تُكثف الحكومة المصرية مفاوضاتها مع الشركات المُنتجة للقاحات فيروس كورونا المستجد، لتوفير الجرعات المطلوبة للبدء في حملة تطعيم مواطنيها ضد الفيروس، بعدما حصلت على الدفعة الأولى من اللقاح الذي طورته شركة سينوفارم الصينية بواقع 50 ألف جرعة ديسمبر الماضي.
وقال مصدر مسؤول بوزارة الصحة المصرية لموقع "سكاي نيوز عربية"، إنه من المنتظر بدء تطعيم الأطقم الطبية العاملة في مستشفيات استقبال مرضى كورونا بلقاح كورونا، ثم أصحاب الأمراض المزمنة، نهاية شهر يناير الجاري أو مطلع فبراير على أقصى تقدير.
بدوره، شدد مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة، الدكتور محمد عوض تاج الدين، في تصريحات تلفزيونية، على أن مصر لم تتأخر في بدء حملة التطعيم بلقاح كورونا، إذ أن الكثير من دول العالم لم تبدأ حتى الآن؛ نظرًا لقلة الكميات المتاحة من اللقاحات عالمياً، مؤكدًا أنه عندما يصل العدد الكافي من هذه اللقاحات إلى البلاد ستبدأ حملات التطعيم.
وكشف المصدر المصري المسؤول عن سبب تأجيل حملة التطعيم بلقاح كورونا في مصر حتى نهاية يناير، قائلًا إن "وزارة الصحة لم تتسلم سوى 50 ألف جرعة من اللقاح الصيني فقط، وكان من المفترض الحصول على دفعة جديدة خلال الأسابيع الماضية، إلا أن بعض العقبات التي تخص الشركة المُنتجة حالت دون إتمام وصول هذه الدفعات الجديدة حتى اليوم".
وأوضح المصدر أنه إلى جانب ذلك، عملت وزارة الصحة خلال الفترة الماضية بالتنسيق مع عدد من الوزارات، على تجهيز مقار ومراكز تقديم خدمات التطعيم بلقاحات كورونا على مستوى الجمهورية، بتخصيص 34 مركزًا للعمل طوال أيام الأسبوع، ورفع كفاءة العديد من المراكز وتأهيلها لاستقبال المواطنين.
وقال: "بالطبع الوقت عامل مهم بالنسبة لجميع الدول لتطعيم مواطنيها باللقاح، وهذا سبب ضغطًا كبيرًا على جميع الشركات المُنتجة للقاحات لتوفير تلك الاحتياجات، ولذا انتهجنا سياسة تعدد المصادر للحصول على أكبر قدر ممكن من الجرعات خلال فترة زمنية قصيرة، وعندما وصلت الدفعة الأولى من اللقاح الصيني فضّلنا الانتظار لحين وصول الدفعة الثانية البالغ عددها 50 جرعة كذلك، حتى يبدأ التطعيم، لكنها تأخرت بعض الوقت، ونأمل أن تصل خلال الأيام القليلة المقبلة".
كانت مصر، تسلمت يوم 10 ديسمبر الماضي، أول شحنة من لقاح كورونا الذي طورته المجموعة الوطنية الصينية للأدوية (سينوفارم)، قادمة من دولة الإمارات العربية المتحدة.
وقالت وزارة الصحة المصرية، إن لقاح سينوفارم فعال بنسبة 86% في الوقاية من فيروس كورونا المستجد.
وعاد المصدر للقول إن مصر حصلت على 50 ألف جرعة من اللقاح الصيني بالفعل، لكنها لا تكفي سوى 25 ألف شخص، إذ أنَّ اللقاح يتم تناوله على جرعتين بفاصل 21 يومًا، مضيفًا: "هذه الكمية لم تكن لتكفي الكثير من الأطقم الطبية العاملة في المستشفيات المخصصة لاستقبال مرضى كورونا على الأقل".
تصريح الطوارئ
وفقًا لمساعد وزيرة الصحة المصرية للمبادرات العامة، الدكتور محمد حساني، فإن لم يكن ليُسمح بتطعيم المواطنين بلقاح كورونا إلا بعد الحصول على تصريح "الاستخدام الطارئ" من قِبل هيئة الدواء المصرية.
وقال حساني لـ"سكاي نيوز عربية"، إن هيئة الدواء المصرية حصلت على عدد من الجرعات وأجرت التحاليل الدقيقة في معاملها، قبل أن تسمح قبل أيام بالاستخدام الطارئ للقاح سينوفارم الصيني في مصر، ومن المقرر أن يخضع أي لقاح جديد لتلك التحاليل المعملية بهيئة الدواء قبل السماح باستخدامه محلياً.
ولفت حساني إلى أنَّ وزارة الصحة تجري مباحثات مع عدد من الشركات للحصول على الكميات اللازمة لتطعيم مواطنيها ضد فيروس كورونا، على رأسها شركة سينوفارم الصيني التي أجرت المرحلة الثالثة من تجاربها الإكلينيكية بمصر، والتي طلبت مصر منها 40 مليون جرعة، بالإضافة لطلبها كمية كبيرة من اللقاح الذي طورته شركة أسترازينيكا وجامعة أكسفورد، فضلًا عن التعاقد للحصول على 40 مليون جرعة من مرفق كوفاكس التابع للاتحاد الدولي للقاحات.
وأشار إلى بحث إجراء تجارب إكلينيكية على لقاح "سبوتنيك V" الروسي بعد دراسة الملف الخاص باللقاح في لجنة البحوث بالوزارة.
كما أعلنت وزيرة الصحة المصرية، تفاوض الوزارة مع شركة فايزر العالمية على لقاحها، وأنها أجرت منذ أيام اجتماعات مع ممثلين للشركة للتشاور حول توريد اللقاح بعد تقديم الشركة عرضها المالي.
توفير التمويل
وعاد المصدر المسؤول بوزارة الصحة المصرية للقول إن توفير التمويل اللازم كان أحد التحديات التي تواجه الحكومة المصرية للتعاقد على اللقاحات، في ظل التنافس العالمي على الشراء، وهذا ما دفع رجال أعمال ومؤسسات تنموية للتبرع لصندوق "تحيا مصر" للمساهمة في سرعة الحصول على الجرعات التي تغطي كل المصريين.
كان رجل الأعمال المصري هشام طلعت مصطفى، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لمجموعة طلعت مصطفى، أعلن أمس الثلاثاء، تبرعه بتحمل تكاليف لقاح فيروس كورونا لنحو 2 مليون مصري من غير القادرين.
وقالت وزيرة الصحة المصرية، إن عددًا من رجال الأعمال تبرعوا بـ"عشرات الملايين" لصالح صندوق تحيا مصر؛ لدعم شراء لقاحات كورونا.
كما دشّن صندوق تحيا مصر الذي تُشرف عليه الرئاسة المصرية، حملة لتوفير لقاح فيروس كورونا لغير القادرين تحت شعار "نتشارك من أجل الإنسانية"، بتخصيص حساب بنكي لتلقي التبرعات والمساهمات.
وبحسب وزارة الصحة، فإنه من المقرر البدء بتطعيم الأطقم الطبية العاملة العاملة بمستشفيات استقبال مرضى كورونا، ثم أصحاب الأمراض الزمنة كالضغط والسكري، والأمراض المناعية، والفشل الكلوي.