أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن قوة مصر تنبع من صلابة شعبها وثبات جبهتها الداخلية مؤكدا أن الدولة تعمل حاليا على معالجة كافة الملفات في وقت واحد.
وقال السيسي خلال مداخلة هاتفية مع برنامج الحكاية الذي يقدمه الإعلامي عمرو أديب الذي يذاع على قناة إم بي سي مصر "أنتم من تمثلون قوة مصر.. اللي بيستهدف مش بيستهدفني أنا.. بيستهدف شعب مصر".
وأضاف أن"قوة مصر مش من مؤسساتها فقط، وإنما نابعة من شعبها".
وطمأن السيسي المصريين بشأن موقف القاهرة من سد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا على نهر النيل، داعيا المصريين لعدم القلق بشأن سد النهضة، مؤكدا أن البلاد ستصل إلى نتيجة بالتفاوض والصبر وثبات المصريين وعدم قلقهم.
وقال السيسي "إن مصر تقاتل عبر عملية التفاوض للحفاظ على حقوقها في هذا الموضوع وهذا هو المسار الذي نتحرك فيه".
وأضاف "شغالين على عدة محاور وليس محور التفاوض فقط، وإنما أيضا محور تقليل حجم الفاقد من المياه في مصر للاستفادة منه وإعادة تدويره مرة أخرى، وسنصل إلى طريقة بالتفاوض وطول البال والصبر وأيضا بثباتنا كمصريين.. ولا نكون قلقين".
وشدد الرئيس المصري على أن قوة مصر خارجيا مرتبطة بصلابة جبهتها الداخلية والشعبية"لأن من يستهدف البلاد لا يركز على الرئيس فقط وإنما على الشعب المصري أيضا عبر اجتزاء الحقائق وعدم توضيح التوصيف الحقيقي لما تعانيه البلاد"، مؤكدا أنه كلما "كان الشعب المصري ثابتا وصلبا، يمكن الاطمئنان على البلاد".
ليبيا.. الخط الأحمر بداية طريق السلام
وفيما يتعلق بالملف الليبي أكد السيسي أن الأمور بدأت في التحسن في الملف الليبي منذ وضع الخط الأحمر في شهر يوليو الماضي، لتبدأ مرحلة حقيقية للسلام في ليبيا معتبرا أن هذه الخطوة كانت لها نتيجتها الجيدة.
وأكد "إن إجراءنا الي إحنا عملناه في يوليو والخط الأحمر هو من أجل أن نبدأ مرحلة حقيقية للسلام في ليبيا، كانت لها نتيجة جيدة، فنحن حريصون أن تهدف تحركاتنا إلى بناء السلام والعمران والحفاظ على الاستقرار في منطقة تعرضت لهزة كبيرة للغاية خلال العشرين عاما الأخيرة".
وأكد السيسي أن تشكيل المجلس الرئاسي الجديد للحكم في ليبيا لحين إجراء الانتخابات "يعد خطوة في الاتجاه الصحيح".
وأكد على أن الدعم المصري لليبيين، مع سعي القاهرة للتواصل مع ليبيا خلال الفترة المقبلة بعد تشكيل الحكومة وإقرارها من البرلمان.
وأوضح أن القاهرة ستتعاون لاستعادة ليبيا بالشكل المناسب والاستعداد للانتخابات فيها.
تنسيق مصري خليجي
وأشار إلى أن مصر تنسق مع أشقائها في الخليج وباقي الدول العربية لمحاولة إيجاد حلول للأزمات الموجودة في المنطقة والقاهرة مستعدة للعب دور إيجابي كعادتها.
وقال السيسي "إن هدف مصر هو تحقيق الاستقرار وتخفيض حرارة المشاكل الموجودة وتصفيتها مع الوقت لأن كل مشكلة من المشاكل تتداخل فيها عناصر أخرى يكون لها تأثيراتها".
أزمة العقارات المخالفة
وفيما يتعلق بأزمة العقارات المخالفة في مصر، أكد الرئيس على أن إطلاق عملية المصالحة في مخالفات البناء، والبناء على الأراضي الزراعية ناجمة عن غياب دور الدولة لسنين طويلة، مما يجعل هناك إجراءات غير مسيطر عليها.
وأضاف:"لما نيجي نعالج المسائل نعالجها بالمراحل، فيه أولويات"،مبينا أن "المشكلة لم تعد في تدبير المال اللازم، واحنا متحركين في إننا نقلل حجم النمو العشوائي، عبر تقليل حجم الطلب الحالي".
وأضاف أن هناك فساد إداري وفساد تنظيمي فضلا عن حجم الطلب العالي على العقارات، حيث تحتاج البلاد ما بين 700 إلى 800 ألف وحدة سكنية وقد تصل إلى مليون شقة سنويا تقوم الدولة ببنائها بالتعاون مع القطاع الخاص، وبما يناسب قدرة المصريين المالية المحدودة.
وتابع أن حل أزمة العشوائيات في مصر يحتاج من ثلاثة إلى أربعة تريليونات جنيه، "والدولة حاليا تستطيع بناء هذه البيوت لكل الأجيال القادمة، ولديها القدرة على بناء مليون شقة في السنة ماليا وتنظيميا وإداريا".
وأوضح أن هناك ما بين 40 إلى 50 في المئة من مصر عشوائيات، لافتا إلى أنه يقوم بحل هذه المسألة عبر مراحل، بهدف تقليل حجم النمو العشوائي خلال السنوات المقبلة.
وأكد الرئيس المصري أن هناك أزمة في النمو السكاني وهي مسؤولة عن مشاكل كثيرة في كل القطاعات مثل الصحة والصناعة والزراعة، مبينا أن موضوع تنظيم الأسرة أخذ اهتمام الدولة، لكن لا يمكن اتخاذ إجراءات قانونية وعنيفة في المرحلة المقبلة في هذا الشأن.
أزمة كورونا
وفيما يتعلق بفيروس كورونا، أوضح الرئيس المصري أن الدولة تدرس كل الموضوعات بشكل علمي لتحديد مسار حلها، مبينا أنه "يجري ترتيب توزيع اللقاح على الشرائح الرئيسة المتضررة من كورونا والتي يبلغ تعدادها من 30 إلى 35 مليون نسمة، وهو رقم كبير والاعتماد المالي لتوفير هذه اللقاحات موجود".
وقال السيسي: "عاوز أطمن الناس إن النقطة دي ماشيين فيها وحاجتنا (اللقاحات) موجودة وبتيجي (تأتي) والحملة ماشية على الأطقم الصحية".
وأشار إلى أن حجم التجاوب مع حملة التطعيم يتراوح بين 45 و50 في المئة من الأطقم المستهدفة".