حملت الإحاطة الأخيرة لستيفاني ويليامز مبعوثة الأمم المتحدة بالإنابة إلى ليبيا إقرارا بالإخفاق أو التعثر في تنفيذ ما نص عليه الاتفاق العسكري بجنيف بشأن إخراج المرتزقة، وقالت إن الأمر لا يقع على عاتق اللجنة العسكرية المشتركة "5+5" فقط، بل على القيادة السياسية والعسكرية للجانبين.
وأشارت مبعوثة الأمم المتحدة في إحاطتها لمجلس الأمن الدولي إلى أن اللجنة طلبت مرارا تنفيذ حظر الأسلحة وتقديم المساعدة للإسراع بمغادرة المقاتلين الأجانب.
لكنها أيضا أشارت إلى أن وقف إطلاق النار "لا يزال ملتزما به"، داعية الأطراف الدولية لاحترام اتفاق وقف إطلاق النار في ليبيا.
وقال الباحث السياسي الليبي خالد الترجمان إن وليامز أخفقت في التأكيد على الأرضية التي وصل إليها العسكريون في لجنة "5+5"، مضيفا أن البعثة الأممية "تجاهلت البناء على تلك النتائج".
وأشار، في حديثه إلى "سكاي نيوز عربية"، إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار أفرغ من محتواه، ولم يتم التأسيس عليه لعقد اجتماعات أخرى موسعة تناقش توحيد المؤسستين العسكرية والأمنية.
وانتقد الترجمان تركيز وليامز على إجراء الانتخابات العامة نهاية العام الجاري، قائلا إنه لن يكون هناك مجال للحديث عن الانتخابات، ما لم تحل المشكلة الأمنية، ويغادر المرتزقة ليبيا، وتترك القوات التركية مواقعها في طرابلس والمنطقة الغربية بأسرها.
وخلال إحاطتها، تناولت وليامز عدة موضوعات أخرى، منها المستجدات بشأن إقرار الميزانية الموحدة، إذ أكدت وجود "قيود تعطل إقرارها"، مشيرة إلى أن "أسعار السلع والمواد الغذائية تشهد ارتفاعا كبيرا مقارنة بما قبل جائحة كورونا".
وتطرقت وليامز في إحاطتها إلى قضية الهجرة والمهاجرين، واعتبرت أن ليبيا "لا تمثل ميناء آمنا لعودة المهاجرين غير الشرعيين إليها"،
ووأكدت تأييد البعثة الأممية لاجتماع لجنة المسار الدستوري في مدينة الغردقة المصرية، الذي ضم ممثلين عن مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة من أجل الاتفاق على آلية إجراء الانتخابات العامة في 24 ديسمبر المقبل، مشيرة إلى مشاركتها في حوار رقمي مع ألف ليبي أظهر تأييد 76% منهم إجراء الانتخابات.
وكررت وليامز التحذير من استمرار التدخلات الأجنبية في ليبيا، رغم أن مؤتمر برلين حول ليبيا، الذي انعقد مطلع العام الماضي، هيأ مظلة دولية للأمم المتحدة للعمل مع الأطراف الليبية بعيدا عن هذه التدخلات.
واتهم عضو لجنة الأمن بمجلس النواب علي التكبالي "وليامز" بأنها سعت إلى تمكين تيار بعينه، وهو الإسلام السياسي، عبر المسار السياسي الذي رعته، إذ رعت حوارا ضمن 75 شخصا من بينهم 40 من جماعة الإخوان، وحرمت مناطق مثل ترهونة من التمثيل في الحوار لأنها معروفة بولائها للجيش الليبي.
وأضاف التكبالي، في حديثه إلى "سكاي نيوز"، أن وليامز لو أرادت استقرار ليبيا لاتصلت بالوطنيين في ليبيا، منوها بأن الشعب دعم المبادرة المصرية من أجل حل الأزمة، وكان من قبلها مبادرة ألمانية، وجميعها قائم على إخراج المرتزقة الأجانب الذين قدموا عبر التدخل التركي، وحل الميليشيات.
ووصف الحديث عن الانتخابات في ديسمبر بـ"الحلم"، قائلا: "كيف يمكن تنظيم الانتخابات في بلد لا يجد فيه المواطن ما يسد جوعه"، وتابع: "أنا أتحدث عن الواقع وليس وفق ما تقوله ستيفاني وليامز".