير متحكم فيه للفيروس، ولكن تبدو بعض بوادر انخفاض بسيط في عدد الإصابات نتيجة جملة الإجراءات الوقائية التي اتخذت في الفترة الأخيرة حتى و إن لم يلتزم بتطبيقها الجميع"، وفق تعبيره.
وأوضح أن الإجراءات التي استهدفت الحدّ من التجمعات ومنع التنقل بين المدن وإقرار العمل بالتناوب يوما بيوم كان لها مفعول إيجابي نسبيا.
ويشار إلى أن عدد الوفيات جراء عدوى كورونا بتاريخ 5 فبراير بلغ 7162 حالة وفاةK وفق بيانات وزارة الصحة فيما تجاوز إجمالي الإصابات المكتشفة 216 ألف إصابة.
في المقابل، أفاد الهاشمي الوزير بأن "الضغط على المستشفيات متواصل، لكن المنظومة الصحية في البلاد تبدو متماسكة إلى حد ما وقادرة على استيعاب المرضى والتكفل بهم".
وحذر الهاشمي من أن الإمكانات الصحية لا يمكن لها تحمل مزيد من العبء.
وأكد عضو اللجنة العلمية لمجابهة فيروس كورونا أن العالم يمر اليوم بفترة صعبة في درب مواجهته لمرض كوفيد 19 مع ظهور سلالات جديدة والتي تتسم بسرعة انتقال العدوى وخطورة التحوّلات الجينية التي تتعرض لها.