لا تزال المليشيات الإرهابية تواصل قمع السكان الأصليين في بلدتي رأس العين وتل أبيض السوريتين، التي احتلتهما في التاسع من أكتوبر 2019.
وعلى غرار ما فعلت في مدينة عفرين، تهدف ممارسات الميليشيات الإرهابية إلى إجبار السكان الأصليين على النزوح عن أراضيهم، عبر تنفيذ عمليات سلب ونهب واغتصاب للنساء، واختطاف بشكل شبه يومي.
وأقدمت ميليشيا "فرقة الحمزة" الإرهابية قبل أيام على اختطاف 10 مدنيين من قرية مريكيس بالريف الشرقي لرأس العين، وسط اشتباكات يومية بسبب الخلاف بينهم على تقسيم المسروقات، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
جوازات سفر للبيع
آزاد جميل، شاب نازح من مدينة رأس العين يعيش في أحد مراكز الإيواء بمدينة الحسكة، قال لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن عائلة من مدينة حمص قد استوطنت منزله في رأس العين.
وتابع: "هذه العائلة تواصلت معه بواسطة جاره، وعرضت عليه شراء جوازات سفره وعائلته، وأوراقهم الثبوتية وصورهم الشخصية، مقابل مبلغ 20 ألف دولار".
وأضاف جميل: "كانت زوجتي يوم احتلال المدينة تضع مولودنا الثاني في مشفى رأس العين، ولم أتمكن من العودة إلى المنزل واصطحاب أوراقنا ومصاغ زوجتي ومبلغ مالي كبير كنت قد أودعته في المنزل، والميليشيات الإرهابية استولت على كل ما أملك".
ولم يكن ما حدث لجميل حالة استثنائية تعرض فيها شخص للابتزاز من قبل الميليشيات والعائلات المستوطنة في بيوت الفارين الأكراد، حيث روى جوان محمد خلال حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية"، تفاصيل الابتزاز الذي تعرض له وشقيقه وصديقه.
وقال محمد: "العائلات المستوطنة، وغالبيتهم من حمص وحماة وريف حلب وإدلب، يتواصلون مع أصحاب المنازل ويحصلون على أرقام هواتفهم من الجيران".
وتابع: "تواصلوا معي ومع شقيقي وصديقي، وعرضوا علينا شراء هوياتنا الشخصية أو شهاداتنا الجامعية أو أوراق ملكية منازلنا ومحلاتنا وأراضينا، وحتى صورنا الشخصية، مقابل مبالغ كبيرة ".
متجر أسلحة
الصحفي السوري يوسف شيخ حمو المتحدر من مدينة رأس العين، والذي كان يملك فيها محلا تجاريا لبيع الملابس النسائية، كتب على صفحته الشخصية بموقع "فيسبوك"، أن الميليشيات الإرهابية حولته لمتجر لبيع الأسلحة والذخائر والقنابل.
وتحدث يوسف لموقع "سكاي نيوز عربية" عن مدى ألمه بعد مشاهدته لصور محله، قائلا: "كانت رفوف البلور مزدانة بالملابس، وعلى واجهة المحل الزجاجية كنت أعرض الأزياء النسائية. اليوم تلك الرفوف أصبحت مكتظة بالذخيرة والقنابل، وفي واجهته تعرض البنادق".
وكانت هيئة الإغاثة الإنسانية التركية المعروفة باسم iHH قد حولت منازل المدنيين لمعاهد لتعليم القرآن. وكشف تقرير أعدته منظمة "سوريون من أجل الحقيقة والعدالة"، عن تورط المجلس المحلي المعارض في قضية الاستيلاء على تلك المنازل أيضا.
نبش القبور
من ناحية أخرى، تعرضت مدافن أيزيديين في رأس العين للنبش والتدمير على يد الميليشيات الإرهابية، وذلك على غرار ما شهدته مدينة عفرين.
وكشف إلياس، وهو اسم مستعار لأيزيدي نازح من رأس العين، لموقع "سكاي نيوز عربية"، عن أسباب نبش الميليشيات الإرهابية لقبورهم، الواقعة في قرية جان تمر (23 كم شرقي رأس العين).
وقال: "الأيزيديون يدفنون مع الموتى حليهم من الذهب والفضة ومجوهراتهم الثمينة، وكون العديد من أبناء المنطقة ممن انضموا لتلك الميليشيات الإرهابية على دراية بالأمر، فتعمدوا تخريب مدافننا للحصول على مقتنيات أمواتنا".
وكانت مفوضية الأمم المتحدة قد أدانت في تقرير لها انتهاكات الميليشيات الإرهابية بحق مدنيي عفرين وتل الأبيض.
وأكدت المفوضية في تقريرها، استيلاء تلك الميليشيات على ممتلكات المدنيين الأكراد ومصادرتها وارتكاب انتهاكات بالجملة، من ضمنها عمليات نهب منظمة وواسعة النطاق.