أشاد متحدثون في المنتدى الدولي للأخوة الإنسانية، الذي انطلقت أعماله، الخميس، بجهود ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في دولة الإمارات، في نشر رسالة التسامح من الإمارات إلى العالم.

وأثنى المشاركون أيضا على مبادئ وثيقة الأخوة الإنسانية التي أعلنت في الإمارات قبل عامين، لما فيها من قيم تدفع نحو نشر ثقافة التسامح والتعايش والسلام، ونبذ لخطاب الكراهية والعنف.

جاء ذلك خلال الجلسة الأولى من أعمال المنتدى تنظمه وزارة التسامح والتعايش في الإمارات بالتعاون مع اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، ضمن أنشطة مهرجان الأخوة الإنسانية الذي تنظمه الوزارة على مدى 5 أيام احتفاء باليوم العالمي للأخوة الإنسانية الذي أقرته الأمم المتحدة مؤخرا.

وحملت الجلسة عنوان "الأخوة الإنسانية من أجل العمل المشترك لتحقيق مستقبل أفضل".

وناقشت الجلسة كافة الموضوعات التي تتعلق بثوابت وثيقة الأخوة الإنسانية وسُبل ترسيخها من خلال العيش والعمل المشترك من أجل السلام العالمي، وتشارك شركة مجموعة اتصالات في هذا الحدث العالمي الكبير كراع رئيسي لكافة جلسات المنتدى.

وانطلق المنتدى افتراضيا وشهده أكثر من 1900 من المسؤولين الدوليين والخبراء والأكاديميين من الإمارات والوطن العربي والعالم من المهتمين بقضايا التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية.

وتحدث في الجلسة عضو مجلس الوزراء الإماراتي وزير التسامح الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، ووزيرة التعاون الدولي في الإمارات، ريم بنت إبراهيم الهاشمي، و رئيس مجلس أمناء مركز الملك حمد للتعايش السلمي، الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة، والدكتور شينغ س يو، نائب المدير العام لمنظمة (اليونسكو)، وغيرهم.

جهود الشيخ محمد بن زايد

وأكد الشيخ نهيان أن المنتدى يأتي في إطار احتفاء الإمارات بمختلف مؤسساتها وفئاتها وقادتها وشعبها وكافة المقيمين على أرضها باليوم العالمي للأخوة الإنسانية، مؤكدا أن هذا المنتدى ينعقد مستندا إلى رؤية قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر.

ولفت إلى أنه تم التعبير عن هذه الرؤية في إعلان مبادئ "وثيقة الأخوة الإنسانية"، كما يمثل المنتدى احتفاءً بالجهود المخلصة التي بذلها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات في نقل رسالة التسامح والأخوة الإنسانية والقيم الأخلاقية من دولة الإمارات إلى العالم.

وأوضح أن وثيقة أبوظبي للأخوة الإنسانية تدعو الجميع إلى أن يُلزموا أنفسهم "بالعمل جديًا على نشر ثقافة التسامح والتعايش والسلام، والتدخل فورًا لإيقاف سيل الدماء البريئة، ووقف ما يشهده العالم حاليًا من حروب وصراعات وتراجع مناخي وانحدار ثقافي وأخلاقي.

وأشار إلى أن وثيقة أبوظبي للأخوة الإنسانية تمثل بيانًا لحقيقة مفادها، أن الإمارات تعد واحدة من أكثر الأماكن سلامًا وازدهارًا على وجه الأرض، حيث يعيش على أرض الإمارات مقيمين من خلفيات دينية وثقافية وعرقية مختلفة من حوالي 200 جنسية مختلفة، يتفاعلون ويعملون في سلام ووئام وينعمون بالازدهار.

أخبار ذات صلة

يوم الأخوة الإنسانية.. السيسي يؤكد على التصدي لخطاب الكراهية
محمد بن زايد يهنئ الفائزيْن بجائزة زايد للأخوة الإنسانية
"في حاضرات أيامنا".. وثيقة فتحت الباب أمام الأخوة الإنسانية
جائزة زايد للأخوة الإنسانية 2021.. فوز غوتيريش وناشطة فرنسية

تكريما للاجتماع التاريخي

بدورها، أكدت الهاشمي اختيار يوم 4 فبراير يوما عالميا للأخوة الإنسانية جاء بالإجماع تكريما للاجتماع التاريخي بين البابا فرنسيس وشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب في أبو ظبي في ذلك اليوم من عام 2019، لتخرج إلى العالم وثيقة أبو ظبي للأخوة الإنسانية.

وأعربت عن تشرف الإمارات بالمساعدة في تحقيق إنجاز عالمي كبير لتعزيز التسامح والتعايش السلمي والأخوة الإنسانية في العالم.

وأضافت أن وثيقة الأخوة الإنسانية تعد دليلا للأجيال القادمة لتعزيز القيم الأساسية للقبول بالأخر والانفتاح والتعاطف مع بعضها البعض، كما ان مبادئ الوثيقة قادرة على إظهار أفضل ما فينا، وفي الإمارات نعلم هذا لأننا اعتنقنا مبدأ القبول بالجميع منذ نشأتنا كدولة.

أروع نماذج التسامح

ومن جانبه، أكد الشيخ خليفة أن الضمير الإنساني يرتكز في أصوله على مبادئ الأخلاق وحسن المعاملات بين البشر، والتي تؤسس لنا قيم التسامح وتغرس روح التعايش السلمي بين الناس، ولطالما رسم حكام دولنا في مملكة البحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة وفي الخليج العربي، أروع نماذج التسامح والتعايش السلمي

وأضاف "أن البحرين كشقيقتها الإمارات وضعت نصب عينيها الهم الإنساني، إذ تشهد المواقف على مر العهود على دور زعمائنا في غرس قيم التسامح وتأصيل التعايش كواقع حقيقي بين مختلف فئات المجتمع".

وتابع أن ذلك تم "من خلال سياسات حكيمة متوارثة تضع ألف اعتبار لكرامة الإنسان والارتقاء به، مواطنا كان أو مقيما أو حتى عابرا لهذه الأرض، ويتضح ذلك في مساعي دولنا وبتوافق مجتمعاتنا في الحفاظ على الحقوق والمكتسبات ومحاربة كل مظاهر وأشكال العنصرية والتطرف وغيرها مما يندرج تحت "اللا إنسانية".