سجل لبنان في آخر 24 ساعة، 4166 إصابة جديدة بفيروس كورونا، وهو رقم قياسي غير مسبوق منذ بدء ظهور الوباء في لبنان في فبراير العام الماضي. 

وسجلت البلاد 21 حالة وفاة في يوم واحد، ويعتبر هذا الرقم الأعلى على الإطلاق، في وقت تشهد فيه المستشفيات ضغطا كبيرا على أجهزتها وطواقمها. 

وتخطى لبنان منذ فبراير الماضي عتبة 200 ألف مصاب بالفيروس، إضافة إلى أكثر من 1500 حالة وفاة، لكن الأيام الأخيرة شهدت أعنف ارتفاع بمعدل الإصابات. 

وعجزت مستشفيات بيروت وجبل لبنان عن استقبال مزيد من المرضى، وامتلأت أسرة العناية الفائقة بمصابي كورونا. 

ويشهد لبنان لاحقا الأربعاء إغلاقا تاما للمرة الثالثة، سيستمر لثلاثة أسابيع، في محاولة لتقليل أعداد الإصابات وإعطاء المستشفيات فرصة لزيادة أعداد الأسرة. 

أخبار ذات صلة

لبنان يقرر الإغلاق الكامل لمدة 3 أسابيع لمواجهة الوباء
بـ"فيديو حزين".. فيروز تنعي إلياس الرحباني

أين سنذهب بالمرضى؟

وقال رئيس قسم العناية الفائقة والأمراض الرئوية في مستشفى رفيق الحريري الجامعي، محمود حسون، لسكاي نيوز عربية إن "الوضع كارثي والأسرة ممتلئة والطاقم الطبي يعاني من الإجهاد". وسأل: "أين سنذهب بالمرضى في حال امتلأت كل الأسرة ولم نعد قادرين على معالجة أي مريض جديد؟".

من جهته قال الأمين العام للصليب الأحمر اللبناني جورج كتانة، لسكاي نيوز عربية إن "الصليب الأحمر ينقل يوميا 100 مصاب بكورونا إلى المستشفيات"، لافتا إلى "أننا قادمون على سيناريو خطير في حال استمر الوضع على ما هو عليه".

ويبدأ لبنان فجر الخميس إقفالا تاما حتى الأول من فبراير المقبل، تقفل فيه معظم المؤسسات الخاصة والعامة والمدارس والجامعات، مع بعض الاستثناءات لبعض القطاعات.

وفرضت السلطات منعا للتجول بعد الساعة السادسة مساء، وتم تقييد حركة السير والمرور وفق نظام الأرقام المفردة والمزدوجة للوحات السيارات.

وابتداء من الاثنين، سيتم تقليص أعداد الرحلات القادمة الى بيروت بحدود 20 بالمئة، مع إلزام المسافرين الوافدين بإجراء مسوحات الفحص المتعلقة بالفيروس فور وصولهم المطار. 

وتعرض قرار الإقفال إلى انتقادات شديدة من أطباء ومسؤولين، واعتبر رئيس لجنة الصحة النيابية عاصم عراجي أن الاستثناءات المعطاة لبعض القطاعات لن توقف الارتفاع الكارثي بأعداد الإصابات وهذا أمر غير مقبول".

وأضاف أن "السير بسياسة مناعة القطيع في لبنان عمل غير أخلاقي وسيؤدي إلى خسارات كبيرة بالأرواح".

صورة مثيرة للجدل

وفي غضون ذلك، انتشرت صورة على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر وزيري الصحة والاقتصاد وعدد من المسؤولين، يتناولون الغداء على مائدة واحدة من دون احترام إجراءات التباعد، ولا اتخاذ تدابير احترازية. 

وتعرض وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال للانتقادات الشديدة بعد انتشار هذه الصورة، علما أنه ألقى باللوم على المواطنين المصابين بالفيروس بالقول إن "من قضى بانفجار بيروت كان بفعل القضاء والقدر أما المواطنين فيصابون بالفيروس بملء إرادتهم".

وتحدثت معلومات عن خلافات وحسابات سياسية أدت في نهاية اجتماعات اللجنة الوزارية لمتابعة فيروس كورونا بإعلان إقفال مجتزأ وليس إقفالا كاملا.

أما المدير العام لمستشفى رفيق الحريري الجامعي، فراس أبيض، فلفت إلى أنه "لأول مرة منذ بداية الوباء، بلغت نسبة النتائج الإيجابية من فحوصات الكورونا التي أجريت الثلاثاء في مختبرات مستشفى رفيق الحريري الجامعي أكثر من 30 بالمئة".

وأضاف: "هذا أمر مقلق، وينذر بأرقام كورونا أسوأ في الأسابيع المقبلة".

وارتفعت الإصابات بصفوف الطاقم الطبي، حيث أعلن الأربعاء عن وفاة ممرضين يعملان في الصفوف الأمامية لمواجهة الفيروس بعد إصابتهما بالعدوى. 

وارتفع عدد المصابين بالقطاع الطبي إلى أكثر من 2200 حالة في ظل نقص في صفوف العاملين بقطاع التمريض ومعالجة المرضى في كل المستشفيات.